واحات أمنحتب البحرية - بحث في ثناء تاريخ الواحات البحرية

 
الواحات البحرية منذ عام 1935م وحتى عام 1965م

📚الواحات البحرية منذ عام 1935م وحتى عام 1965م

السيناريست محمد عبدالرحمن حسن
✍️كتبه: محمد عبدالرحمن حسن
عُرفت في عهد الفراعنة بواحة الشمال " وواحات أمنحتب البحرية " وواحات هايو " كما عُرفت في العصر الروماني بالواحة الصغيرة ، أما العرب ، فقد أعدوا لها عدت أسماء ، هي " الواحة الوسطى - الواحة الشمالية - واحة خاص - واح الأولى " وأخيراً عرفها علي باشا مُبارك بالواحات البحرية أو الواحات الصغرى .

📜-في ثناء التاريخ

إن أصواتاً تهتفُ بنا من بعيد ، من روابي المستقبل " أن هيئوا لنا عيشاً طيباً ، ومقاماً حميداً ، قبل أن تجيئوا بنا إلى الحياة الدنيا ، كما هيئاً لكم أجدادكم الأقدمون " تلك الأصوات التي ينحدر إلينا هُتافها من روابي المستقبل تهيب بنا أن نهيىء لها عيشا طيباً ، ومقاماً حميداً ، قبل أن نجىء بها إلى الحياة الدنيا ، ماهي إلا أصوات الأجيال المقبلة ، التي سوف تهبط من سمائها إلى أرض مصر ، لتجد الوادي قد عجز عن إعالة بنية ، وليس هنالك من شبرٍ من ثراه الخصب ، يمكن أن يكون خالياً من يدٍ تُفلح ، لتحصل من بين ذراته على لقمة الخبز ، فنحيا حياة أيسرُ مايُقال فيها إنها ربيبة الشظف والكفاف ! .. وسوف لايكون العيش الكفاف ميسوراً ، بعد عدة أعوام ، ربما لا تطول ، وسوف لاتطول قطعاً ، مادمنا نستورد أقواتنا من خارج بلادنا ، ويد الإهمال تشلُ من سواعدنا ، فتقعد بنا عن استنباط كفايتنا من ثرىّ أرضنا ، ونحن عليه من عدد يكاد يكون ضئيلاً ، إذا ماقيس بما سوف يطفر إليه تعداد السكان في الأعوام القادمه ! 

للواحات البحرية تاريخ غير متصل الحلقات ، إذ يتكون من إشارات في فترات متباعدة ، تحفظ بعضها بقايا الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية المتناثرة في أرض وديانها هنا وهناك ، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، مما يدل دلالة قاطعة على أن صلتها بوادي النيل لم تنقطع بل كانت صله عاديه بحته وأن نبعيتها للبلاد لم تكن متعلقة بظروف معينة أو في فترات بعينها كالواحات الأخرى بل كانت بحكم موقعها الجغرافي وقربها من وادي النيل تكون جزءً من طبيعة أرض مصر يرثها من يرث العرش .. ولقد أكتشف " أشرسن " الذي زار الواحة عام 1876م في غرب " الباويطي " مسله من عهد الملك تحتمس الثاني ، كما أكتشف " أستندورف " عام 1900م في قرية " القصر " آثار معبدين ، أقام إحداهما عامل الملك إيريس الأول رابع ملوك الأسرة السادسة والعشرون في المدة من 588 إلى 570 ق.م ، إذ قام " وح أب رع نوفر " الذي كان حاكماً للصحراء الغربية الشمالية لآمون معبدين في مقاطعة أحدهما في قرية أغورمي بواحة سيوه والآخر بالواحات البحرية ، ثم جاء " أمازيس " خلف " إيريس " الذي عُرف بأحمس الثاني فأنشأ معبداً آخر بالباويطي في مدة حُكمه التي تنحصر في عامي 569 إلى 526 ق.م ، ولقد أكتشف " أستندورف " خرائب هذين الهيكلين ، أحدهما في وسط حديقة عمدة القصر ولم يبقى منه إلا جزءً مرتفع قليلا .. أما بقايا الهيكل الآخر فعبارة عن قاعة متوسطة الإتساع ، أرتفاعها 3متراً وموقعها في أحد أحواش منازل القصر ويسميها الأهلوين بالمغارة ويستعملونها كمخازن للحبوب .. كما يوجد على مسيرة 1كم نحو الغرب من قرية الزبو آثار هيكل يعرف بقصر " مايسرا " ولا يوجد منه إلا حجرة واحدة طولها 3متراً وعرضها 6 متراً ، وفي الجنوب الشرقي من عين الحيز توجد بقايا قصر روماني كبير ودير مسيحي ذكره كل من بلزوني وكايو ، أما عن العهد الأسلامي فلا أثر له بالواحه مطلقاً.

بقايا معبد آمون بالقصر المعروف بالمنارة
                                                                               بقايا معبد آمون بالقصر المعروف بالمنارة
بقايا تمثال بالقصر


                                                                                          بقايا تمثال بالقصر

📈-نظام القرىّ في الواحات البحرية 

تتشابه القرى التي تتكون منها الواحات البحرية في طراز البناء فكل منازلها بالطين ولكل منزل فناء يتوسطه بئر ليمد البيت بحاجة المياه وغالبا تكون بجوار البئر " شجرة مشمش " أو أي نوع آخر من الأشجار ابتغاء الظل ،ويقيم الأهلون في الدور أو البيوت طول الشتاء ومعظم الصيف حتى إذا ما بدأ محصول البلح في النضج في أواخر سبتمبر الشهر التاسع من السنة هجر كل ذي نخيل داره إلى الحدائق ليقيم هو وعائلته تحت الظلال المبتغى من الأشجار داخل خيام حيث يتعهدون المحصول بالفرز والتجفيف ثم يعبئونه في زنابيل من الخوص وهم يسمون الزنبيل " فردة عزل " أي " فردة عجل " والزنبيلين " زوز عزول " أي " جوز عجول " إذ أنهم يقلبون " الجيم زاياً " في حديثهم ولا يعيدون إلى البيوت إلا بعد أن ترحل آخر قافله أي التجار بآخر قدر من البلح وبمعنى أصح في أواخر نوفمبر حينما يلسعهم البرد .. ويسمى الأهلون هذه الفترة بمدة التعذيب وهم يعتبرونها أعياد العام بالنسبة لهم لأنهم يكونون فيها في حالة رواج نسبي إذ يجدون بغيتهم من الطعام ، وعلى ذالك يتفجرون في أكبر عدد ممكن من الأكلات اليومية والشاي الأخضر ، وفي مدة التعذيب يبطل التعامل بالنقد " أي المال " ويتعاملون بتبادل السلع ، إذ يهبط إلى الواحه عدد من تجار الصعيد من جندفا والبهنسا والغرق السلطاني ، يهبطون الواحات بجمالهم التي حملوها كل شىء يمكن أن تشتهيه نفسٍ وقعت في ربقة الحرمان عاماً بأسره ، فقد تعودا التجار أن يحملوا كل عام في موسم البلح وهو شهر سبتمبر إلى الواحات البحرية بكافة السلع الأستهلاكية والخبز ، وأهم مايحرصون على حملهِ معهم " البوري والشطة " فهذان الصنفان للأهلين بهما غرام كبير " والبوري " سمك مملح صغير الحجم وغير الرائج في أسواق الصعيد لحقارتها إلا أن الأهلين في الواحات البحرية يُقبلون على هذا الصنف كما إقبال الذباب على العسل ، والسر في ذالك هو أن كثرة إستهلاكهم للبلح يولد في نفوسهم الرغبة لأكل شىءً مُضاد .

-الحياة الإجتماعية في الواحات البحرية 

هناك ألوان كثيرة من الطباع والأخلاق يفرضها الفقر على المجتمعات التي يحل ضيفاً ثقيلاً عليها ، وقد لا تكون هذه الطباع ولا الأخلاق ولا الصفات من شيم الذين أرغموا على التظاهر بها ، ولكن الفقر بقسوتهِ التي يكيل بها النفوس هو الذي يُطبعهم عليها ، فمثلا نجد الهدوء والطبيعة والإستسلام ، كل هذه الثمات نجدها على شيمة أهل الواحات البحرية ومن بينها أشتهروا بين سكان الواحات الأخرى ورواد الواحات من أبناء الوادي أشتهروا بأنهم ذو خلق رضي ، ولكن الحقيقة أن هناك أمراً أرغم الذئب على أن يرتدي فروة الحمل ويظهر بها بين القطيع ، ذالك هو الفقر الذي تلقفتهم ايديهم الخشنة القاسية ، فقد شغلتهم أحوالهم المعيشية والبحث بين ذالك البرقع العريض الخرب عن لقمة الخبز التي لايجدها الكثيرون منهم في أشهر كثيرة من أشهر السنة ، ولعل أبرز دليل على ذالك هو المثل الثاري بينهم والذي يقول " الجوعة الغبرة في طقة الصفرا " إي أن الجوع المضني والحاجة المرهقة الملحة تحل بينهم جميعا ، عندما يأخذ البلح في التحول من اللون الأخر إلى اللون الأصفر ، والبلح محصولهم الرئيسي الذي في ظله يتصرفون في العقود والقروض والبيع والشراء ، فعندما يبدأ البلح في التلون يكون كل صاحب نخيل أستنفذ محصوله المُقبل عرضا وقرضا وبيعا بالآجل .. وما غاية ذالك الآجل إلا ظهور المحصول الجديد ، وإذا لم يجدون شيئاً لبيعه بالآجل وليس في ديارهم مخزون يعينهم على المعيشة ، يهاجمهم " الجوع " ومن هنا نشأت عادة لعلها لا وجود لها في أية بقعة من بقاع الأرض تلك العادة التي أنفرد بها مجتمع الواحات البحرية وهي " موسم الطلاق " فموسم الطلاق أمر قائم بينهم معروف ومتعارف عليه وموعده شهر أغسطس من كل عام عندما يبدأ مثلهم العتيد ينشُر لواءه على كل بيت ، إذ يقبض التجار ايديهم عن الأهلين بحاجتهم من السلع الإستهلاكية وليس لديهم مخزون من الموارد الغذائية يتقوتون بها حتى الخبز والشاي والسكر ، تلك الأركان الرئيسية الثلاثة في حياة كل واحه إلا طبقة الأغنياء وهم قلة لا تُذكر ، وهذه الفترة من كل عام يبدأ كل رجل في تسريح زوجته بمعنى طلاقها لعجزهِ عن إعالتها لأنه في ذات الوقت عاجز عن إعالة نفسه ، والأعمال في الواحات قليلة بل نادره ولا يحصل عليها إلا كل محظوظ ، وعندما يبدأ المحصول في الظهور ، تبدأ الزيجات الجديدة ، وكل زوجة لا تنجب حتى شهر أغسطس ربما يكون ، بل لابد من أن يكون نصيبها الطلاق تخلصاً من نفقات عيشها .. وعلى هذا الأساس أخذت الزوجات لوناً مُذلاً من التحوط لكي تنجو الواحدة منهن من هذا المصير الذي ينتظرها راضية أو راغمة وما تحوطهن إلا على حساب صحتهن وأجسادهن ، فقد عمِدت الزوجات إلى عدم الإصراف في الأكل والأمتناع بتاتاً عن شرب الشاي المفضل لدى الجميع بالواحات حتى تشعر زوجها بأنها لا تكلفه شيء يذكر ، فهي تعيش إلى جواره على بقايا ما يأكل وتظل الزوجة حريصه كل الحرص على تنفيذها لهذا الوضع الصعب من الحرمان حتى تُنجب له طفلاً ذكراً أو أنثى حتى تصبح فردا من أفراد البيت ، فليس لزوجها حيلة للتخلص منها ، وهنا تبدأ في الإنتقام لنفسها لذالك الحرمان التي رُميت به طوال مدة عقمها أو خلوها من الأولاد فتسرف في شرب الشاي والطعام ماوجدت ، وذالك لتعويض مافاتها في بداية عهدها بالزواج قبل ان تنجب ذالك الطفل 

والظاهرة الثانية الذي أنزلها الفقر في ساحتهم ، هي تلك الخُرافه التي اشامها القدامى حتى أصبحت عقيدة لدى كل فرد منها ، فقد أعتقد أهل الواحات البحرية أن ملائكة تطوف بالنائمين ليلاً فتبصق في كل وجه عار من الغطاء ، فلهذا يُحتم على كل فرد سواء كان كبير أو صغير أن يغطي جسده كاملاً عند النوم " لماذا ؟! " ذالك لأنهم يخلعون ملابسهم جميعا عند النوم وينامون كما ولدوا عراه ، فحرصا منهم على أن يرى أحدا منهم جسداً لآخر سواء كان صبياً أو فتاة ، ولقد أشاع القدامى هذه الخرافه ليس لأنهم يجدون في النوم عراه متعة ولكن ليختزلون مدة إستعمالها حتى لا تُستهلك في وقت قصير وهم عاجزون عن شراء غيرها .

هذه هي الشيم والعادات بمعناها المتعارف عليه لا تظاهر لها بين المجتمعات الأخرى لأنه من غرس يد الفقر الذي تعهدهم بتعاليمه المُذلة منذ اقم الحقب .

صحراء الواحات

💎-الزواج في الواحات البحرية 

أن مجتمعاً جعل للطلاق له موسماً ، لا بد له أن يجعل للزواج موسماً .. فالطلاق كما ذكرنا في السابق موسمه شهر أغسطس بينما الزواج موسمه شهر نوفمبر من كل عام حين يكونون الأهلون في رواج نسبي بعد أن باعوا محصول البلح ، والزواج لايكلف كثيراً ، إذ يتراوح المهر بين خمسون قرشاً وخمسة جنيهات وذالك للعذارى الأبكار اللواتي يجدن الرقص إيجادة تامة ، والرقص شرط من شروط قبول الرجل ، أما المراة الثيب أي المطلقة والأرمله إيضاً لا مهر لها ولا صداق ، والمهر الذي يقدمه العريس للعروسة كالتالي :

1-خمسة صيعان من الأرز " الصاع نصف كيلو إلى أردين "

2-أربع صيعان من القمح

3-ثمانية أرطال من اللحم ، أو عنزة أن كان ميسوراً 

4-أربعة صيعان من الزيتون

5-من قرعتين إلى أربع من القرع العسلي والذي يسمونه " الزوقالي "

ويحمل العريس هذة الأشياء في موكب حافل بالطبل والزمر يتقدمه شباب القرية الذين يسمونهم " مجدع " حتى إذا بلغ دار العورس أستقبله أهلها إستقبالاً بهيجا ، ثم ينزل العروس إلى الحلبة لتحيي الوافدين برقصة يسمونها " رقصة العورس " وتتبعها في ذالك الفتيات العذارى وإذا أجادت الفتاة الرقصة إيجادة تامة تهافت الشباب عليها ، ثم يشربون الشاي ويقفلون راجعين .. وفي يوم الزفاف يدعو كلا من الفريقين خاصته حيث يتوافدون على الدار في البكور فيتناولون " الطامون " الذي يقابله عندنا طعام الإفطار وعادة يكون تناول الطامون قبل أن ينزل قرص الشمس ، ويتكون الطامون من العدس واللحم والزوقالي مخلوطاً ، وإذ ما أنتهوا منه جاءوا بالأرز الذي يسمونة " اليابس " ويقدم لهم هذا الطعام على صوان من الخوص يسمونه الأطباق وبعد الأنتهاء من الطعام يشربون الشاي الأخضر في الأكواب الصغيرة ثم يقرأون الفاتحة للبركة وينصرفون ولا يبقى إلا أقرب الأقربين مثل الآباء والأخوة .. وبعد الظهر تبدأ الزفة ، فتركب العروس " الهودج " إن كانت أبنة لرجل ميسور ، وأن كانت فقيرة فعلى " جواد " خلف محارمها وتغطى بشال من الصوف ، غالباً مايكون شال العريس ، حتى تصل إلى الدار يصعد العريس إلى سطح البيت ويطلق النار مُعلناً إنتهاء كل شىء 

🏜️-من العادات والتقاليد 

لهم في ولائمهم التي يولمونها نظام ينفردون به ، إذ لا يأكل صاحب البيت مع الضيف مُطلقاً ، بل يقوم على خدمته أثناء تناوله للطعام ويأكل هو بعده ماتبقى منه من طعام ، ولهم أيضاً طريقة في تقديم الطعام ، فالفاكهة تقدم قبل الطعام ثم يتبعها الخضار المطهي ثم الأرز ثم اللحم أو الديك الرومي في آخر القائمة ثم الشاي في نهاية الطعام ثلاث مرات 

بينما في المآتم ، أهل المتوفي لايوقدون نارا لسبعة أيام ويأتيهم الطعام اليومي من الجيران وكذا يتصدقون على المتوفي بثر الحبوب على قبره ووضع الماء في إناء من الفخار إلى جوار القبر حتى يأكل الطير من الحَب ويشرب من الماء لوجه الله " فما أجملها من صدقة وما أنبلها من شعور " 

وفي شم النسيم يخرجون إلى الحدائق المزهرة في البكور ، حيث يقضون اليوم في سرور ويطهون اللحم وكبيبات شم النسيم وهي " محشي ورق العنب " ويقولون " سم النسيم " بدلاً من " شم النسيم " فهم يقلبون الشين سيناً كما يقلبون الجيم زاياً في حديثهم 

عين البشمو في الواحات

👌-نبذة عن القرى الموجودة بالواحات البحرية بمسمياتها في تلك الحقبة الزمنية 

🔹1-نقب الغرابي

وهو عبارة عن مهبط ضيق عن يمينه هوه وعن شماله جدار المنخفض ولهذا سمي بنقب الغرابي لأنها تبعد عن أصل الواحات البحرية بحوالي 15 ك.م

🔹2-العين المعلقة

تبعد بمسيرة 15ك.م من النقب ، أي في منتصف المسافه بين النقب والباويطي ، تقع العين المعلقه والتي تعتبر أول نبع مائي يلقاه المرتجل في طريقه بعد وادي النيل ، ولقد سُميت بالعين المعلقه لأنها تنبع في قمة تل صفير يرتفع لعشرة أمتار فوق سطح الأرض المحيطة به 

🔹3-الباويطي

تقع عند تلاقي خطي الطول 28 شرقاً بخط العرض 28 شمالا وعلى إرتفاع 128 متراً فوق سطح البحر .. ولقد سُميت بالباويطي نسبة لضريح الشيخ الباويطي القائم بها ، والقرية مبنية من الطين وهي القرية الوحيدة بالواحات البحرية التي تبيع الفاكهة الطازجة ( بثمن ) وذالك لوجود موظفي الحكومة بها 

🔹4-عذبة العجوز

موقعها على مسيرة 5ك.م من الباويطي من الجنوب الشرقي ولقد دعاها على باشا مبارك في كتابهِ " الخطط التوفيقية " بمنديشة العجوز ، ولهذه القرية الصغيرة أهمية خاصة ، إذ أنها مهبط المنفيات من نساء سيوه في العهد القديم ، إذ كان مجلس الأجواء في واحات سيوه يحتم على كل ولي أمر لأمرأة خاطئة أما أن يقتلها ولا يحاسب على قتلها أما أن ينفيها إلى الواحات البحرية بمنديشة العجوز وكانوا الآباء لا يقوون على قتل بناتهم وكانوا ينفوهن إلى الواحات البحرية " إذ أن قرية عذبة العجوز تعد منفى للخاطيات من النسوة " 

🔹5-القصر 

يكاد الفارق بين الباويطي والقصر لا يكن ظاهراً ،فهو عبارة عن شارع كبير كثير الألتواء والتعاريج لايزيد عرضة عن 5 م .. ولقد سميت بالقصر نظراً لوجود معبد الآله آمون بها .. وأهم ما في هذه القرية ، العين المعروفة " عين البشمو " التي تعتبر أعظم وأجمل نبع طبيعي بالواحات جميعاً إذ تنبع من مكان مُمعن في جوف الصخر وقد شقت لنفسها مجرىّ على مر الدهور وتنفجر في نبعي ، أحدهما بارده ويعرف بعين البشمو والآخر حار المياه ويعرف بعين دردير 

🔹6-الموقع الجغرافي

تقع الواحات البحرية على مسيرة (40) ك.م في الجنوب الشرقي من واحة سيوة ، و (370)ك.م جنوب غربي الأهرام و (250)ك.م في الجنوب الغربي من الفيوم ، وتقع الواحات البحرية في مساحة (2000) ك.م.م أي (500000) فدان فإذا أستبعدنا من هذا المقدار 50% كجبال صخرية وتلال لكان الباقي كأرض صالحة للزراعة  " 250000" فدان 

🔹7-الطقس

أما بالنسبة للطقس هناك في تلك الحقبة الزمنية التي نؤرخها فهي أكثر أجواء أعتدالا من الواحات الأخرى بمصر ، إذ تنعم بالأعتدال لوقت طويل من السنة ، ولهذا فهي أكثر المناطقة الملائمة للزراعة لأنواع كثيرة من المحاصيل المختلفة وخاصة الفاكهة ..ويكاد الطقس عديم الأمطار ، إذ أقصى كمية من الأمطار أسقطتها سماؤها كانت 14 مليميترات وذالك في يومي 26 نوفمبر 1936م ..أما في شهر يناير تتفق حرارة الطقس بالواحات البحرية مع حرارة طقس القاهرة نهاراً ولكنه تنخفض عنه أثناء الليل بمقدار "3" درجات مئوية

تاريخ الواحات البحرية قديماً



إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم