🏺 سيدنا إبراهيم عليه السلام وعلاقته بالملك خوفو في مصر القديمة
✍️ بقلم: د. محمد راشد
🏛️ تمهيد
يزعم بعض المؤرخين والأثريين أن تراث مصر القديمة من النقوش والنصوص يخلو من أي إشارة إلى الرسل والأنبياء الذين عاشوا على أرضها.
لكن هذا الزعم لا يستند إلى دليل قوي، بل على العكس — النصوص المصرية القديمة تُظهر إشارات غير مباشرة إلى وجود هؤلاء الرسل، خاصة في فترات مختلفة من تاريخ مصر.
وقد دوّن بعض كتّاب الأدب المصري القديم، منذ عصر الدولة الحديثة، نصوصًا ترتبط بأحداث تتقاطع مع قصص الأنبياء إبراهيم، يوسف، وموسى عليهم السلام وغيرهم.
🌍 أولاً: زيارة سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مصر
يشكك بعض المؤرخين في زيارة أو هجرة إبراهيم عليه السلام إلى مصر، لأن القصة وردت في التوراة التي طرأ عليها التحريف، لكن الأحاديث النبوية الصحيحة أكدت هذه الزيارة.
📜 حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال رسول الله ﷺ:
"لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام إلا ثلاث كذبات، اثنتين في ذات الله في قوله (إني سقيم) وقوله (بل فعله كبيرهم هذا)، وواحدة في شأن سارة..."
— الحديث الشريف
وفيه يروي النبي ﷺ كيف قدم إبراهيم مصر ومعه سارة، وكانت جميلةً، فقال لها إن الحاكم الجبار قد يأخذها، فطلب منها أن تقول إنها أخته حتى لا يُؤذى.
🤝 العلاقة بين مصر والأنبياء
جاء في حديث صحيح آخر رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
"ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحمًا."
وفي رواية:
"نسبًا وصهرًا."
وقد فُسّر الحديث بأن أم إسماعيل عليه السلام كانت من مصر، مما يجعل لمصر صلة نسب وصهر بالأنبياء الكرام.
📜 معجزة إحياء الموتى في نصوص مصر القديمة
من أبرز النصوص المصرية القديمة التي تُذكّر بمعجزات سيدنا إبراهيم عليه السلام ما ورد في بردية وستكار التي تعود إلى عصر الدولة الحديثة، لكنها تروي أحداثًا من عصر الملك خوفو (الأسرة الرابعة) — صاحب الهرم الأكبر بالجيزة.
وتحكي البردية أن الملك خوفو استدعى ساحرًا عجوزًا يُدعى "جدي"، وسأله:
"أصحيح أنك تستطيع أن تعيد رأسًا قُطِع إلى الجسد؟"
فأجاب الساحر: "نعم أيها الملك، ولكن ليس على إنسان، بل على طائر."
فأمر الملك بإحضار إوزة، فقطع الساحر رأسها ووضع الجسد في طرف والرأس في طرف آخر، ثم تلا تعويذة سحرية، فاقترب الجزآن من بعضهما حتى عادت الإوزة حية وصارت تصيح!
ثم كرر الفعل نفسه على بطة أمام الملك، فحدث الشيء ذاته.
🌤️ التشابه مع قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم
هذا النص المصري القديم يُشبه إلى حد كبير ما ورد في القرآن الكريم عن معجزة إحياء الموتى التي سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف تتم، فقال تعالى:
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
(سورة البقرة – الآية 260)
ويُرجّح بعض الباحثين أن الكاتب المصري القديم أراد إيصال الفكرة الروحية عن البعث والنشور، لكنه لم يصرّح بأسماء الأنبياء صراحة خوفًا من غضب الكهنة أو العقاب السياسي في ذلك الزمن.
🕊️ تشير النصوص المصرية القديمة، وبخاصة بردية وستكار، إلى وعي ديني وروحي عميق لدى المصريين القدماء، يعكس إيمانًا بالحياة بعد الموت وبالقدرة الإلهية على الإحياء — وهي ذات المعاني التي وردت في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم.
هذا الترابط بين النصين الديني والتاريخي يُظهر جذور التوحيد والإيمان في حضارة مصر القديمة.
🔗 روابط مهمة مقترحة
* إعداد فريق موقع الشمس اليوم
🔗 روابط مهمة مقترحة
* إعداد فريق موقع الشمس اليوم
مصادر المقال "كتب مقدسة ، كتب الحديث، المراجع المعربة ، صحيح البخاري الاجزاء1-4 - الالوسي روح المعاني في تفسير القران الكريم - ابن كثير ، تفسير القران العظيم تحقيق محمد ناصر الدين الالباني


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً