🎬تكوين المشهد من وجهة نظر أوزويل بيكستون
إننا نجمع تدريجياً وبغير عناء فهناك مجموعة كبيرة من المعلومات ولكننا يجب ألا ندع الحقائق تربك عقولنا..فلنستعد الآن لتطبيق بعض الأشياء التي تعلمناها ولنستعد لمعالجة المشهد في التدريب التالي .
هناك إذن قواعد معينة لأجرومية الفيلم تنطبق على اللقطات عندما تتخذ شكل مشاهد..هذه الحقائق تؤثر في التوازن والتوقيت والاقتصاد،ولكنها لاتنطبق كثيرا على اللقطات الفردية انطباقها على اللقطات التي تنتظم في فقرات ..فلنتنبأ بأننا في هذا التدريب سنعالج مشهداً يعتبر حادثاً منفصلاً ولكننا سنعمل على إيجاد ظهور تدريجي في بداية المشهد،وإيجاد اختفاء تدريجي في نهايته..وهكذا سيتحدد المشهد بفترات من الراحة وسنبدأ قصتنا بمنظر جديد .
عندما نبدأ مشهداً لا بد أن نحدد منظرنا أي يجب أن نفهم المتفرجين بوضوح أين نحن -ولنكن في محطة سكة حديد مثلا ، فكما نعلم أن المنظر العام هو لقطة تحدد المنظر الخلفي ولهذا فإن أول شىء نعمله هو إيجاد ظهور تدريجي لمنظر عام.ولكن هل نستطيع أن نستمر من هذه النقطة ونعتبر أن المنظر قد تحدد مكانه نهائياً حتى نصل إلى الاختفاء التدريجي في نهاية المشهد ؟
🎞️لقطة إعادة تحديد المكان
إننا عندما نجمع الجمل في فقرات ،لابد أن نتحقق من أن إحدى المناسبات قد تحتم علينا أن نعيد تحديد المنظر الخلفي ،ويجب أن ننتبه جيدا إلى مثل هذه المناسبة ،إنها تحدث عندما نسمح بزمن طويل للمناظر الكبيرة والمناظر المتوسطة على الشاشة وعندما نجتذب انتباه المتفرجين لفترة طويلة نسبيا في المواقف الغرامية والاحداث المعزولة..ولكن المنظر الخلفي يعتبر جزءا من قصتنا ..مثل محطة السكة الحديد..وهو يضيف قوة إلى لحظات الوداع ..ولهذا إذا شعرنا بأن الموقف في خطر من أن ينفصل عن اللون العاطفي للمنظر الخلفي فلا بد أن نعيد تحديد مكان اللقطة ولابد أن يكون لدينا مايسمى بالعودة إلى المنظر الخلفي
وقد لايكون من الضروري إعادة تحديد مكان اللقطة بمنظرعام. فكل ماهناك أن المتفرجين يحتاجون إلى تذكيرهم بالمحطة مثلا..والمنظر المتوسط أو المنظر العام المتوسط قد يكون كافيا..وعلى أية حال يجب أن نستخدم في رجوعنا منظرا عاما ،لا منظر كبيرا متوسطاً ولنسمح للمتفرجين برؤية جزء معبر من المنظر الخلفي .
لابد أن نلتفت إلى ذالك، لأنها مشكلة تبدو لنا عندما نضع الجمل في فقرات .
🎥افتتاح المشهد
من الطبيعي أن القاعدة بالنسبة لافتتاح المشهد بمنظرعام يمكن التغاضي عنها مثل أية قواعد أخرى .ولكن يجب التغاضي عنها لأسباب تتعلق بالسرد الفيلمي .. وقد يفتتح المشهد بمنظر كبير،وقد يطالب كاتب السيناريو بهذا الأفتتاح حتى يوجد عنصر التشويق ... إن المشهد يفتتح بيد ترفع زجاجة ، يد من هى؟ وماذا في الزجاجة ؟ هل هو سم أم عصير ليمون ؟ وبعد الأثر الدرامي للمنظر الكبير يجيب كاتب السيناريو على هذا السؤال ويحدد مكان المنظر بالكشف عن المنظر الخلفي .
ولكن البناء الرئيسي للمشهد ينبغي ألا يختل نظامه هكذا بسبب أشياء منزلية تافهه..أي أن الزجاجة ينبغي أن تكون زجاجة سم !.. أن الاقتصاد في سرد القصة يتطلب ان تحتفظ بالمدفعية الثقيلة للمعارك الكبرى.لأن الخطأ الذي يقع فيه كثير من المبتدئين هو انهم يطلقون كل مدافعهم ولايحتفظون بشىء للحظات الهامة.. ولكن يجوز أن نفتتح مشهدنا بمنظر كبير قصير أو بمنظرين يصوران الجو قبل أن نحدد المكان بمنظر عام إذا اقتضى ذالك التوازن والتوقيت والاقتصاد،فمثلا في مشهد المحطة يجوز أن نفتح بأزواج من الحمام تقف على اعمدة من الخشب في السطح الزجاجي ،وكلب من القش موضوع في صندوق من الزجاج للتبرع لأحد المشاريع الخيرية وقطة المحطة جالسة على قمة الصندوق الذي تعود المحصلون أن يلقوا فيه التذاكر المستعملة،ثم نحدد مكان المشهد بمنظر عام .
فقد تفعل ذالك.ولكن هذا الشىء قد يؤدي إلى نتيجة خطرة هي تأجيل بداية القصة .والسبب المتعلق بسرد القصة في استخدام مثل هذا التوليف "المونتاج"وهو تعبير يطلق على تنظيم اللقطات التي تصور الجو..هو أنه يحدد مكان المنظر تحديداً جيداً..حتى لايحتاج المشهد إلى لقطات تحديدية سابقة .لأنه إذا قلنا مثلا أن كاتب السيناريو يريد أن يعالج حادثة بإتقان دون الرجوع إلى هذه اللقطات التحديدية التي لاتكون ضرورية في هذه الحالة فإنه يستطيع لهذا السبب أن يؤجل بداية القصة عن عمد عند افتتاح المشهد
📰مداخل نظيفة
انظر وانتبه..لأننا أن نتنبه بكل تأكيد عند تكوين الفقرات حتى يكون دخول الشخصيات وخروجهم نظيفا ..وكقاعدة لا نريد للممثل أن يظهر فجأة في منظر كبير مالم يكن قد تحدد مكانه في لقطة أعم ، على أساس أنه قريب منا في مكان ما.والخروج النظيف له نفس أهمية الدخول النظيف .وإذا انسحبت شخصية من منظر كبير ونريد أن تبدو أنها خرجت من المكان تماما فلا بد أن تتركه في منظر عام ، لا أن تخطو خطوات قليلة إلى الوراء فحسب .وبالطبع يستطيع الخبير أن يضرب صفحاً عن القواعد دون حرج لأنه يعرف الكثير عنها ويحتاج الهاوي إلى بعض الشجاعة في المراحل البسيطة.
🗣️نقاط فنية
يجب أن نراعي مايلي :
أولا: من الممكن دائما أن تستخدم في سياق المشهد لقطة مشاركة دون شرح
" ينظر دنيس إلى خارج الكادر "
ثم نرى لقطة لديانا مأخوذة من المكان الذي كان يقف فيه دنيس في اللقطة السابقة
فيعرف المتفرجون أن دنيس ينظر إلى ديانا ..ويشارك المتفرجون في تجربة دنيس وهو ينظر .. على شرط أن تؤكد زواية الكاميرا هذه التجربة.
ثانيا: من المسموح به في مشهد معد أن تستخدم لقطة اعتراضية خارج الحدث عندما يحدد سياق المشهد الصلة بنفس الوضوح الذي تحدده لقطة المشاركة .
" يعتثر دنيس ويسقط أثناء جريه على الرصيف "
ثم نقطع الحدث لننتقل إلى لقطة لسيدة عجوز ،لا نكون قد حددنا مكانها من قبل ولكن نفترض أنها قريبة من دنيس، وتظهرعليها الدهشة، ويجوزإذا اعتقدنا أن هناك مبررات يقتضيها التوازن أن نستخدم لقطات دخيلة أخرى لأناس مختلفين تظهرعليهم الدهشة ايضا .. ولكن يجب علينا بعد اللقطات الاعتراضية أن نرجع إلى دنيس حتى لايشعر المتفرجون بالضياع،ويجوز أن نُظهر رد فعل دنيس للواقفين بجواره لأن رد الفعل يجب أن يكون من الطرفين .
ثالثا: في المشهد عندما يكون لدينا شخصيتان توجد بينهما رابطة قوية قد يكون من المقيد استخدام اللقطة العكسية .
رابعا: عندما نفكر في تدفق الصور في مشهد فغالبا ماتكون اللقطات التي تصور الوجه ثم الظهر طريقة بارعة للسلاسة عندما نخرج شخصا خارج المنظر ..تتجة ديانا إلى الكاميرا بوجهها ، وفي اللقطة التالية تظهر ديانا مبتعدة عن الكاميرا وظهرها للعدسة
تحذير أخير : وأخيرا سنذكر نقطة موجهه في الحقيقة إلى كل من المخرج والمصور ، ولكن كاتب السيناريو يجب أن يحذر من التعقيد حتى ولو اقتصر الأمر على مساعدته على تكوين مشهد الشاشة الذهنية .. وفي المشهد ، عندما يكون لدينا لقطات منفصلة لشخصيتين تسير كل منهما في مواجهة الخرى، فلا بد من توجيه زاوية الكاميرا للقطات المنفصلة بحيث لاتختلط الحركة على الشاشة ويجب أن تبدو الشخصيتان وكأن كل منهما تسير في اتجاه الأخرى ، لا أن تبتعد كل منهما عن الأخرى ،في أية نقطة من تقاطعهما ويجب أن توجه الكاميرا بطريقة موحدة لجميع اللقطات التي تصور كل شخصية على حدة.
🌟وأخيراً
عندما ننظم اللقطات في مشاهد لا بد من تطبيق قواعد خاصة فيجب تحديد مكان المناظر الجديدة حتى يمكن للمنظر أن يؤدي دوره في السرد الفيلمي .
يجب أن يكون دخول الشخصيات وخروجها نظيفاً
لقطات المشاركة، واللقطات الإعتراضية واللقطات العكسية واللقطات التي تصور الوجه ثم الظهر ، تأخذ معناها من سياق المشهد
💡 تـــــمــــــرين
أعرف من عناوين الأفلام أسماء كُتاب السيناريو الممتازين المهره وحاول أن تتذوق أسلوب كل منهم في معالجة المشهد
أرشادات
تذكر أن القواعد المصطلح عليها تمنعنا من الأضطرار إلى التفكير في لا شىء..ولكن من المفيد ايضا أن نبتعد عنها احيانا ،كما أنه من المفيد أن نستخدمها في احيان أخرى.
🔗روابط ومصادر مفيدة تتكلم عن تكوين المشهد السينمائي (scene construction) لكتاب السيناريو / الكتابة الدرامية — ممكن تساعدك تفهم الأدوات والأساليب:
-
No Film School — How To Write A Scene in Your Screenplay
دليل شامل لكيف تكتب مشهد في السيناريو: تحديد المكان، الزمان، الصراع، البداية الوسط والنهاية.
No Film School -
StudioBinder — How to Write a Scene
يشرح العناصر الأساسية للمشهد الجيد مثل الصراع، تطور الشخصية، وتحريك القصة.
StudioBinder -
StudioBinder — How to Write a Scene in a Screenplay — G.O.D.D. Formula
يقدم صيغة G.O.D.D كمبدأ لمراجعة المشهد والتأكد إنه يخدم القصة والشخصية.
StudioBinder -
Industrial Scripts — Writing a Scene: 10 Key Steps to Dramatic Excellence
خطوات عملية لصياغة مشهد درامي متكامل.
Industrial Scripts® -
WeScreenplay — Seven Topics of Scene Construction
يتناول مكونات بناء المشهد: العنوان، الزمان/المكان، الأشخاص، الحركة، التفاصيل، وما إلى ذلك.
WeScreenplay -
NC State — Writing Scenes – From Idea to Screen: The Basics of Screenwriting
نظرة أكاديمية على مشهد السيناريو كمكون درامي في موقع إلكتروني تعليمي.
ncstate.pressbooks.pub -
Final Draft Blog — How to Build Tension and Suspense in Screenplays
يشرح كيف تضيف توتر وتشويق في المشاهد لتجعلها أكثر قوة وإثارة.
blog.finaldraft.com -
ScreenCraft — The Keys to Writing Correct Scene Headings
يركّز على صيغة رؤوس المشاهد (scene headings) وأهميتها في تنظيم المشهد تقنيًا.
ScreenCraft
المراجع: كيف تكتب السيناريو -أوزويل بيكستون-ص 111-123

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً