فنجان فارغ من القهوة ☕
بقلم : محمد توفيقالألفة 🫂 مسكن فعال تجعله يتناسى غربته، شعاع له بريق خاطف من الأمل، لكن سرعان ما يخبو بمجرد مغادرة الأصدقاء المقهى. يعم الصمت ، وتكف الست عن الغناء . لم يبقَ أحد سواه وفنجان فارغ من القهوة ☕، كأنه شاهده الوحيد على لحظات ماضية كانت مليئة بالضجيج والضحكات .
لحظة سكون ، يعتريها خوف من الزمن ، وكأن الساعات تود أن تبتلع ما تبقى من أحلامه ، ربما تكون لحظة مثالية لمواجهة نفسه، والاعتراف ببعض الأخطاء التي كُتبت في سجل حياته بأسى 😔.
بإيجاز، يخل الخوض في بعض التفاصيل، يخاطب نفسه في صمت قائلاً: "البؤس والشقاء يعرفني منذ زمن ، وصرت سجين دروبهم القاتمة لأجل غير مسمى." أرى من خلالهم الحياة كمن يرى من خلف زجاج يكتظ بالشروخ 🪞، وهذا يجعلني أدرك أن الأجمل كُسر في ذاتي، لذلك لا تكتمل معالم أي صورة في عيني 👁️.
أشعر أنني شخص محتال ، لأن حياتي بأكملها قائمة على الحيل التي تبرر المعنى لكل شيء، حتى وإن كان بلا معنى، تمامًا كما يجهد الممسك بخيوط العنكبوت .
أتحايل على الزمن بطرق شتى ، ربما بالاختباء داخل كهوف الذكريات ، تلك المنارات التي تضيء الماضي لكنها تأبى أن تعيد ما كان، أو ربما بالوقوف المتأمل على شاطئ المستقبل المتعدد الألوان ، حيث تتصارع الأحلام والأوهام ، والدورات غير المستقرة المثيرة للسكون والصخب ، الأمل والخوف في آن واحد. أقف على حافة الزمن، منشطر بين الكهف الآمن في صمته والشاطئ المحير بأسئلته التي تتراقص مع أمواج البحر .
انتهت جرعة المسكن وعاد الألم من جديد، ينخر في جذور روحه كدودة تنخر في الخشب 🪵، يسترجع شكاوى وضجر رفقائه الممتلئين بالحياة ، وزخارف متاعب ومسؤوليات الأسرة، ومن ثم يتأمل وحدته وفنجان القهوة الفارغ ☕، كأنه مرآة تعكس جروحه الداخلية 🖤.
ليوقظه النادل ويقطع سرحانه، يخبره بأن الوقت قد تأخر ، كأنه صدى لما تبقى من وقتهم. حان موعد غلق المقهى والحساب على المشروبات ، فيعود إلى واقع مؤلم ، حيث تبقى الذكريات وحدها لتُعزف لحن الشوق والألم المفقود 🎵.

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً