🎯تجوع البطن والنفس شبعانة
زينات صدقي لم تجد إيجار منزلها ولم يحضر جنازتها أي فنان
في يوم رأت الفنانة زينات صدقي في منامها ، أنّ في بيتها مصاحف من الحجم الكبير، وبالصَباح ذهبت لشراء نفس المصاحف من حي الازهر، وكان ضيوفها يبدون اعجابهم بالمصاحف فيطلبونها منها فتعطيهم المصاحف في الحال ، ولم يبق لها غير مُصحف صغير تقرأ به ، وبعد كل قراءة تكتب ورقة صغيرة تحوي رسالة تكتبها لرب العالمين مثل :
" يا رب افتحها في وشي - يا رب هات لي شغل - يا رب ارجع تاني أشتغل وأسدد ديوني"
وكان من بين تلك الرسائل :
" يا رب تكرم ولاد اختي نادرة - يا رب تحنن على قلب صاحب البيت وتخليه يصبر على في دفع الايجار المتأخر - يا رب ساعدني ووفقني واكرمني في صحتي وأبعتلي شغل"
ظلت زينات صدقي ستة عشر عـــ16ــم ماكثة في منزلها من دون عمل ، ولم تظهر الا في "السراب" و"بنت اسمها محمود "عام 1975 وكان أعلى أجر تقاضته في ذلك الفيلم كان حوالي خمسمائة جنية مصري 500جنيه، كما عملت بدون اجر مجاملة للمنتجة لولا صدقي في فيلم "خطيب ماما"
ورغم الظروف الصعبة
كان العيد يأتي والناس كلها تشتري اللحوم للاحتفال بالعيد وكانت زينات ليس في بيتها الا الباذنجان ، فكانت تأكل راضية وسعيدة ، وتغني " راح المال وراس المال " بينما أقاربها يرددون وراءها في حالة من الانبساط والرضا.
تقول أبنة شقيقة الفنانة زينات صدقي في حوار مع الأستاذ أيمن الحكيم : كنت ديما اشوفها بتهزر وتضحك، وعمرها ما بكت قدامنا، مع اني كنت عارفه أنها بتبكي، تدخل أوضتها وتقفل على نفسها وتقعد تعيط على حالها من غير ما حد ياخد باله " . وتقول ذات مرة قلت لها :
" ياطنط ما تروحي نقابة الممثلين ولا مبني التلفزيون وتوريهم وشك عشان يفتكروكي ويشغلوكي، فكانت تحزن وتقول لي:
أنتِ ترضي لي أهين نفسي في العُمر ده والمكانة دي، أسم زينات صدقي ده أنا عملته بدمي وأعصابي وعمري ولا يمكن افرط فيه ..أنا مش ندمانة ولا زعلانة أني عيطت .. الفن كل حاجه وما أخدتش منه حاجة ، الناس عارفه تليفوني وعنواني واللي عاوزني يطلبني، لكن أنا عمري ما أنزل اتسول دور ولا اقولهم انا اهو "
-ذات مرة قال لها عبد السلام النابلسي :
يا زينات مش معقول كلنا ارتقينا وروحنا الزمالك وجاردن سيتي ومصر الجديدة، وأنتى لسه قاعدة في عماد الدين، لازم تشوفي شقة تليق باسمك ، فردت عليه :
"واجيب منين عشرين جنيه كل شهر إيجار شقة في الزمالك؟! خليني في عماد الدين على قدي..اهي عيشة والسلام" .
وأثناء تصوير فيلم شارع الحب ، أحضرت عمود الاكل معها ، وعندما مر عليها الفنان والمطرب عبد الحليم حافظ ، نادت عليه : اقعد ياحليم كُل معايا، ده اكل مسلوق خفيف ع المعدة .
فقالها: ياماما زينات ياريت كنت اقدر، أنا أكلي أهو
وأستخرج من معطفه زجاجة دواء ، فبكت زينات وقبل عبد الحليم جبينها وهو يواسيها ، وأصرت أن لا تأكل .
كانت زينات صدقي تعطف على كومبارس يدعى " إبراهيم فوزي "
وفي أحد العروض المسرحية كان على المسرح وسقط على الأرض مغشياً عليه وقاموا بنقله في الحال إلى المستشفى لكنه عندما وصل كان قد توفي ، فتكفلت زينات صدقي بمصاريف جنازته، وتواصلت مع الكثيرون من الوسط الفني ليحضرون جنازته، وكلما مرت الجنازة على مقهى تدعو زينات كل من بها وتقول :
"الميت ده غلبان ينوبكم ثواب تعالوا امشوا وراه "
بعد ذلك ذهبت إلى المسرح وتشاجرت مع بديع خيري وسراج منير وعباس فارس، لأنهم تكاسلوا عن تشييع الجنازة وقالت لهم: "يعني ده لو كان يوسف وهبي ولا محمد عبد الوهاب مش كان زمانكم بتجروا على الجنازة علشان تطلعوا في الصور؟!
يمر الزمن وتموت الفنانة والإنسانة " زينات صدقي " ولا يمشي بجنازتها سوىّ عدد قليل جداً أهلها ...
رحمة الله على الفنانة الجميلة ذات القلب الطيب المُحب الصادق




0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً