🎭 أغنية على الممر: صرخة الإنسان المصري بين الهزيمة والأمل
من خلال حوار عسكريين محاصرين في ممرٍ بصحراء سيناء، يرسم الكاتب صورة رمزية للواقع العربي بعد الهزيمة، كاشفًا عن قيم البطولة والإنسانية التي تتولد من رحم الألم.
📜 ملخص المسرحية
تجري أحداث «أغنية على الممر» في موقع عسكري صغير على أحد ممرات سيناء، أثناء حرب 1967، حيث يحاصر العدو مجموعة من الجنود المصريين الذين انقطع الاتصال بينهم وبين قيادتهم.
الشخصيات الرئيسية هي:
-
الرقيب محمد نور الدين: الفلاح المصري البسيط الذي يمثل القوة والإيمان بالوطن.
-
منير عبد العزيز: المثقف المتشائم، الذي يعكس الإحباط الفكري لما بعد الهزيمة.
-
مسعد أبو المعاطي: الجندي الشعبي الذي يرمز للعزيمة والتضحية.
-
حمدي عبد الحميد: الموسيقي الذي يحاول مواجهة الموت بالأغنية.
-
شوقي السيد: الجندي الواقعي، الذي يجمع بين الخوف والأمل.
مع تصاعد الأحداث، يدرك الجنود أنهم لن تصلهم الإمدادات، وأنهم محاصرون تمامًا، لكنهم يقررون البقاء والقتال حتى النهاية.
وفي ذروة المأساة، تتحول الأغنية إلى رمز للمقاومة والحياة، لتصبح “الأغنية على الممر” صرخة جماعية ضد اليأس والموت.
🎶 الرمزية في المسرحية
لم يعتمد علي سالم على السرد المباشر، بل استخدم الرمز والمجاز لتمثيل حالة الأمة العربية بعد النكسة:
-
الممر يرمز إلى المصير الضيق والمسدود الذي تمر به الأمة، لكنه أيضًا الأمل في عبور جديد نحو النصر.
-
الأغنية ترمز إلى صوت الحياة والإصرار على البقاء حتى وسط الموت.
-
الجنود يمثلون طبقات المجتمع المصري المختلفة (الفلاح، المثقف، الفنان، العامل)، ليؤكد الكاتب أن المعركة ليست فقط على الجبهة، بل في وعي الإنسان نفسه.
💭 التحليل الأدبي والنقدي
نجح الكاتب في بناء مسرحية تجمع بين الواقعية والرمزية، وفيها تتداخل المشاعر الإنسانية:
-
الخوف، الأمل، الشجاعة، الندم، والحنين إلى الوطن.
لغة الحوار جاءت قريبة من الناس، بسيطة ولكن عميقة، تعكس فلسفة علي سالم الذي آمن بأن “المسرح مرآة للناس وليس للأبطال فقط”.
من خلال التناقض بين منير المتشائم والرقيب محمد المؤمن بالواجب، يقدم النص صراع الفكر العربي بين الاستسلام والمقاومة.
كما أن شخصية حمدي الملحن تضيف بُعدًا فنيًا وإنسانيًا، فهي تذكّر بأن الفن يمكن أن يكون أداة للمقاومة لا للترف.
⚔️ البعد الوطني والإنساني
على الرغم من أن المسرحية تتحدث عن الحرب، إلا أن جوهرها إنساني بالدرجة الأولى.
فـ«أغنية على الممر» لا تمجّد الموت، بل تمجّد فكرة الصمود والمقاومة رغم اليأس.
تُظهر المسرحية أن البطولة ليست في الانتصار العسكري فقط، بل في القدرة على التمسك بالقيم والأمل في أحلك اللحظات.
🕊️ الرسالة التي أراد علي سالم إيصالها
من خلال النهاية المأساوية البطولية، أراد الكاتب أن يقول إن الهزيمة لا تكون نهاية الطريق، بل بداية وعي جديد.
الجنود لم ينتصروا عسكريًا، لكنهم انتصروا أخلاقيًا حين اختاروا القتال بدلاً من الاستسلام.
وفي الأغنية التي تتردد في نهاية المسرحية:
“معيشي ما بلدي… ما بلدي”
يتحول الصوت الإنساني إلى نشيد للوطن، يرمز إلى أن الوطن لا يموت طالما هناك من يغني له.
✍️ أسلوب علي سالم في الكتابة
تميزت لغة النص بـالبساطة الممزوجة بالشاعرية، حيث دمج الكاتب بين الحوار الواقعي والمونولوجات الداخلية، مما أضفى على المسرحية طابعًا تأمليًا عميقًا.
اعتمد على التكرار والإيقاع كأدوات موسيقية في النص، حتى أصبحت اللغة نفسها أشبه بـ«أغنية» تحمل إيقاع المأساة والأمل.
🧩 المسرحية بين الماضي والحاضر
بعد مرور أكثر من خمسين عامًا على كتابتها، ما زالت «أغنية على الممر» عملًا حيًا في ذاكرة المسرح المصري، لأنها لم تتحدث عن هزيمة عسكرية فقط، بل عن أزمة وعي وكرامة يعيشها الإنسان العربي في كل زمان.
ولا تزال تعرض في المدارس والمعاهد الفنية حتى اليوم، لما تحمله من قيمة تربوية ووطنية تحفّز الشباب على التفكير في معنى الانتماء والبطولة.
«أغنية على الممر» ليست مجرد مسرحية عن الحرب، بل درس في معنى الإنسان والوطن.
من خلال شخصياتها الخمس، استطاع علي سالم أن يحوّل المأساة إلى ملحمة شعرية، تجمع بين الفن والسياسة والفكر الإنساني.
ولهذا تُعتبر المسرحية من أهم علامات المسرح المصري الحديث، وواحدة من النصوص التي ساهمت في تشكيل الوعي الوطني بعد النكسة.
تحميل سيناريو المسرحية أضغط هنا
تم جلب نص السيناريو بواسطة مكتبة نور على أنه برخصة المشاع الابداعي أو أن المؤلف موافق على نشره وأنه في حالة الاعتراض على النشر بواسطتنا الرجاء التواصل معنا
روابط مهمة
- مسرحية أغنية على الممر - ويكيبيديا
- الكاتب علي سالم - ويكيبيديا
- فيلم أغنية على الممر (1972) - موقع السينما
- المسرح المصري - ويكيبيديا
- تاريخ المسرح الحربي في مصر بعد نكسة 67
- المسرح المصري وقضايا الوطن والحرب - المصري اليوم
- المسرح في حرب أكتوبر ودوره الوطني - اليوم السابع
- المكتبة الرقمية - الفن والمقاومة في مصر
- المسرح الوطني في مصر من الحرب إلى السلام


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً