النص المسرحي/الممثل
المشهد ١ – قاعة مسرح كبيرة – ليل داخلي
-
القاعة تمتلئ بالمشاهدين في انتظار انفراج الستار وبدء العرض.
-
فوتومونتاج قصير: جولة بين المشاهدين والتترات تنزل، بعض المتفرجين يروحون ذهابًا وإيابًا في مكان الأوركسترا أمام خشبة المسرح.
-
نهاية التترات.
-
تدق دقات المسرح الثلاث.
-
تنفتح الستارة بسرعة عن طبيب شاب يجلس في عيادته في غرفة الكشف مرتديًا البالطو الأبيض، وقد انهمك في الكشف على مريض ممدد على السرير.
-
الجماهير يصفقون.
-
الباب يفتح بقوة وسمير يدخل عنوة، والممرضة الشابة متوسطة الحال تحاول منعه.
ممرضة: يا أستاذ قلت لك مينفعش كده، الدكتور عنده كشف!..
-
سمير، شخص لا يتعدى ٤٠ عامًا، وسيم، بسيط الثياب، ينهر الممرضة بغضب:
سمير: قلت لك سيبينّي، هاقابله يعني هاقابله!
الطبيب (بانزعاج): إيه دا؟.. فيه إيه؟.. عايز إيه؟
سمير (موجها حديثه للطبيب): أنا جاي أقوللك إني أخيرًا لاقيت العلاج اللي هاينفعني..
الطبيب (غاضب): علاج؟.. علاج إيه؟
سمير (باستخفاف): العلاج اللي عجز عنه الطب.. واحتار فيه الحكماء..
الطبيب (بغضب): قصدك إيه؟
سمير: قصدي دا..
-
سمير يخرج مسدسًا من جيب البدلة، يوجهه لرأسه، ويطلق النار بسرعة.
-
سمير يسقط على الأرض وسط تعجب الطبيب والممرضة.
-
الممرضة تنزعج وتصرخ في خوف واستغراب.
-
الطبيب ينحني ليرى سمير الممدد على الأرض.
الطبيب: يا خبر أسود!!.. حد يطلب الإسعاف بسرعة!
المريض: (ينهض بسرعة) إيه دا يا دكتور؟.. فيه إيه؟؟
الطبيب (بأسى وهو جالس أمام الجثة): مسكين!.. ظروف كتير أوي جات عليه، بس اتضح أنها كانت أكبر منه، وهو مش قدها..
المريض (متسائلًا): دا حكايته إيه؟
الطبيب: هحكي لك..
-
تنغلق الستارة معلنة نهاية المشهد الأول.
-
الجماهير يصفقون.
-
زوم أوت منظر عام للصالة مع التصفيق.
المشهد ٢ – كواليس المسرح – ليل داخلي
-
عمال الديكور من خلف الستارة يغيرون معالم المشهد.
-
عوني، مدير وصاحب الفرقة، يقف في الكواليس يراقب ويدخن سيجارته الجولواز. رجل أربعيني بهيئة وقورة، كث الشارب، ذو هيبة.
-
سمير ينهض من على الأرض ويتجه جانبًا ويسلم المسدس لعوني.
سمير (مبتسمًا): اتفضل يا أستاذ عوني، إيه رأيك في أدائي الليلة؟
عوني (يسحب نفس من سيجارته ويبتسم باستخفاف): عادي يعني هيكون إيه؟.. زكي طليمات ولا يوسف وهبي؟
سمير (مؤنّبًا): انت عارف يا عوني إني بحب التمثيل من أيام المعهد، فاكر أساتذتنا اللي قالولي إن يوم من الأيام هابقى حاجة؟
عوني (يدس المسدس في جيبه ويترك الكواليس): واهي لفت الأيام اهية يا عم.. وبقيت “كومبارس” قد الدنيا..
سمير (بانفعال): ماهو انت اللي مش راضي تديني فرصتي وتعملني بطل الرواية و..
عوني (يستدير مرة أخرى): بطل الرواية مرة واحدة؟.. كل عيش يا سمير!، واحمد ربنا إني بسيبك تاكل عيش مع حمودة الريجيسير، إياكش تكون فاكر إني مش واخد بالي إنه بيجيبلك شغل مع منتجين تانيين..
سمير (متعجب ومستنكِر): طب ودي تضايقك في إيه؟.. شغلنا كله الصبح والمسرح بتاعك بالليل!..
عوني (باستخفاف واستنقاص): خلاص يا عم، وأنا عامل نفسي مش شايف حاجة.. وسايبك تاخد فرصتك..
سمير (متحديًا): أكيد هيجي اليوم اللي فيه هاخد بطولة فيلم، ولا يمكن مسرحية..
عوني (ضحكة استخفاف): ماشي يا عم البطل..
سمير (متراجع): طيب بقوللك إيه؟.. ما ينفعش أخد كده قد ٢٠ جنيه سلفة لغاية القبض؟
عوني (رافع حاجبه متهكمًا وهو ينفخ دخان سيجارة): الله الله.. بطلنا العظيم مفلس ولا إيه؟ القبض كمان ٣ أيام.. استنى قبضك!
-
يستدير ويمشي تاركًا سمير وحده.


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً