مسرحية "الممثل " صراع الطموح والقدر على خشبة المسرح"

                   
سيناريو مسرحية الممثل

النص المسرحي/الممثل

مؤلف

تأليف : 
طارق محمد الشافعي



المشهد ١ – قاعة مسرح كبيرة – ليل داخلي

  • القاعة تمتلئ بالمشاهدين في انتظار انفراج الستار وبدء العرض.

  • فوتومونتاج قصير: جولة بين المشاهدين والتترات تنزل، بعض المتفرجين يروحون ذهابًا وإيابًا في مكان الأوركسترا أمام خشبة المسرح.

  • نهاية التترات.

  • تدق دقات المسرح الثلاث.

  • تنفتح الستارة بسرعة عن طبيب شاب يجلس في عيادته في غرفة الكشف مرتديًا البالطو الأبيض، وقد انهمك في الكشف على مريض ممدد على السرير.

  • الجماهير يصفقون.

  • الباب يفتح بقوة وسمير يدخل عنوة، والممرضة الشابة متوسطة الحال تحاول منعه.

ممرضة: يا أستاذ قلت لك مينفعش كده، الدكتور عنده كشف!..

  • سمير، شخص لا يتعدى ٤٠ عامًا، وسيم، بسيط الثياب، ينهر الممرضة بغضب:

سمير: قلت لك سيبينّي، هاقابله يعني هاقابله!

الطبيب (بانزعاج): إيه دا؟.. فيه إيه؟.. عايز إيه؟

سمير (موجها حديثه للطبيب): أنا جاي أقوللك إني أخيرًا لاقيت العلاج اللي هاينفعني..

الطبيب (غاضب): علاج؟.. علاج إيه؟

سمير (باستخفاف): العلاج اللي عجز عنه الطب.. واحتار فيه الحكماء..

الطبيب (بغضب): قصدك إيه؟

سمير: قصدي دا..

  • سمير يخرج مسدسًا من جيب البدلة، يوجهه لرأسه، ويطلق النار بسرعة.

  • سمير يسقط على الأرض وسط تعجب الطبيب والممرضة.

  • الممرضة تنزعج وتصرخ في خوف واستغراب.

  • الطبيب ينحني ليرى سمير الممدد على الأرض.

الطبيب: يا خبر أسود!!.. حد يطلب الإسعاف بسرعة!

المريض: (ينهض بسرعة) إيه دا يا دكتور؟.. فيه إيه؟؟

الطبيب (بأسى وهو جالس أمام الجثة): مسكين!.. ظروف كتير أوي جات عليه، بس اتضح أنها كانت أكبر منه، وهو مش قدها..

المريض (متسائلًا): دا حكايته إيه؟

الطبيب: هحكي لك..

  • تنغلق الستارة معلنة نهاية المشهد الأول.

  • الجماهير يصفقون.

  • زوم أوت منظر عام للصالة مع التصفيق.


المشهد ٢ – كواليس المسرح – ليل داخلي

  • عمال الديكور من خلف الستارة يغيرون معالم المشهد.

  • عوني، مدير وصاحب الفرقة، يقف في الكواليس يراقب ويدخن سيجارته الجولواز. رجل أربعيني بهيئة وقورة، كث الشارب، ذو هيبة.

  • سمير ينهض من على الأرض ويتجه جانبًا ويسلم المسدس لعوني.

سمير (مبتسمًا): اتفضل يا أستاذ عوني، إيه رأيك في أدائي الليلة؟

عوني (يسحب نفس من سيجارته ويبتسم باستخفاف): عادي يعني هيكون إيه؟.. زكي طليمات ولا يوسف وهبي؟

سمير (مؤنّبًا): انت عارف يا عوني إني بحب التمثيل من أيام المعهد، فاكر أساتذتنا اللي قالولي إن يوم من الأيام هابقى حاجة؟

عوني (يدس المسدس في جيبه ويترك الكواليس): واهي لفت الأيام اهية يا عم.. وبقيت “كومبارس” قد الدنيا..

سمير (بانفعال): ماهو انت اللي مش راضي تديني فرصتي وتعملني بطل الرواية و..

عوني (يستدير مرة أخرى): بطل الرواية مرة واحدة؟.. كل عيش يا سمير!، واحمد ربنا إني بسيبك تاكل عيش مع حمودة الريجيسير، إياكش تكون فاكر إني مش واخد بالي إنه بيجيبلك شغل مع منتجين تانيين..

سمير (متعجب ومستنكِر): طب ودي تضايقك في إيه؟.. شغلنا كله الصبح والمسرح بتاعك بالليل!..

عوني (باستخفاف واستنقاص): خلاص يا عم، وأنا عامل نفسي مش شايف حاجة.. وسايبك تاخد فرصتك..

سمير (متحديًا): أكيد هيجي اليوم اللي فيه هاخد بطولة فيلم، ولا يمكن مسرحية..

عوني (ضحكة استخفاف): ماشي يا عم البطل..

سمير (متراجع): طيب بقوللك إيه؟.. ما ينفعش أخد كده قد ٢٠ جنيه سلفة لغاية القبض؟

عوني (رافع حاجبه متهكمًا وهو ينفخ دخان سيجارة): الله الله.. بطلنا العظيم مفلس ولا إيه؟ القبض كمان ٣ أيام.. استنى قبضك!

  • يستدير ويمشي تاركًا سمير وحده.


المشهد ٣ – طرقة بين غرف الممثلين – ليل داخلي

  • سمير يسير في الطرقة خارجًا من المسرح.

  • حمودة الريجيسير، رجل خمسيني بسيط الثياب، عصبي المزاج، متعجل باستمرار، يهرول نحو سمير.

الريجي: أخيرًا لاقيتك يا عم سمير..

سمير (يبتسم): أهلا عم حمودة.. معاك شغل؟

حمودة (يفتح دفتره الصغير): فيلم جديد مع مخرج جديد، كاست بكرة الساعة عشرة الصبح في الاستوديو.

سمير (باهتمام): والدور؟.. دوري إخباري إيه؟

حمودة (يبتسم ويغمز بعينه): اطمّن.. هاتتكلم المرادي.. مش صامت زي المرة اللي فاتت..
(بعصبية خفيفة) عايزك تبيض وشي.. أنا أول مرة أشتغل مع المخرج دا..

سمير: يا فرج الله!.. ياما نفسي تجيب لي دور بحقي الحقيقي يا عم حمودة.. نفسي أخد فرصتي يا ناس!!

  • يمد له الدفتر والقلم للتوقيع.

حمودة: قول يارب.. والله أنت كويس وابن حلال يا أستاذ سمير، غير بس الظروف..

  • سمير يتناول الدفتر ويوقع بالعلم.

  • حمودة يطرق على كتف سمير ومنصرفًا بعجل:

حمودة: بالإذن أنا..


المشهد ٤ – الحارة – ليل خارجي

  • سمير يسير في الشارع.

  • أصدقاؤه سيد وكمال يجلسون على المقهى، في نفس عمره تقريبًا، وبمظهر بسيط.

كمال (ينادي): سمير.. سمير!!

سمير: (ينتبه لكمال ويذهب إليهم) مساء الخير يا جماعة..

سيد وكمال: مساء الفل يا بو سمرة.

كمال: اسحب كرسي واقعد..

سمير (يسحب كرسي بأسى): على رأيك والله يا بو كمال!.. أنا أساسًا مش عارف أروح البيت ولا أدخل من باب العمارة حتى!..

كمال: صاحب البيت برضه؟

سمير: مش بس عشان مكسور عليا ٣ شهور!.. دا كمان حمص البقال عايز مني ٣٠٠ جنيه وما يدينيش حاجة غير لما ياخدهم!..

سيد (يسحب نفس من الشيشة وينفخه): لا عادي.. كلنا بنشد على النوتة من حمص البقال!..

سمير (بغضب وحنق): وعوني ابن الجزمة ما رضاش يديني ٢٠ جنيه أجيب عشا وفطار للصبح!.. وكمان مش عاجبه إن حمودة الريجيسير بيجيب لي شغل بره.. أنا مش عارف دا عايز مني إيه!.. لا عايزني أشتغل بره ولا عايز يديني أدوار أكبر ويرفع مرتبي.. أنا باخد ١٥ جنيه في الليلة يا عالم، حد لسة بيشتغل ب١٥ جنيه؟

كمال: عشان كده هوا متمسك بيك، أوعى تفتكر إنه بيعمل كده عشان انتو أصحاب من أيام المعهد!.. لا.. فعلاً مش هيلاقي حد يشتغل معاه بالمبلغ دا..

سمير (موجّه حديثه لكمال): تصدق عندك حق؟.. مافيش بطل مسرحية اشتغل معاه مرتين!.. وطبعًا محدش من الناس الكبار يرضى يشتغل معاه أصلاً!.. وكل المخرجين وبتوع الديكور والأكسسوار بيعاملوه “على قد فلوسه” ويدوله شغل أي كلام..

سيد (مؤنّب): وانت ما بتعملش كده ليه؟

  • سمير يسرح بخياله وينسى من يجلسون أمامه.

سمير (بأداء مسرحي مؤثر): لأني بحب الفن.. بحب التمثيل.. بحب وقفة المسرح.. لما أبص للمتفرجين ألاقي عينيهم كلها باصة عليا.. وأودانهم كلها بتسمع صوتي.. ومشاعرهم كلها متعلقة بكلمة أو حركة أنا بقولها أو أعملها..

كمال (ساخر): وآدي عوني صديق الطفولة بيستغل النقطة دي وياخد منك اللي عايزه ويديّك في الآخر ١٥ ج.. دي صداقة حلوة أوي والله أم ١٥ ج يا فنان.

سمير (بأمل): مسيري يوم هاخد فرصتي، نفسي أخد دور أكبر مع مخرج كبير.. أو حتى عوني ربنا يقفلها في وشه وما يلاقيش حد يشتغل معاه فيديني دور البطولة..

  • يضحكون.

سيد: انت تستاهل كل خير يا سمير، بس مع الأسف.. أيامنا دي مش بتاعت اللي زيك..


لو تحب، أقدر أكمل باقي المشاهد ٥ لغاية ٢٥ بنفس التفصيل الكامل في رسالة ثانية، علشان ما تبقاش كبيرة جدًا في رسالة واحدة.

تحب أكمل على طول؟

أنت قلت:
اه
قال ChatGPT:

تمام، هكمل باقي المشاهد من المشهد ٥ حتى المشهد ٢٥ بنفس التفاصيل الكاملة:


المشهد ٥ – منزل سمير – ليل داخلي

  • سمير يفتح باب المنزل (شقة قديمة متواضعة الديكور).

  • حمادة، ابن سمير، طفل لا يتعدى ١٠ سنوات، بسيط الثياب، يركض نحو الباب.

حمادة: هيييييه.. بابا جه.. بابا جه!

سمير (ينحني ويقبله بلطف): أهلا أهلا كابتن حمادة.

حمادة: جبت لي معاك إيه يا بابا؟

سمير (يخبط رأسه ويصطنع النسيان): أخ!.. تصدق فاتتني دي يا سي حمادة.. وانا بقول وانا طالع السلم أنا ناسي إيه!.. لكن معلش، بكرة إن شاء الله هعمل حسابي وأجيبلك حاجة آآآآآد كده (يبعد بين يديه ويبتسم).


المشهد ٦ – غرفة نوم سمير – ليل داخلي

  • غرفة نوم متواضعة وأثاث قديم.

  • زوجة سمير ترقد في السرير، شابة متوسطة الجمال، بجوارها عدد قليل من الأدوية.

سمير (يدخل): مساء الخير.

أحلام: مساء النور، عملت إيه النهاردة؟

سمير (بتأثر): مع الأسف، عوني رفض حتى يديني سلفة!..

  • بأمل: بس إن شاء الله أنا رايح بكرة الاستوديو عندي شغل جديد مع مخرج جديد.. إن شاء الله تكون فاتحة خير..

أحلام (بخيبة أمل): واخرتها يا سمير؟.. عارف إن ابنك هيدخل المدرسة كمان أسبوعين؟.. وماعندناش المصاريف!.. وانا بطلت أروح للدكتور واديني أكرر الدوا من نفسي وخلاص.. وادي الحبوب خلصت من يومين، وكمان قزازة الدوا ماعادش فيها كتير.. ربنا يفرجها عليك..


المشهد ٧ – ستوديو تصوير – نهار داخلي

  • عمال الديكور والإضاءة والإكسسوار منهمكين في عملهم.

  • مساعد المخرج يصرخ في العاملين للانتهاء من عملهم.

  • حمودة الريجيسير يقترب من مساعد المخرج ومعه سمير.

حمودة: صباح الخير يا أستاذنا.. سمير اللي قلت لحضرتك عليه اهه..

مساعد المخرج (ينظر لسمير باستخفاف): اه.. طب ماشي، قول لمحسن يلبسه عشان هنصور المشهد بتاعه كمان ساعتين، وخلي السيد يحفظ الكلمتين اللي هايقولهم..

سمير (تنفرج أساريره): ربنا يخليك يا أستاذ.. إن شاء الله تكون مبسوط مني..

مساعد المخرج (بانفعال): طب يلا يا خويا مش عايزين تأخير..

سمير: حاضر.. حاضر..


المشهد ٨ – ستوديو التصوير – نهار داخلي

  • لقطة قريبة.

  • حمودة (مشجعًا): همتك يا عم سمير.. عارف مين هنا النهاردا بيحضر التصوير؟.. الأستاذ عمر طاهر.. شكله كده بيحضّر لفيلم جديد.. يا رب ياخد باله منك..

  • عمر طاهر منهمك في حديث مع أحدهم.

سمير (بصوت خافت): عمر طاهر؟.. يا فرج الله!..

المخرج: يلا.. اجّهزوا.. هنصور كمان ٧ دقائق..

  • صوت عالي يقطع تركيز سمير.

  • سمير يلتفت ويجري بسرعة.


المشهد ٩ – ستوديو التصوير – نهار داخلي

  • فوتومونتاج، سمير يلبس ملابس المشهد ويؤدي دوره مع الممثلين وسط الأضواء والكاميرات.

  • المخرج يجلس على كرسيه يتابع المشهد.

  • عمر طاهر يجلس بجوار المخرج، يبدو عليه الإعجاب.

المخرج: تمام.. هايل.. اللي بعده..

  • سمير ينظر بسعادة للمخرج، ويدير عينيه لعمر طاهر.

  • عمر طاهر يبتسم لسمير ويحييه بيده.

سمير (بتفرج أساريره وفرح): اهلا يا أستاذ عمر، منور الدنيا كلها والله سعيد بمقابلتك النهاردا..

عمر طاهر: اهلا يا أستاذ سمير، مش سمير برضه؟

سمير (باستغراب ممتزج بالفرح): حضرتك تعرفني؟

عمر طاهر: شفتك قبل كده في مسرحية بتقدمها فرقة عوني، تصدقني لو أقولك إنه برغم إن دورك كان صغير لكنه علق معايا أكتر من دور أي واحد تاني في المسرحية..

سمير (مندهش): بجد؟.. وإيه اللي عجب حضرتك فيها؟

عمر طاهر: الصدق في الأداء يا أستاذ سمير، ودي حاجة إحنا بنعاني منها مع ناس كتير.. حتى البطل نفسه.. شفتك كمان في كذا دور صغير في كام فيلم، إن شاء الله قدام تاخد دور أكبر.. ولو صلت، صدقني هاتبقى مكسب للفيلم.. يمكن أكتر ما هتكسب منه..

سمير: تنفرج أساريره ويفرح: ياه.. ربنا يخليك يا أستاذ عمر.. منتحرمش منك.

عمر طاهر (ينصرف بابتسامة): سلام..

  • سمير يتابع عمر طاهر بعينيه وهي تفيض بالسعادة.

  • عمر يستدير مرة أخرى ويشير لسمير ويعاود السير تاركًا إياه يسرح بخياله بعيدًا.


المشهد ١٠ – مسرح عوني طرقة أمام غرف الممثلين – ليل داخلي
أحد العاملين (بعصبية): انت فين يا عم سمير؟.. جاي متأخر ليه؟..

سمير (يدخل غرفة الملابس): ولا متأخر ولا حاجة.. أنا جاي في معادي اهه.

عوني (صوت من الخلف): طبعا ماهو مش على باله، مش النجم كان عنده تصوير النهاردا؟

سمير (بقرف منسحب من الحوار): والنبي يا أستاذ عوني متأخرنيش زيادة.. بإذنك!

  • عوني يبتسم ابتسامة ساخرة وينفث دخان سيجارته.


المشهد ١١ – قاعة المسرح – ليل داخلي

  • فوتومونتاج، سمير يدخل من الباب ويشتبك مع الممرضة طبقًا لدوره.

  • لقطة بانورامية للمتفرجين من منظور سمير أثناء أداء دوره.

عمر طاهر (صوت فقط): إن شاء الله قدام تاخد دور أكبر.. ولو حصلت، صدقني هاتبقى مكسب للفيلم، يمكن أكتر ما هاتكسب منه..


المشهد ١٢ – كواليس المسرح – ليل داخلي

  • سمير يخرج بعد أداء دوره ويبحث عن الصراف.

  • صبحي صراف الفرقة، رجل خمسيني يرتدي كاسكيت ونظارة ووجهه بشوش.

سمير (بلهفة): صبحي!.. أخبارك إيه يا خويا.. القبض فين؟ أومال؟.. هات هات دا أخوك مزنوق أوي!

صبحي (بابتسامة): تعالى يا عم سمير..

  • سمير يسحب صبحي من كتفه لغرفة المكتب.

  • صبحي ينال سمير راتبه القليل.

سمير (بأسى): باستسلام.. آه والله يا عم صبحي.. مع إن دوري دا مهم جدًا في الرواية.. لو ما طلعتش على المسرح في الأول وقلت الكلمتين دول، هايجري إيه؟ المسرحية كلها مبنية على الكلمتين اللي بقولهم.. (يتناول مرتبه) هات هات.. الله يستر أصلك.


المشهد ١٣ – محل البقال – ليل داخلي
سمير (ينال البقال نقود بابتسامة): اتفضل يا عم حمص، ومتأسفين اللي اتأخرنا عليك، ما هي ساعات بتبقى مزنقة يا عم حمص، مانت عارف.

حمص (يمسك النقود ويعدهم): ولا يهمك يا أستاذ سمير، ربنا يفتحها في وشك ووشنا.


المشهد ١٤ – غرفة نوم سمير – ليل داخلي
سمير (يدخل على زوجته): أحلام.. قومي يا حبيبتي أنا جبتلك الدوا.. (يهزها) أحلام!

  • الزوجة ترقد في هزال واستكانة.

  • سمير يضع ما في يده جانبًا.

سمير (بقلق): أحلام.. أحلام

أحلام (بصوت خفيض وشفاه بيضاء): أنا تعبانة أوي يا سمير.

  • سمير يجلس بجوارها ويأخذ رأسها على صدره.

سمير: أنا جبتلك الدوا خلاص. هاتخفي وتبقي زي الحصان. قومي..

أحلام (بصعوبة): عشان خاطري يا سمير.. لو جرالي حاجة ابقى خلي بالك من حمادة. انت مش فاضي له خالص يا سمير!

سمير (تتساقط دموعه): متخافيش انتي كويسة. خدي بس الدوا وهاتبقى عال العال.

أحلام: المرادي باينها غير كل مرة يا سمير..!

سمير (يمسك بخدها ويحدثها بابتسامة خفيفة ودموعه تنهمر): لا.. لا انتي ناوية تمشي وتسيبيني لوحدي ولا إيه؟.. هو دا العشم برضه؟. انتي ناسية إن ما ليش غيرك، انتي وحمادة؟.. لا..

  • يتركها ويهم بالقيام: أنا قائم أجيبلك دكتور فورًا وراجع.

  • ينصرف بسرعة.


المشهد ١٥ – شارع القاهرة – ليل داخلي/خارجي

  • سمير يمشي بسرعة بين الشوارع المظلمة، يحمل حقيبته الصغيرة.

  • أضواء المصابيح الصفراء تتراقص على الأسفلت الرطب.

سمير (بصوت خافت لنفسه): يا رب توصل.. يا رب ألاقي دكتور قريب..

  • يلتفت يمين ويسار، يرى بعض المارة يمرون بسرعة.

  • سمير يتوقف أمام عيادة صغيرة مضيئة، يدخلها.


المشهد ١٦ – عيادة الطبيب – ليل داخلي

  • الطبيب واقف وراء المنضدة، يراجع بعض الأوراق.

  • سمير يلهث وهو يدخل.

سمير: دكتور.. لو سمحت.. لازم أجيب دواء ضروري لزوجتي.. حالتها حرجة.

الطبيب: إيه؟.. الحالة خطيرة أوي؟

سمير: أيوه.. لو سمحت، مستعجل.

  • الطبيب يراجع الأدوية بسرعة، يعطي سمير الوصفة والأدوية.

  • سمير يدفع المال، يشكر الطبيب ويخرج بسرعة.


المشهد ١٧ – منزل سمير – ليل داخلي

  • سمير يدخل البيت ويحمل الدواء في يده.

  • الزوجة نائمة بهزال شديد، الطفل يجلس على الأرض ينتظر.

سمير (يهمس): حبيبتي.. جبتلك الدوا.

  • يضع الدواء بجانبها، يحاول رفع رأسها.

أحلام: سمير.. أنا تعبانة قوي..

سمير (يحاول التخفيف عنها): هتعدي.. كل حاجة هتعدي.. خد الدوا ده..

  • الطفل يقترب ويضع يده في يد أبيه.

  • سمير يبتسم بحزن، يضم الزوجة والطفل معًا.


المشهد ١٨ – ستوديو المسرح – نهار داخلي

  • سمير يحاول تكرار المشهد السابق مع الممثلين الآخرين.

  • عوني يقف بجوار صبحي، يراقب الأداء.

عوني (بانفعال): يابني.. ركّز شوي.. الكلمة دي مهمّة..

سمير (متوتر): حاضر يا أستاذ عوني.. مش هاطلع من الدور.

  • الممثلون الآخرون يبتسمون، يحاولون دعم سمير.


المشهد ١٩ – كواليس المسرح – نهار داخلي

  • سمير يجلس بعيدًا، يتناول الماء، صبحي يجلس بجانبه.

صبحي: انت تمام؟ شكلك متوتر أوي..

سمير: والله يا عم صبحي.. كله ضغط.. ومع ذلك بحاول أدي أفضل أداء.

  • عوني يقترب ويصوب نظرة صارمة له، لكنه يبتسم خفية.


المشهد ٢٠ – المسرح – نهار داخلي

  • الكاميرا تتابع سمير وهو يؤدي المشهد الأخير.

  • أصوات الجمهور تتفاعل مع الأداء.

عوني (مهموس لصبحي): أخيرًا.. شايف؟ المغمور ده بدأ يلمع..

صبحي: آه.. آه.. بس لسه محتاج تدريب أكتر..

  • سمير ينهي المشهد، يسجد على الأرض طبقًا للدور، الجمهور يصفق بحرارة.


المشهد ٢١ – كواليس المسرح – نهار داخلي

  • عوني يقف بجوار سمير بعد الأداء.

عوني: ماشي.. أنا راضي عنك النهارده..

سمير (مبتسم): ربنا يخليك يا أستاذ عوني..

عوني: بس المرة الجاية.. حافظ على كل كلمة.. مش عايزين أي غلطة..

  • سمير ي nod، يتنفس بعمق، يشعر بالإنجاز.


المشهد ٢٢ – شارع القاهرة – نهار خارجي

  • سمير يمشي عائدًا للمنزل، يشعر بالراحة.

  • يرى أطفال يلعبون في الشارع، يبتسم لهم.

سمير (لنفسه): الحمد لله.. مشوار طويل.. بس خطوة بخطوة..


المشهد ٢٣ – منزل سمير – ليل داخلي

  • سمير يدخل البيت، يجد زوجته والطفل في انتظار عودته.

  • يضع الحقيبة جانبًا، يجلس مع الزوجة والطفل.

أحلام: رجعت.. الحمد لله..

سمير: أيوه.. ورجعتلكم بالسلامة..

  • الطفل يقفز في حضن أبيه، الزوجة تبتسم رغم التعب.


المشهد ٢٤ – كواليس العرض – ليل داخلي

  • عوني يقف في الكواليس بجوار صبحي الصراف يراقب المشهد، ويدخن سيجارته، يبدو عليه الضيق من أداء سمير.

عوني (لصبحي): شوف المغفل دا.. مش عارف يحفظ كلمتين على بعض..

  • يمشي تاركًا صبحي ينظر لسمير.
    عوني: إخصم عليه ١٥ جنيه يا صبحي!

  • صبحي ينظر لسمير بأسى، وهو مسجى على الأرض.


المشهد ٢٥ – قاعة المسرح – ليل داخلي

  • الممرضة تنزعج وتصرخ طبقًا لدورها.

  • الطبيب ينحني ليرى سمير الملقى على الأرض ويكمل دوره غير منتبه لوفاته.

الطبيب (بانزعاج): يا خبر أسود!.. حد يطلب الإسعاف بسرعة!

المريض (ينهض طبقًا لدوره): إيه ده يا دكتور؟ فيه إيه؟؟

الطبيب (جالس على الأرض أمام الجثمان): مسكين.. ظروف كتير جات عليه.. بس اتضح إنها أكبر منه.. هوا مش قدها.

المريض (متسائل): وده حكايته إيه؟

الطبيب: هحكي لك..

  • تنغلق ستارة المسرح، وتنزل تيترات النهاية.







إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم