🎭رسم وتفاصيل شخصية رؤوف مهدي لفيلم شماريخ -للكاتب عمرو سلامة .
"رؤوف العاهل"
صعب أن تعي وتتربى وتعيش في هذا المكان النائي، لماذا نحن بعاد كل البعد عن الحضر، ربما نذهب ونرى الأسفلت كل بضعة أيام، ولكن الحياة بين الجبل صعبة.
كانت تدور هذه الأفكار في عقل رؤوف الطفل، يسأل والده "مهدي عن السبب، ويرد دوما مهدي بنفس الإجابة؛ ماطرح ما تطعم بقك تريح راسك.
الحياة وسط الجبل صعبة على صبي صغير، خصوصا لو بدون أم، تأتي زوجة صديق للأب كل حين وآخر وتعطف عليه بوجبة أو بحضن بارد، الأب يعيش في كوخ الحراسة لهذا المحجر ، ولكنه لا يحرس شيء، لا يوجد معه إلا مسدس بدائى "فرفر" ربما قد يستخدمه يوم ما، وربما يموت قبل أن يخرجه من داخل الوسادة التي خبأه فيها حتى لا يقع في يد رؤوف.
رؤوف بالطبع يجده وهو مازال إبن سبعة أعوام لم يدري كنهه في البداية، ولكن بعد عدة سنوات فهم كيفية استخدامه بعد فيلم شاهده على التلفاز المعطوب وراودته الخيالات هل يستخدمه هو يوما ما؟
مهدي يشعر بالمسؤولية تجاه رؤوف، وربما يحبه، ولكنه الحب الصعب حب لا يظهر في كلام عاطفي أو لغة جسد، يظهر فقط في خوفه عليه، والمحاولات الدائمة لأن يربيه ويعده للحياة الصعبة، مهدي قد يصفع رؤوف كل حين وآخر عندما يتمادى ويسرح خلف فضوله كما يفعل ،دوما، ولكنه بعدها يصالحه، يأخذه معه يصطادون الثعالب في الصحراء، هواية رؤوف المفضلة، وكان أسعد أيام حياته عندما اصطاد أحدهم لأول مرة بالـ "نبلة" ، يومها رقص على أغنية لحسن الأسمر .
كل أول شهر يذهب مهدي ليقبض مرتبه الهزيل من المحجر ، ويلح عليه كل مرة رؤوف أن يصطحبه، الذي يريد أن يذهب ليرى هذا المكان بالنسبة لحياة رؤوف، المحجر هو الملاهي المبهرة التي يرى فيها الرجال يعملون ويرى هذه الماكينات العملاقة، وهذه الصخور التي تشبه جبال صغيرة، حلم رؤوف أن يعمل فيه يوما ما عندما يكبر، حتى بالرغم من أنه رأى يوما ما هناك انهيار صخري دفن تحته العديد من العمال، هرع ليشارك والده والجميع في محاولة إنقاذ الجميع، وبالفعل تم إنقاذ البعض، والآخرون خرجوا كجثث، وتوقع مهدي أن هذه المناظر ستؤلم رؤوف لكن رؤوف كان سعيد فقط بهذا الخاتم الفضي المميز الذي وجده وسط الجثث، الذي أخده ولبسه بالرغم من وسعه على صباعه وظن لأن عليه كلمة "الله" أنه سيحميه من كل الشرور، ولكن مهدي رد عليه كان" حمى صاحبه، وظل رؤوف يرتديه طول عمره وكلما يكبر في العمر ويكبر جسمه ينقل الخاتم من إصبع للآخر.
كان رؤوف يذهب لمدرسة ابتدائية حكومية بعيدة، كان يذهب لها يوم أو يومان في الأسبوع، معظم الوقت لم يكن هناك من يستطيع أن يوصله إليها، إلى أن اعتمد على نفسه وأصبح يلح على قائدي التريلات ليذهب معهم في طريقهم وهم خارجين من المحجر.
في يوم ما وهو راجع للبيت اختبأ في إحدى التريلات، وظل في المحجر حتى حل الليل، كان يريد استكشاف المحجر ليلا، بالرغم من كل القصص التي كان يدعيها البعض أنهم يرون الجن ليلا في المحجر، فضول رؤوف كان يجعله يتساءل لماذا يخاف الناس الجن؟ لو ظهر له أحدهم لطارده هو، وربما يصبحون
أصدقاء.
لم يجد رؤف في المحجر إلا الثعالب وعقرب هنا أو هناك، لكن ما جذب انتباهه هو اكتشاف الماكينات عن قرب، حاول تشغيل بعض منها لكن من الواضح أن هناك مفتاح عمومي مغلق في مكان ما يجهله، لفت انتباهه أن هنا موتوسيكل ما يسير في ظلام الصحراء بدون أن يفتح نوره ذهب خلفه وطارده، حاول أن يفهم وجهته، واقترب ليجده يدخل في مبنى كان يظن أنه مهجور، ذهب خلفه.
تلصص رؤوف إلى أن اكتشف أن هناك مكان سري ما له باب تحت الأرض، حاول أن يجد أي شق ما يستطيع أن يتلصص منه على من بداخل هذا المبنى إلى أن وجد غطاء حديدي على أطرافه فجوة يستطيع أن ينظر خلالها، فقط ليجد نمل من البشر يصنعون شيء ما، حاول أن يفهم، وجدهم يغلفون أشياء ما ببعض الورق والأسلاك الحديدية، أكله فضوله أن يجد وسيلة ليدخل لكنه لم يستطع، لكنه وجد حول المكان بعض هذه الكور الصغيرة التي من الواضح أنهم كانوا يصنعونها، لم يكن يدرك أن هذه الكور ما يسمى بالـ"بمب".
بعد فقدان الطريق لساعة أو أكثر استطاع رؤوف أن يرجع لكشك الحراسة، وفي طريقه حاول أن يفهم كنه هذه الكور، رمى واحدة بعيدا فانفجرت، فانفجر معها في الضحك، رمى أخرى فانفجرت، هنا شعر أنه يملك كنزا ثمينا، وعندما ذهب بها للمدرسة لم ينبهر بها التلاميذ كما ظن هم يعرفونها، فقط كانت سبب لضربه من مدرس عندما فجر إحداهن في الفصل.
أصبح البمب عشق رؤوف، وحاول في يوم أن يذهب ليعمل معهم في الورشة، وكان كبير الورشة يعرف والده فوافق أن يعمل معهم بلا أجر، فقط ترجاه رؤوف أن لا يخبر مهدي، والده.
أصبح رؤوف يسرق الوقت ليذهب إلى ورشة صنع البمب، وأصبح محترف في تغليفها وأسرع من هؤلاء الذين يسبقوه عمرا وخبرة، وكان يوم سعيد عندما بدأوا في صنع بعض الصواريخ الصفراء الصغيرة الجديدة، ولأنه كان من أول مستخدميها ، بهر بها أصدقائه في المدرسة لأول مرة.
بدأ رؤوف في أخذ الأجر على عمله في الورشة، وكان معظم الأجر بمب وصواريخ، ولكن هذا الأجر كان يكفيه، وكان يشغله الفضول ويريد أن يعرف من صاحب كل هذا؟ من هو الرجل الكبير خلف المحجر وورشة البمب وغيرها واكتشف أن إسمه سليم العاهل، جلس يتخيل شكل هذا السليم، بالتأكيد لا يحيى ولا ينام في الجبل مثلهم، بالتأكيد فمه يأكل في أي مكان يريده.
في يوم ما حدثت مشادة بين رئيس العمال، وبعض البدو العرب الملثمين الذين حاولوا أن يأخذوا أموال أكثر من حقهم في الإتاوة الشهرية، فهم رؤوف رغم صغر سنه أن البدو شركاء بشكل ما في هذه الصناعة، لكن لم يكن يدري ما الذي يوفرونه هل الحماية؟ أم فقط يقدمون خدمة عدم الوشاية؟ لا يهم، المهم أن الشجار تصاعد، وأصبح ضرب بالشوم، واجتمع العمال مع رئيسهم، إلى أن كبر الموقف أكبر وخرج السلاح، مسدس هنا ومسدس هناك، رئيس العمال طلب من رؤوف أن يذهب لبيته، ولكن رؤوف أبي.
في لحظة حاسمة وسط المعركة كان يضرب رئيس العمال بشدة من أحد البدو، واقترب أن يقتل على يده، هنا أتت رصاصة في وسط دماغ البدوي، خرجت الرصاصة من فرفر رؤوف ليسقط البدوي قتيلا، وتبدأ معركة ضرب النار التي أتت بحياة البدو كلهم.
هنا طلب منهم رئيس العمال جميعا الهرب والاختباء حتى يحل الرجال الكبار هذه المشكلة، لم يشكر رؤوف على انقاذه لحياه لأنه كان يظن أن بسبب ما حدث فقدانها ربما أصبح مسألة وقت.
بينما خرج رؤوف ليذهب لكوخه وجد مهدي أمامه يصفعه ويأخذ منه الفرفر، ويفكر للحظة في قتله، ولكن مهدي تدمع عيناه لأول مرة ويأخذ رؤوف ويغادران.
بعد شهر من العذاب والخوف الملتهب في صدر مهدي الذي نقل تلقائيا إلى رؤوف، لا يدري رؤوف كيف حلت المشكلة، ولكنه علم أن بعض العمال الذين اشتركوا في الشجار تم قتلهم مع أسرهم في بيوتهم، ويقال أن سليم العاهل تدخل لتقف المجزرة ودفعت دية ما، وارتاح رؤوف عندما علم أن رئيس العمال مازال حي.
أنت سيارة كبيرة بها ثلاث رجال ضخام الجثة وتوقفت أمام الكوخ، طلب مهدي من رؤوف أن يختبئ وطلب الرجال من مهدي أن يذهب معهم، وأن يجلب رؤوف معه، ولكن مهدي قال أن رؤوف في المدرسة، ولكنهم لم يصدقونه، خرج رؤوف طواعية ليحمي مهدي، هدأ من روعهم الرجال وقالوا لهم أنهم ليسوا هنا الإيذائهم ولكن الرجل الكبير يريد أن يراهم، ولا مجال للرفض.
ذهبوا إلى المصنع الكبير، ومهدي الخوف بداخله أكبر ، طلبوا منه أن ينتظر مع رجال الأمن وأخذوا منه رؤف ، حاول مهدي التمسك به ولكن بنظرة ثاقبة من أحد الرجال ، علم بان هذا القرار ايضاً ليس بيده .
رؤوف كطفل لأول مرة يدخل مبنى كذلك، انبهر بمكتب سليم العاهل هذا المكتب لا يشبه بالمرة شكل المحجر وقسوته، وكانت أول مرة في حياته يدرك أن هناك جهاز يسمى التكييف يجعل الشتاء ممكن في عز
الصيف..دخل ليجد سليم عاهل جالس على كرسيه، أوقفه أحد الرجال أمامه وانصرف كان يجلس مع سليم محاميه الكبير (وجيه)، وبدأ وجيه بالكلام وشرع في سؤال رؤوف عن قتله لأحد البدو، كان لطيفا ويضحك معه، وعندما أخذ رؤوف الأمان، بدأ في الضحك وهو يحكي كيف وهو عنده ۱۲ سنة فقط كان السبب في نصرتهم ضد البدو.
وسط كلامهم كان سليم صامت ينظر للطفل ويتأمله تأمل شديد ومشاعر مختلطة بداخله بدت على وجهه مما وتر رؤوف الذي لاحظ تلك النظرات.
انتهت المقابلة بسؤال وجيه لرؤوف هل تحب أن تحيى في الجبل ؟ أم تذهب لمدرسة داخلية؟ نظيفة وفيها سرائر وبها بشر من نوع مختلف؟ وبالطبع وافق رؤوف.
في الكوخ كان مهدي متأثرا، وغاضب، لم يفهم رؤوف لماذا لا يفرح له؟ وما المضر في أن يذهب لمدرسة داخلية هنا واجهه مهدي بالحقيقة التي من المستحيل أن يفهمها طفل في سنة، إعترف له أنه ليس والده، بل جده، وأمه هي التي تكون إبنته، وأنها أتت به من الحرام ثم إنتحرت بفضيحتها، ولهذا سجله كابنه هو.
صدم رؤوف ولكنه لم ينهار، فضوله كان أكبر من الصدمة، وكان أول سؤال له من أبي إذا؟" قال له مهدي "سليم العاهل"، طلب مهدي منه أن يقول لهم أنه لا يريد المدرسة الداخلية ويريد أن يظل يعيش معه، وأن يصطنع المشاكل في المدرسة الداخلية ليرجع له، ولكن رؤوف بصق في وجهه، وقال له أنه رباه على كذب، والآن يفهم سبب قسوته معه، ولا يريد أن يعيش فيها مجددا ، طفل الإثنى عشر عاما يأخذ بنفسه قرار مصيري سيغير حياته، ويقول لجده سأذهب للعيش مع والدي ولكن مهدي يؤكد له "لن يعتبرك سليم يوما
إبنه".
يذهب رؤوف للمدرسة الداخلية، كان يظن أنه سيرى سليم عاجلا أم آجلا، وسيأخذه ليحيا معه كإبنه، ولكن هذا لم يحدث عندما كان ينتهي من الدراسة وفي الأجازات كان يذهب ليعيش في سكن مخصص لعمال ورشة البمب والصواريخ التي أصبحت أيضا تصنع ما يسمى بالـ "شماريخ"، لا يعمل بيده برغم إرادته لذلك، لكنه يجد رئيس العمال يعامله الآن معاملة مختلفة، يريه كل شيء ويعلمه كل شيء، وأصبح كأنه موظف يعمل عند رؤوف، وكان رؤوف هو رئيسه، وأعجب رؤوف بهذا وأصبح فعلا يتعامل كرئيس وليس
كمرؤوس.
حياة غريبة تلك، في وقت الدراسة رؤوف في مدرسة أجنبية، يشعر وكأنه أقل من كل التلاميذ، هم يتحدثون بالإنجليزية التي لا يعرفها، يتباهون بملابسهم وأجهزتهم المتطورة، لكن يعوض رؤوف ذلك بالمذاكرة،
ومشاهدة أفلام الأكشن الأجنبية ومحاولة تقليد حوارها، ويكلم رئيس العمال ويطلب منه طلبات ليأتي له بما يريد ليبهر به أصدقائه.
تصادق رؤوف مع أحد زملائه "فادي" الذي رأى معه لأول مرة ،المخدرات وأحبه فادي جدا لأن الإثنين مهووسين بالرياضة والكرة ومن بعدها بناء العضلات وكمال الأجسام جرب معه رؤوف مرة المخدرات، ليجد أحد رجال سليم العاهل يأتي له ويطلب مقابلته، ويضربه ضرب مبرح، ويقول له أنه جرب المخدرات مرة أخرى سيرجع للعيش في الجبل، ولم يقترب منها رؤوف مرة أخرى.
الحياتين متناقضين بشدة، حياة المدرسة الداخلية وحياة مصنع الألعاب النارية السرية، الحياتين بنوا شخصية رؤوف هنا يدرس كتلميذ عادي، ويلعب الرياضة ويحلم بالأولمبيات، بينما في المصنع يشرف على تجارة غير شرعية بعد أن تقاعد رئيس العمال.
ظلت الأسئلة تحوم، متى يرى سليم العاهل مرة أخرى؟ هل لن يراه مجددا؟ أليس والده؟ وسأل؛ هل له أخوة؟ وبدأت سلسلة من الأحلام تحاول أن تجاوبه، في كل حلم قصة مختلفة يقترحها له عقله الباطن، وإحدى تلك القصص أعجب بها العقل الباطن وظل يكررها، مع إنها كابوس يكرهه عقله الواعي، ظل يرى والدته واقفة على شباك يشبه شباك غرفته في المدرسة الداخلية، ورأى نفسه كطفل رضيع ملقى على السرير ينظر لها السماء كلها ألعاب نارية وهناك إضاءات الشماريخ في كل مكان، وبينما يبكي هو كطفل رضيع، تنظر له والدته باكية ثم تلقي بنفسها، ليستيقظ كل مرة وهو يشوط برجله في الفراغ وكأنه هو الذي
يقع.
في يوم ما بينما رؤوف في الورشة والآن في عمر العشرين، وعند وجود أحد رجال سليم العاهل، يسمعه وهو يأخذ أمر أن يذهب لنادي الجزيرة لأن "فارس" عاهل يتشاجر هناك" يسمع رؤوف هذا ليدرك أن هذا أخيه، يريد أن يذهب مع الرجل لفض الشجار.
يذهبون عند نادي الجزيرة، ليجدون فارس مضروب بشدة، هنا ينظر له رؤوف ويتأمله، هو يرى أخيه لأول مرة، ولكن فارس لم يعيره أي إهتمام كان بكل غضب يطلب منهم أن يأخذوا حقه".
تحاكت الصحف عن هذه المشاجرة التي كانت في نادي الجزيرة، وعن هؤلاء الرجال الذين ضربوا عدة فتية، وهذا الشخص الذي أتى وكسر ثلاث سيارات وأصاب عدة شباب إصابات بالغة، وأن الشرطة لم تجد هؤلاء الرجال.
رؤوف بينما هو الآن في الجامعة ويحى في شقة بمفرده، يجد البوليس يدخل عليه ويحتجزه، يجد محامي أحد مساعدي (وجيه يأتي له ويخرجه من الحبس، ويجد نفسه ذاهب للبيت لم يكن يدرك أنه الآن ترقى ترقية جديدة، لن يكون فقط مشرف على الورشة.سيعمل مع أباظة في "التحصيل"، والتحصيل الإسم المنمق والمؤدب لما يفعله أباظة ورجالته البلطجة ولكن بلطجة هدفها محاربة العرب في الصحراء لنزحهم بعد شراء الأراضي لبناء مجمعات سكنية جديدة خارج القاهرة، علم أن سليم وأخرين يبتاعون الأراضي برخص التراب لأن العرب في الحقيقة مستولين عليها ويعتبرونها ملكهم.
دور أباظة والرجال الذي أصبح منهم رؤوف أقتحام هذه الأراضي ومحاربة العرب، وقتلهم إن لزم الأمر، كان يظن رؤوف أن هذه هي أخر مرحلة قبل أن يقابل سليم.
هنا أيضا حياتين طالب في جامعة خاصة نهارا، ومحصل" أو كما يقال أحيانا "مخلصاني" ليلا، كان يشعر وكأنه جاسوس أو عميل مخابرات، وكان يبدع دوما في رده على الأسئلة المكررة التي يسألها أصدقائه، مثل "أين اختفيت آخر يومين" أو "ما" سبب هذه الكدمة أو الجرح الذي في وجهك".
أحب رؤوف عدة مرات، لكنه لم يسمح لنفسه بالاقتراب أكثر من اللازم من أي فتاة، واعد نفسه أن لا يدخل في علاقة قبل أن يقول أن إسمه "رؤوف عاهل" وليس "رؤوف" "مهدي"، هذا هو الحلم والهدف الأعظم.
كان رؤوف دائما أقل درجة من فارس وممنوع من الإقتراب منه، فارس كان في الجامعة الأمريكية ويحيى مع سليم، بينما هو في جامعة خاصة أقل يحيى بمفرده، نعم معه أموال ومعه سيارة لكنها متواضعة لا تشبه سيارة فارس الرياضية، كان يعلم لأنه كان يختلس الوقت كل فترة ليذهب ويراقب حياة فارس من بعيد، كان يحلم يوميا هل سيكونون أصدقاء يوما ما عندما يعلم فارس أنه أخيه؟
وأتى اليوم وأجيب له على سؤاله، فارس يعلم، ولكنه لا يحبه ولن يعتبره أخ حتى لو إعترف به الأب، أحبطه هذا ولكنه جعل يتشبث أكثر بهدفه لإعتراف سليم به.
تخرج رؤوف من الجامعة، وكانت له وظيفة صورية في المحجر يقبض عليها أجر مبالغ فيه، وبدأ أن يدخل بيت سليم أو مكتبه ليراه هو والرجال ليأخذوا الأوامر مباشرة منه، وكان في كل مرة يدق قلبه، يتمنى قبل أن يغادر أن يقول له سليم "خليك يا رؤوف عايزك" ولكنه لم يعوزه مرة، وكل مرة كان يخرج رؤوف وهي يعتريه مزيج من الإحباط والغضب، وكان يهدئ نفسه بأحلام يقظة أكثر أنه في يوم سيثبت له أنه يستحق بنوته والإعتراف به.
قتل أباظة في أحد المداهمات مما جعل رؤوف يصبح القائد باستحقاق لإدارة "التحصيل" أو كما يقال "التخليص" ويلقب رسميا من قبل سليم العاهل بـ "المخلصاتي".
أصبح أقرب لسليم ويأخذ منه الأوامر مباشرة، وكان يشعر في معاملة سليم بعض الأحيان بعض الدفء الذي لا يراه منه مع الآخرين، ولكنه كان يتساءل إن كان عقله من يختلق هذا الإحساس.
في يوم ما بعد إنجاز مهمة كبيرة إحتضنه سليم وهو يسلم عليه، يومها دمعت عينا رؤوف بالرغم مع محاولته المضنية لإخفاء ذلك، ولاحظ سليم ذلك فحاول تغيير الحوار وتعامل معه بعدها لشهور برسمية
جافة وباردة.
كان رؤوف يستشعر كيف يريده سليم أن يكون في الظلام، لذا كان يفعل ذلك ويبالغ فيه، لا أصدقاء، لا معارف، لا دخول في علاقات حقيقية، هناك عاهرتين مفضلتين يراهم بين الحين والحين، لكنه مع كونه في الظلام هو الوحيد الذي أصبح يعرف كل الشبكة شبكة المقاولات وشبكة الألعاب النارية، وشبكة البلطجة التي يرأسها والشبكة الأهم "السلاح"، أصبح تقريبا الوحيد الذي عنده نظرة الطائر على كل هذه الجزر
المنعزلة.
أدرك أنها ليست صدفة، الأب خطط لذلك كله، كان يمني نفسه أن ربما نهاية هذا التخطيط يكون الإعتراف، فهل يحدث؟
كانت هناك مضايقات بين الحين والآخر من ،فارس، ولكنه كان يحاول أن يبتعد عن طريقه بكل الطرق حتى لا يتصادما ويضطر سليم على إختيار قد لا يكون في صالحه.
كان أول مرة يطلب سليم من رؤوف طلب ويبدوا وكأنه يطلبه كاب وليس كرئيس أن يتزوج فتاة اغتصبها فارس، لم يستطيع رؤوف أن يرفض ظن من نبرة الصوت أن المكافاة ستكون الإعتراف ولكنه أيضا هذه المرة لم يأتي.
تزوج رؤوف من شروق فتاة جميلة مدمنة ضلت طريقها في الحياة بالرغم من تربيتها الجيدة، كانت تكرهه في الأول لكونه أحد رجال سليم، ولكن عندما رأت معاملته أحبته وقدرته، حاولت أن تقترب منه ولكنه كان بارد تجاهها فقط يعاملها بلطف وأدب، ولكنه لا ينام معها ولا يعتبرها زوجه، قالت له عدة مرات أنها تريد الطلاق لتستفزه، وكان يرد "عندما يؤمر سليم بيه".
كان يتعاطف معها، ولكن بداخله سبب يمنعه عنها، هل سبب أخلاقي؟ لا يدرك، ولكن غروره الإنساني جعله يقرر أنه لن يلمس زوجة تزوجته بدون قرار منها، وبدون قرار أيضا منه.
رؤوف يدرك أن الأب يكبر، وصحته لم تصبح على أفضل ،حال يتساءل هل سيموت قبل الإعتراف؟ هل يجب عليه هو أن يفاتحه في الأمر ؟ أم وجب عليه أن يترك حلمه وهدف حياته ويحاول بدء حياة أخري؟
أسئلة سيجاب عنها، لكن الإجابة الواقعية الوحيدة هي أن رؤوف لن يشعر أبدا أنه إنسان كامل وهو يشعر
أنه "إبن حرام".
🎬الإعلان الرسمي لفيلم شماريخ

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً