الثورة المعمارية في مكة والمدينة خلال العصرين الأموي والعباسي المبكر
يشير المؤرخ والباحث العسكري ديفيد نيكول (David Nicolle) في كتابه Saracen Strongholds إلى أن الجزيرة العربية شهدت ثورة معمارية كبرى في العصور الإسلامية المبكرة — أي منذ الخلافة الراشدة ومرورًا بالعصر الأموي ووصولًا إلى بدايات الدولة العباسية. ويرجع ذلك إلى التدفق المالي الهائل الذي عرفته الجزيرة بعد الفتوحات، وكونها القلب الديني والثقافي والسياسي لدولة عالمية ناشئة.
1️⃣ معاوية بن أبي سفيان وبداية الطفرة
يُعدّ معاوية بن أبي سفيان أول من أطلق الشرارة الفعلية للثورة المعمارية في الحجاز. فقد شيد حصنًا محصنًا في قصر خَلّان قرب المدينة المنورة، ليكون مركزًا دفاعيًا وإداريًا متطورًا. كما أدخل مواد بناء جديدة غير مألوفة في الحجاز، مثل:
- الطوب المشوي (baked bricks)
- ملاط الجبس
- استقدام عمال بناء محترفين من الشام ومصر
2️⃣ الاهتمام الأموي بالعمارة المدنية والخدمية
استمر بنو أمية في توسيع الحركة العمرانية، فشيدوا:
- قصورًا وحدائق مسوّرة قرب مكة والمدينة
- منشآت خدمية مثل السقايات والبرك وأنظمة الري
- تحصينات عسكرية في النقاط الحساسة من الحجاز
3️⃣ من مكة والمدينة إلى الأسواق الكبرى
امتد الاهتمام ليشمل الأسواق التاريخية الكبرى، وعلى رأسها سوق عكاظ الذي بُني حوله سور محصن في أواخر العهد الأموي وبداية العصر العباسي، في دلالة على ازدهار النشاط التجاري والثقافي هناك.
4️⃣ استمرار الاهتمام العباسي
في العهد العباسي الأول، استمر التطوير العمراني في الحرمين الشريفين، مع تحسين طرق الحجاج، وتوسعة المرافق، وإدخال أنظمة إدارة عمرانية أكثر تنظيمًا.
📚المصدر الرئيسي: David Nicolle, Saracen Strongholds: 7th–13th Centuries, Osprey Publishing.

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً