حكاية نادرة عن إنسان صنع مكانه بإيده وخلّد اسمه في تاريخ الكوميديا المصرية.
🏠 البداية في حواري السيدة زينب
في بداية القرن الماضي، وفي حارة هادئة من السيدة زينب، وُلد علي خليل سالم سنة 1887.
كان ولد عادي جدًا، ملامحه مصرية بسيطة، ومستقبله باين إنه ماشي في سكة زي ملايين غيره.
☕ من ورشة السروج للقهوة الشعبية
كبر علي واشتغل زي أبوه في شغل السروج، وبعدها نزل يشتغل في قهوة شعبية. هناك، تقابل مع ناس من النوبة كانوا بيشتغلوا جنبه.
أعجب بروحهم وحفظ لغتهم، وبدأ يقلد أسلوب كلامهم بطريقة خلت اللي حواليه يضحكوا من قلبهم.
كانت دي أول بوابة تفتح قدام علي، وكان أمام المراية يوميًا يمارس تمارينه الخاصة، يلبس جلابية بسيطة، ويظبط الطربوش، ويحاول يتقمص شخصية بكل حواسه.
🎭 ولادة شخصية "عثمان عبد الباسط"
ومن هنا ظهر اسم جديد غيّر شكل الكوميديا في مصر:
عثمان عبد الباسط.
لحظة دخوله المسرح كانت كفيلة تقلب المكان رأسًا على عقب.
الجمهور كان يسكت ثانية واحدة، وبعدين الضحك يتفتح زي موجة طالعة من القلب. صوت وطريقة كلام الحضور كلها كانت مختلفة.
🌟 مسيرة فنية حافلة
قدر علي الكسار ينافس كبار عصره وقدم أكثر من 160 عرض مسرحي، ودخل السينما، وغنى، ومثّل.
أصبح من أعمدة الفن اللي بنت عليها مصر، وكان رمزًا للبهجة والضحك الحقيقي.
💔 أيامه الأخيرة.. ابتعاد الأضواء
مع مرور السنين، والوجوه الجديدة، ابتدت الأضواء تبعد عن علي.
اللي كان بيضحك الملايين بقى يقعد في البيت مستني شغل. المنتجين والمخرجين اتشغلوا بغيره، والجمهور هيتفرج على اللي بيطلع قدامه.
وفي سرير المستشفى بالقصر العيني، قال جملة كسرت قلوب محبيه:
أنا دلوقتي عندي ستة وستين سنة والمخرجون نسوني… الحمد لله.
جملة قصيرة، لكنها كانت تعكس قصة عمرها حياة كاملة.
🌈 النهاية والذكرى
رحل علي الكسار في هدوء سنة 1957، وانتهت رحلة الراجل اللي علّم مصر يعني إيه كوميديا.
مفيش ضجة، مفيش احتفال، لكنه فضل في قلوب الناس.
لأن اللي بيضحكك من قلبك عمره ما بيتنسى.
📜 التركة الفنية
التركة اللي سابها علي الكسار مش مجرد شخصية أو مشهد.
ده تاريخ من البهجة وشهادة على إن الموهبة الحقيقية مش محتاجة شكل ولا لون، محتاجة صدق.

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً