من ريا وسكينة إلى التوربيني: حكايات أشهر السفاحين الذين أرعبوا المصريين
عرف المصريون عبر التاريخ مصطلح "السفاح" ككلمة ترتبط بالخوف والرعب، لا سيما في تلك الفترات النادرة التي عاش فيها الشعب تحت تهديد مجرمين لا يعرفون الرحمة. وعلى الرغم من أن مصر تُعد من أكثر الدول استقرارًا أمنيًا في المنطقة، فإن هناك لحظات سوداء ظلت محفورة في الذاكرة الشعبية، حين ظهر قتلة متسلسلون أشاعوا الفوضى والرعب في قلوب الناس.
تصدّر المشهد في تلك الحكايات أسماء كثيرة، من بينهم ريا وسكينة، الخط، سفاح كرموز، سفاح بني مزار، مصطفى خضر، وأخيرًا التوربيني الذي بث الرعب في الشوارع خلال الألفية الجديدة. وهذه قصصهم التي لم تُنس بعد.
🔪 ريا وسكينة.. البداية التي لا تُنسى
الأختان ريا وسكينة هما الأشهر في عالم الجريمة بمصر والعالم العربي. تدور قصتهما في حي اللبان بمدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، حيث اشتهرتا بقتل النساء بعد استدراجهن إلى منزلهما وسرقة حليّهن. كانتا تعيشان حياة غامضة تثير الشكوك، حتى بدأ الأهالي يتحدثون عن اختفاء متكرر للنساء في المنطقة.
بدأ رجال الشرطة تتبع الأمر حتى تم اكتشاف الحقيقة المروّعة: عشرات الجثث دُفنت تحت أرضية المنزل الذي كانت تقيم فيه ريا وسكينة وزوجيهما. انتهت القصة بإعدام الجميع عام 1921، لتصبحا أول امرأتين يُنفذ فيهما حكم الإعدام في تاريخ مصر الحديث.
📎 اقرأ المزيد عن ريا وسكينة على ويكيبيديا
💀 الخط.. سفاح الصعيد الذي أرهب أسيوط
اسمه الحقيقي محمد منصور، واشتهر بلقب "الخط". عاش في محافظة أسيوط في أربعينيات القرن الماضي، وكان يفرض سطوته على القرى، فيسرق وينهب ويقتل كل من يعترض طريقه. لم يكن أحد يجرؤ على الخروج من منزله بعد غروب الشمس خوفًا من بطشه.
تحول الخط إلى أسطورة في الصعيد، يروي الناس عنه القصص كما لو كان ماردًا لا يُهزم. انتهت حياته في معركة مع قوات الأمن بعد مطاردة طويلة، وقيل إنه أطلق النار على نفسه رفضًا لأن يقع في قبضة الشرطة.
📎 تفاصيل أكثر عن الخط في ويكيبيديا
🩸 سفاح كرموز.. قاتل النساء في الإسكندرية
في أواخر الأربعينيات، عاش سكان حي كرموز في الإسكندرية على أعصابهم بسبب ظهور قاتل غامض يُطارد النساء فقط. كان اسمه سعد إسكندر عبد المسيح، واشتهر بلقب "سفاح كرموز". تشير التقارير إلى أنه كان يعاني من عقدة نفسية تجاه النساء بسبب تجربة شخصية قاسية، فقرر الانتقام من كل امرأة يقابلها.
استمرت جرائمه من عام 1948 حتى 1953، حين ألقت الشرطة القبض عليه بعد سنوات من الرعب والقلق الذي نشره بين الأهالي. وبعد محاكمات متكررة، صدر حكم الإعدام بحقه ليُطوى أحد أبشع فصول الجريمة في الإسكندرية.
📎 مصدر خارجي: جريمة سفاح كرموز في الصحف المصرية
🕳️ سفاح بني مزار.. عندما تحوّل اللص إلى قاتل دموي
في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في محافظة المنيا، ظهر رجل يُدعى عيد بكر، اشتهر لاحقًا باسم "سفاح بني مزار". لم يبدأ حياته قاتلًا، بل كان لصًا بسيطًا يسرق الماشية والأغنام، لكن طبيعته العنيفة وحبه للدم جعلاه يتحول إلى قاتل لا يعرف الرحمة.
انضم عيد إلى جماعات المطاريد التي كانت تختبئ في الجبال، وبدأ سلسلة من الجرائم التي راح ضحيتها أكثر من خمسين شخصًا من أبناء الصعيد. ومع مرور الوقت، أصبح ذكر اسمه كفيلًا بأن يُغلق الناس أبوابهم مع غروب الشمس خوفًا من بطشه.
انتهت حياة هذا السفاح في مواجهة مسلحة ضخمة بينه وبين قوات الشرطة، حيث قُتل برصاص الأمن لتنتهي قصة دموية أرّقت المنيا لسنوات.
📎 معلومات إضافية عن سفاح بني مزار
🕷️ مصطفى خضر.. سفاح روض الفرج الذي أرعب القاهرة
في ثمانينيات القرن الماضي، عاش سكان القاهرة الكبرى حالة من الرعب بسبب رجل يُدعى مصطفى خضر، المعروف باسم "سفاح روض الفرج". بدأ خضر جرائمه بقتل صديقه بعد خلاف مالي، ثم واصل طريق الدم حين قتل حبيبته بعد أن اكتشف خيانتها، ليتحول بعدها إلى قاتل متسلسل يفتك بكل من يقف في طريقه.
على مدى خمسة عشر عامًا، تمكن من الإفلات من العدالة، إلى أن تم القبض عليه عام 1996 أثناء محاولته قتل ضحيته التاسعة. وصدرت بحقه أحكام الإعدام بعد محاكمات شغلت الرأي العام لفترة طويلة.
📎 قراءة المزيد من تغطية جريدة اليوم السابع
🔪 أحمد حلمي.. سفاح المطرية
في منتصف التسعينيات، ظهر اسم جديد في عالم الجريمة، هذه المرة في حي المطرية بالقاهرة. كان أحمد حلمي شابًا لم يتجاوز الثلاثين من عمره، لكنه تسبب في صدمة كبيرة بعد أن ارتكب أكثر من 12 جريمة قتل متتالية.
بدأت قصته حين اقتحم شقة بهدف السرقة وقتل ثلاثة أشخاص دفعة واحدة، ثم توالت جرائمه بلا توقف حتى ألقت الشرطة القبض عليه في نفس العام. حاول الدفاع عنه بادعاء الجنون لتخفيف العقوبة، لكن المحكمة أصدرت حكمها النهائي بالإعدام شنقًا.
📎 مصدر خارجي: قصة سفاح المطرية في موقع مصراوي
👹 التوربيني.. نهاية أكثر القصص سوداوية
مع بداية الألفية الجديدة، صُدم الشارع المصري بظهور مجرم جديد يُدعى رمضان عبد الرحيم منصور، المعروف باسم "التوربيني". كان زعيم عصابة تستدرج أطفال الشوارع، ثم يقوم باغتصابهم وقتلهم وإلقاء جثثهم من فوق القطارات أو في الترع.
اعترف التوربيني بقتل ما يزيد على 30 طفلًا، وكان يعاونه عدد من الشباب أبرزهم أحمد سمير الملقب بـ"بوقو" ومحمد عبد العزيز الشهير بـ"السويسي". كشفت التحقيقات أن الجرائم بدأت في عام 2004 واستمرت حتى أواخر عام 2006، حين تم القبض عليهم بعد تتبع طويل من الشرطة.
حُكم على التوربيني بالإعدام عام 2007، لتسدل السلطات الستار على واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ مصر الحديث.
📎 تعرف على تفاصيل قضية التوربيني من ويكيبيديا
🧠و في الختام
منذ ريا وسكينة وحتى التوربيني، مرّت مصر بعدد قليل من القتلة الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة الجماعية بسبب بشاعة جرائمهم. لكن في كل مرة، كان القانون ينتصر وتتمكن أجهزة الأمن من إنهاء كابوس الرعب الذي عاشه الناس.
وربما تبقى تلك القصص عبرة يتعلم منها المجتمع أن الجريمة مهما كانت متقنة، لا بد أن تسقط يومًا أمام العدالة.
✍️ إعداد: نغم الشاذلي
فريق موقع الشمس اليوم

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً