الحـرب العربية الإسرائيلية 1973 وحقائق تتحدى الرواية الإسرائيلية
أفيخاي أدرعي يجدد أكاذيبه مجدداً
📌 ترديدًا للأكاذيب الإسرائيلية المستمرة منذ 52 عامًا، على ألسنة مؤرخيها وكتابها وصحفييها وساستها الذين ينكرون الهزيمة أمام مصر في حرب السادس من أكتوبر 1973، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم الاثنين السادس من أكتوبر 2025 عبر صفحته الرسمية على فيسبوك إن الحرب انتهت بانتصار إسرائيلي، وهو التصريح الذي يكرره سنويًا في ذكرى الحرب.
وأوضح فريق "متصدقش " عبر موقعهم " فيس بوك " أن تصريحات أدرعي تستند إلى نقل الرواية الإسرائيلية المضللة حول الحرب، والتي تدعي أن مصر هُزمت نتيجة عبور جيش الاحتلال إلى الضفة الغربية لقناة السويس، في حين تؤكد الوقائع التاريخية أن الحرب حققت أهدافها الاستراتيجية، وأن الانتصار المصري كان واقعًا ملموسًا.
الحـرب حققت أهدافها الاستراتيجية
تمكنت القوات المصرية من وقف إطلاق النار مع الجيشين الثاني والثالث الميدانيين في سيناء بكامل عتادهم وفي أوضاع عسكرية سليمة، حيث كانوا يحتلون الشاطئ الشرقي لقناة السويس من بور فؤاد شمالًا بطول 200 كيلومتر وبعمق يتراوح بين 12 و17 كيلومتر، بما فيها مدينة القنطرة شرق، باستثناء ثغرة الدفرسوار بطول 7 كيلومترات، وفقًا لمذكرات المشير محمد الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973.
تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من العبور إلى الضفة الغربية للقناة عبر ثغرة الدفرسوار، إلا أنه فشل في احتلال مدينتي السويس والإسماعيلية لتحقيق نصر استراتيجي كامل. كما أن وضع قوات الاحتلال غرب القناة لم يكن مستقرًا، إذ لم يكن بالإمكان العودة إلى شرق القناة أو تحقيق مكسب إضافي غربها، وكانت القوات في موقف دفاعي متوقعًا للهجوم المصري لاستعادة الطريق، بحسب مذكرات المشير الجمسي.
حصار السويس وقرارات مجلس الأمن
بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973، التزمت مصر بالقرار بينما لم تلتزم إسرائيل. حاول الجيش الإسرائيلي اقتحام مدينة السويس في السادسة والربع من صباح 24 أكتوبر قبل وصول مراقبي الأمم المتحدة، في محاولة لتحقيق نصر عسكري يحفظ ماء وجهها قبل وقف الحرب، إلا أنه واجه مقاومة صلبة من الفدائيين وفشل في الاقتحام، مكتفيًا بمحاصرة المدينة لمدة 101 يومًا.
أدى الخرق الإسرائيلي إلى إصدار مجلس الأمن قرار آخر في 24 أكتوبر، التزمت به إسرائيل اعتبارًا من يوم 28 أكتوبر. وبعدها اضطرت إسرائيل إلى الدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 1973، بما يعرف بمباحثات الكيلو 101، حيث تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وتسليم مهمة المراقبة لقوات الطوارئ الدولية، ثم بدأ تبادل الأسرى والجرحى وفق ما ورد في الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية.
الهدف الأساسي للحرب وتحقيقه
كانت الخطة المصرية المعروفة باسم "المآذن العالية" تهدف إلى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلاله ثم اتخاذ مواقع دفاعية على بعد 10 إلى 12 كيلومتر شرق القناة، والبقاء في هذه المواقع إلى أن يتم تجهيز القوات للمرحلة التالية لتحرير الأرض. وقد أشار الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال الحرب إلى أن الخطة وُضعت بعد تقدير دقيق لإمكانيات القوات المصرية، وكان الهدف النهائي استرداد سيناء كاملة عبر العملية العسكرية.
وأكدت مذكرات الرئيس الأسبق أنور السادات والمشير الجمسي أن الهدف الأساسي من حرب أكتوبر كان تحريك الموقف بالقوة حتى لا تفقد القضية مصداقيتها، وهو ما تحقق بالفعل. وتبع ذلك توقف القتال ومفاوضات أدت إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وعادت الأرض المحتلة، باستثناء طابا التي عادت لمصر بتحكيم دولي عام 1989، ليعود كامل تراب سيناء إلى السيادة المصرية، ويتحقق الهدف الأساسي للحرب.
تقارير استخباراتية تؤكد فشل إسرائيل
وأشار تقرير للاستخبارات الأمريكية الصادر في 20 ديسمبر 1973، أي بعد أقل من شهرين على وقف إطلاق النار، إلى الفشل الاستخباراتي لإسرائيل حيث بالغت في تقدير موقف الجيش المصري ولم تتوقع الهجوم ولم تصدر تحذيرات للإسرائيليين بشأنه، مما يعكس مدى سوء التخطيط العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي رغم كل ادعاءات الانتصار التي يكررها المسؤولون الإسرائيليون سنويًا.


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً