كيفية كتاب الفيلم الروائي الطويل- للكاتب والمفكر : أوزويل بيكستون

📚كيفية كتاب الفيلم الروائي

✍️للكاتب والمفكر : أوزويل بيكستون 

ليس من العسير الاهتداء إلى الأفكار الجديدة للأفلام الروائية كما يظن بعض الهواة ، فالفقرات القصيرة في الصحف مليئة بالأفكار التي لا يستطيع المحترفون أن يستخدموها لأن موضوعاتها تثير الجدل ، وقد يُنشر في الجرائد خبر عن شخص رفض دفع الضرائب لأن آراءه السياسية تختلف عن آراء الآخرين ، أو ربما كانت هناك قضية معروضة على المحاكم عن مجرم محلي غريب الأطوار .. وعندما يعثر كاتب السيناريو على فكرة جديدة تروق له ، يجب عليه أن يرى إذا ما كانت الفكرة يُمكن أن تتحول إلى موضوع .

🌟تحويل الفكرة إلى موضوع قصة 

إنّ كلِمتي " قبل " و " بعد " تُساعد على تحويل الفكرة إلى موضوع " قبل " و " بعد " معناها السبب والنتيجة .. ما هو السبب أو الأسباب التي يمكن بالعقل أن تؤدي إلى هذا الحادث ؟ وما هي النتائج المألوفة ؟ ولكن المُقنعة التي تتصور أنها يُمكن أن تنتج عن هذا الحادث ؟

إن قبل الحادث ثم الحادث وبعد الحادث هي " البداية والوسط والنهاية "

إننا نحتاج إلى هذا التطور لأن قصة فيلم يجب أن تكون على شكل تجربة كاملة ، وليست مجرد جزء مُستمد من جريدة أخبار عن الحياة .

الحادث : يشتري رجل بيانو ...

قبل الحادث : ما هو الضغط الذي مارسته عليه زوجته وأولاده ؟ وما هي العقبات التي وضمت في طريقه - من الجيران الذين يحبون الهدوء والسلام ، ومن الإغراء في صرف المال ؟

الحادث : يصل البيانو إلى لابورنوم جروف .

بعد الحادث : يشتري الجيران جميعاً أجهزة إذاعة ليغطوا على الضوضاء التي تُحدثها وهي تتمرن فلا يمكنها استخدام البيانو أبداً .

وبهذه المناسبة لا تخشن العقبات فوجودها أمر لابد منه ، ولكن هناك طريقة رائعة لإيجاد الذروات الصغيرة التي يجب علينا أن نوزعها بالتساوي خلال قصتنا .

فإذا استخدمنا الصدفة في قصتنا فيجب أيضاً أن " نزرعها " وهذا يعني أننا يجب أن نمهد لها مُقدمًا بتلميحات حتى يستعد الجمهور لها دون أن ينتبه أنها صدفة ، فيتقبلها كشيء ممكن الحدوث .

🕹️الصدفة والخدعة 

تنتاب " هنري " نوبات ، ينسى فيها بيته ، فيعود إلى بيت والدته .. تحدُث الصدفة فيما بعد " لهنري " وهو يتوجه إلى منزل غريب غير منزله اثناء إنتشار الضباب ، فيعثر على " هيلدا " التي تحاول أن تختبىء منه . ويمكن توضيح ذلك بمنظر هنري وهو يفتح باب المنزل الغريب وينادي " أماه " لقد " زرعنا " الصدفة عندما جعلنا المتفرجين يعرفون أن " هنري " غالباً ما ينسى عنوان منزله . وبالرغم من أن المنزل في هذه المرة ليس منزل والدته ، إلا أننا نستطيع أن نرجع ذلك إلى الضباب ، وأن نقبل كل شيء يحدث نتيجة للنداء الخاطىء " أماه ! " ولكن الصدفة تكون دائماً غير مُحكمة ، ويجب على كاتب السيناريو أن يكون من التواضع بحيث يذكر أن المشهد لا يفسد إذا علمنا أنه من المحتم حدوثه .

وهناك متعة في رؤية مشاهد معينة تفرض نفسها فرضا-إننا نُريد أن نرىّ أن المُستشفى قد بُنيت بالرغم من العقبة المتمثلة في البركة التي تحت الأرض والتي أُكتشف وجودها تحت موقع البناء . ويمكن أن تجعلنا الذروة المؤقتة نحبس أنفاسنا انتظارًا لما سوف يحدث .

إن الخدع وغيرها من الحيل المتعلقة بسرد القصة لا يمكن أبدًا أن يتقبلها الجُمهور بديلاً عن قصة تحمل عنصر تشويق خاص بها .. ان الخبير يستطيع أن يوجه بعض التشويق . إنه يخفي جزءًا من دليل الاثبات في قصة قتل مثلاً - ولكن مالم تكن القصة قوية بحيث تبرر هذا الاخفاء ، فإن الجمهور سيشعر بأنه خُدع .

🎭الشخصيات 

حسنً ، إلى الان نظن أن كل هذا يبدو شيئاً سهلاً . فأين الصعوبة على وجه التحديد ؟

إن الصعوبة تكمُن في خلق الشخصيات التي تجعل القصة تبدو حية .. فكاتب السيناريو يخلق الشخصية بأن يضفي عليها واقعا إنسانيًا قوياً ، ويجب أن يقول للجمهور " أجل لا بد أن يتصرف الإنسان في هذا الموقف بهذه الطريقة " وقد تكون هذه الطريقة ، بل ويجب أن تكون غير متوقعة في الغالب ، ولكنها لا بد أن تبدو حقيقية .

إن بعض كُتاب السيناريو المحترفين الواعين يُصرحون بأنّ الدافع الإنساني يأخذ من قصة الفيلم تسعة اعشارها . فالموضوع الجيد القائم على دافع إنساني ضعيف لا يكون أكثر من مجرد محاولة فاشلة . ومن المستحيل تلقين كاتب ما لدافع الإنساني الجيد بواسطة سرد قواعد جامدة . إن علية أن يحس بهذا الدافع من أعماق قلبه ، إن المأمول أن يتعلم بينما هو يتقدم من الأفلام التي تستعير الدافع والشخصية من الحياة ، من طريق الخيال ، حتى يصل إلى خلق الشخصيات في الرواية . ويستطيع أن يدرب نفسه بأن ينتبه إلى الناس حوله .

استخدام الطرائف اليومية 

يستطيع الكاتب أن يسأل نفسه " ماذا يفعل هذا الرجل ؟ " ما الذي يجعله يقوم بهذه الرحلة ؟ " هل ستساعده حقاً على التخلص من يأسه ؟ " قد تكون هناك بعض الطرائف مثل شمسية لم تطبق جيدا ، أو ربطة عنق أنيقة عليها بقعة من الشحم .. ألخ .

انظر إلى الناس ، حاول أن تتخيل مشكلاتهم ، أن تجمع قصصهم معا ، فلكُل منهُم قصة ما .

إن تفهم الشخصية معناة تجربة واهية للحياة .

🔎لاحظ من فضلك 

التماس أخير. تجنب الكوميديا الرخيصة ما استطعت إلى ذلك سبيلا . إن التوقيت الجيد للكوميديا الرخيصة هو شيء بعيد جدا عن متناول امكانيات الهاوي . قد يبدو بسيطا أن تقذف قطعة من البقلاوة ، ولكن آداب السلوك وحدها هي التي ستمنع مُتفرجك من قذفك بما في إيديهم .

⭐ للهاوي ميزة كبيرة على المُحترف

لأنه يستطيع أن يبني قصته حول شخصيات واقعية من الحياة ثم يجعلهم يؤدون الأدوار التي تناسبهم في الحياة . وللاستفادة من هذه الميزة على نطاق واسع قد يستخدم الهاوي المناظر التي يعرفها - مثل شارع في قريته أو الحديقة التي يتنزه فيها أو المدينة التي يعمل بها .

للهاوي ميزة على المحترف لأنه يستخدم الموضوعات الخيالية التي تراود أخيلتنا .

يجب على الهاوي أن يختار موضوعات جديدة للفيلم الروائي ، ولكن سر الفيلم الروائي الجيد لا يكمن في المهارة في استخدام الخدع ، ولكن في الدافع الإنساني القوي . يجب عليه أن يفكر دائما في سببه ونتيجته .

موقع الشمس اليوم

كيف تكتب السيناريو - أوزويل بيكستون - ص 195-196-197-198-199-200-2001-202