فيفا زلاطا 1976: بين الكوميديا المصرية والاقتباس العالمي

                        

فيفا زلاطا 1976

🎥 فيفا زلاطا 1976: بين الكوميديا المصرية والاقتباس العالمي

فيلم فيفا زلاطا (1976) من بطولة الفنان الكبير فؤاد المهندس والنجمة شويكار، واحد من الأعمال السينمائية التي حاولت المزج بين الطابع الكوميدي المصري وبين الحكايات الملحمية المستوحاة من أفلام الغرب الأمريكي (الويسترن). عنوان الفيلم نفسه مستوحى من فيلم أمريكي شهير أنتج عام 1952 بعنوان فيفا زباطة (Viva Zapata) الذي جسّد شخصية الثائر المكسيكي "إميليانو زاباتا". لكن النسخة المصرية جاءت معالجة مختلفة تمامًا، تميل أكثر إلى الطرافة والكوميديا مع مسحة من الدراما الاجتماعية.

📚قصة الفيلم

تدور أحداث فيفا زلاطا حول شخصية "زلاطا" الذي هاجر من مصر إلى نيو مكسيكو ليصبح بطلها وحاكمها. بعد مقتله، تقرر ابنته "نجمة" العودة إلى مصر بحثًا عن ابن عمها متولي (فؤاد المهندس)، من أجل مساعدتها في الثأر من قاتل والدها "بيلي ذا كيد".

المفاجأة أن متولي ليس كما توقعت نجمة، فهو رجل مسالم تمامًا، بعيد عن المغامرات وأجواء القتال. ورغم ذلك، يوافق على مرافقتها إلى المكسيك. خلال الرحلة يتحول متولي تدريجيًا، فيكتسب الشجاعة ويتحمل المسؤولية، ويتمكن في النهاية من الانتقام لعمه. بعدها، تنشأ علاقة عاطفية بينه وبين نجمة تنتهي بالزواج، ليعودا معًا إلى حي الحسينية بالقاهرة، تاركين خلفهما حياة المغامرة في نيو مكسيكو.

🍿استقبال الفيلم في شباك التذاكر

على الرغم من مشاركة أسماء كبيرة مثل فؤاد المهندس وشويكار، فإن الفيلم لم يحقق النجاح المتوقع. بل بالعكس، تكبد خسائر كبيرة في شباك التذاكر. ويعتبره بعض النقاد بداية أفول نجم فؤاد المهندس على مستوى الإيرادات السينمائية، رغم استمرار قيمته كفنان كبير في المسرح والتلفزيون.

"مصر هي أمي" بين فؤاد المهندس وعفاف راضي

من الحقائق المجهولة عند كثيرين أن أغنية "مصر هي أمي" الشهيرة لم تُقدَّم أول مرة بصوت عفاف راضي، بل بصوت فؤاد المهندس نفسه داخل فيلم فيفا زلاطا. لكن الأغنية لم تنتشر بالشكل الكافي وقتها، ربما بسبب فشل الفيلم جماهيريًا.

الملحن الكبير كمال الطويل أصرّ ألا تضيع الأغنية، فقام لاحقًا بتقديمها للفنانة عفاف راضي، التي غنتها فأصبحت من أبرز الأغاني الوطنية التي ما زالت تتردد حتى اليوم.

لمزيد من التفاصيل عن الأغاني الوطنية المصرية يمكنك الاطلاع على تاريخ الأغنية الوطنية.

مقارنة "المصري أم الأجنبي؟"

في عام 2008 أطلقت إحدى القنوات المصرية الكوميدية برومو ساخرًا يقارن بين فيفا زلاطا المصري وفيفا زباطة الأمريكي، تحت شعار "المصري أم الأجنبي؟". الفكرة كانت إبراز الفارق بين السينما العالمية ذات الإنتاج الضخم وبين محاولات السينما المصرية في تلك الفترة التي كانت تعتمد على الاقتباس وإعادة المعالجة.

هذا الإعلان أتاح لجيل جديد من المشاهدين أن يتعرف على الفيلم حتى وإن لم يشاهده من قبل، مما أعاد بعض الاهتمام النقدي به.

الدلالات الفنية والثقافية

رغم عدم نجاح الفيلم تجاريًا، إلا أن فيفا زلاطا يعكس عدة أبعاد مهمة:

  1. التجريب الفني: محاولة تقديم قصة ذات طابع عالمي بأسلوب مصري خفيف.
  2. الثنائية الشهيرة: الفيلم كان استمرارًا لثنائية فؤاد المهندس وشويكار التي أحبها الجمهور.
  3. البعد الوطني: تقديم أغنية "مصر هي أمي" كجزء من الفيلم، في وقت كانت السينما الوطنية تمر بمرحلة انتقالية.
  4. رمزية العودة: نهاية الفيلم التي تعود فيها الشخصيات إلى حي الحسينية تمثل دلالة على أن الانتماء والجذور أقوى من أي مغامرة خارج الوطن.

إرث الفيلم

اليوم يُنظر إلى فيفا زلاطا كأحد الأفلام التي قد لا تكون ناجحة جماهيريًا لكنها تحمل قيمة أرشيفية وتاريخية. فهي توثق مرحلة في مسيرة فؤاد المهندس، وتجسد كيف أن الفنان حتى في إخفاقاته يترك أثرًا. كما أن وجود شويكار إلى جانبه يجعل الفيلم شاهدًا إضافيًا على شراكة فنية من أجمل ما قدمت السينما المصرية.

إذا كنت من محبي الأفلام الكلاسيكية المصرية، يمكنك الاطلاع أيضًا على قائمة أفلام فؤاد المهندس لاكتشاف المزيد عن رحلته السينمائية.

فيلم فيفا زلاطا ليس مجرد محاولة تقليد لفيلم عالمي، بل تجربة مصرية مختلفة جمعت بين الكوميديا والدراما الوطنية، حتى وإن لم تحقق النجاح المادي المرجو. لكنه يظل علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية من حيث التجريب والتنوع، وسببًا في ظهور أغنية وطنية أصبحت خالدة في ذاكرة المصريين.

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم