الإخوان المسلمون: أول من خلط الدين بالسياسة وأدخل الاغتيال السياسي إلى مصر | بقلم سلامة السيد

 

الإخوان المسلمون: أول من خلط الدين بالسياسة وأدخل الاغتيال السياسي إلى مص

📖 الإخوان المسلمون هم أول من خلط الدين بالسياسة وأول من أدخل الاغتيال السياسي إلى مصر

✍️ بقلم: سلامة السيد


قصة الإخوان المسلمين الذين بدأوا في الإسماعيلية وعلى مقربة من قوات الاحتلال، قصة طويلة ومعقدة.
فقد بدأوا قبل ثورة يوليو بسنوات كجمعية إسلامية صغيرة يدعو إليها حسن البنا، هدفها الظاهر كان “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وتعمل على الإرشاد وبناء المساجد والمدارس.

وقد تبرعت لها شركة قناة السويس بمبلغ خمسمائة جنيه لبناء أول مقرٍّ لها، مما أثار اعتراض بعض الأعضاء، لأن الشركة كانت استعمارية — وذلك حسب ما ذكره حسن البنا في مذكراته.


⚖️ من جمعية دعوية إلى حركة سياسية

عندما اشتد الصراع بين الملك والوفد بعد معاهدة 1936، ظهرت جماعة الإخوان على السطح قريبة جدًا من علي ماهر باشا، أحد رجال القصر.
رفض عدد من أعضاء الجمعية هذا الاتجاه، ووجّهوا إلى المرشد إنذارًا يطالبونه بقطع علاقة الجماعة بالملك، لكن البنا رفض وطرد المعترضين.

كتب أحد المنشقين مقالًا يوضح فيه أسباب الانقسام، مؤكدًا أن الجماعة أصبحت موالية للقصر وعلي ماهر، وأشار إلى تلاعبات مالية وحماية عناصر “غير أخلاقية” داخل التنظيم.


👑 علاقة الإخوان بالملك فاروق

في صراعه مع حزب الوفد، حاول الملك إنشاء أحزاب تمتص الغضب الشعبي مثل حزب الشعب وحزب الاتحاد، لكنها فشلت، فاحتضن جماعة الإخوان المسلمين.

وبما أن السياسة لا تخضع لمبدأ ثابت، فقد اتجه الملك بعد ذلك إلى توثيق علاقته بألمانيا وإيطاليا كقوى جديدة ضد النفوذ البريطاني.
وخلال هذه المرحلة، برزت اتهامات ضد الإخوان بالتعاون مع إيطاليا وتلقي الدعم منها.


🎉 احتفالات الولاء للقصر

استمرت علاقة الإخوان بفاروق قوية، حتى خصصت الجماعة مؤتمرها الرابع للاحتفال باعتلاء جلالته العرش.
وفي نهاية المؤتمر، تجمع الإخوان عند قصر عابدين هاتفين:

"نهبك بيعتنا، ولاءنا على كتاب الله ورسوله"

ذكرت جريدة البلاغ (20 ديسمبر 1937) أنه عندما اختلف النحاس باشا مع القصر، خرجت الجماهير تهتف:

"الشعب مع النحاس"

بينما سير حسن البنا رجاله هاتفين:

"الله مع الملك"


⚔️ صدام مع الوفد واتّهامات علنية

دخلت جماعة الإخوان بعد ذلك في معارك سياسية عنيفة ضد حزب الوفد، الذي كان يمثل الأغلبية الشعبية.
وفي الأقاليم، كانت زيارات حسن البنا تُقابل بالهتاف:

"سقوط صنيعة الإنجليز"

🗞️ (جريدة صوت الأمة – 28 أغسطس 1946)

كما كتب أحمد حسين في جريدة مصر الفتاة بتاريخ 17 يوليو 1946 قائلاً:

"إن حسن البنا أداة في يد الرجعية، وفي يد الرأسمالية اليهودية، وفي يد الإنجليز وصدقي باشا."


📚إن مراجعة تاريخ الإخوان المسلمين منذ نشأتهم تكشف أن الخلط بين الدين والسياسة لم يكن مصادفة، بل كان نهجًا منظَّمًا أدّى إلى توظيف الدين لخدمة أهداف سياسية، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاغتيالات والتصفيات في الحياة العامة المصرية.

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم