قصة أطياف حنين – رحلة بين ذكريات الطفولة وحنين القلب

 

رواية : أطياف حنين


📝 رواية : أطياف حنين

قصة قصيرة

✍️ بقلم : روستيكا محمد

🏛️الفصل الأول: بين الماضي والحاضر

جلست أرين في زاوية هادئة من مكتبة الكُلية، تتأمل أرفُف الكُتب بصمت، بّينما كان ضّجيج الحياةِ يتلاشى من حولها. كان المكان هادئًا، لا يُسمع فيه سوى صوت تقليب الصفحات الخفيف وهمسات الطلبة الغارقين في دراستهم. أمسكت بقلمها، وبدأت تخط بهدوء على دفتر ملاحظاتها، لكنها لم تكن تكتب... بل كانت غارقة في أفكارها .

كان هناك شيء ما في هذه اللحظة، في هذا الهدوء، جعل عقلها يشرد بعيدًا، يعبر الزمن، يخترق الجدران إلى الماضي، إلى حيث بدأت الحكاية

🎬فلاش باك – سنوات الطفولة

تسللت آشعة الشمس عبر النافذة، تلقي بريقها الذهبي على الأرضية الخشبية. استيقظت أرين بعيون نصف مغمضة، تتحسس طريقها نحو المطبخ حيث تفوح رائحة الفطور الدافئ. جلست تتناول طعامها على عجل، بالكاد تلتقط أنفاسها، إذ كان هناك ما هو أكثر أهمية ينتظرها " اللعب " . ما إن أنهت طعامها حتى اندفعت نحو الخارج، حيث كان أبناء عمومتها بانتظارها. كانت أرين الحفيدة الكبرى في العائلة، وكانت تعشق هذه التجمعات العائلية التي تمنحها شعورًا بالدفء والانتماء. كعادتها، هرعت أولًا إلى جدها، الذي ما إن رآها حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة حانية، ومدّ يده ليمنحها قطعة من الحلوى، فشكرته بفرحة وانطلقت مسرعة نحو بقية الأطفال .

بدأ اللعب .. كانت لعبة الغميضة المفضلة لديها، كانت تختبئ مع ابنة عمها، بينما يحاول الآخرون العثور عليهما. تعالت الضحكات، وتداخلت الأصوات، والوقت انساب دون أن يشعروا. لم تكن هناك هموم، لم يكن هناك سوى السعادة الصافية ومع غروب الشمس، اجتمع الجميع حول جدتهم، التي جلست بجوار النار المتقدة، تحكي لهم عن أيام زمان. كانوا يصغون إليها بشغف، يضحكون مع ذكرياتها، ويشعرون وكأنهم يسافرون عبر الزمن إلى عالم بسيط مفعم بالحب والمشاركة. ومع مرور الوقت، بدأ الأعمام وزوجاتهم في الانضمام إلى الجد والجدة، وتعالت الضحكات، وانتشر الدفء في الأرجاء. كان الجميع مجتمعين، والسعادة تملأ الأجواء

لحظات الطفولة السعيدة


لكن فجأة، عادت أرين إلى الحاضر. نظرت حولها… كانت وحيدة. لم تعد العائلة كما كانت، فقد شق كل فرد طريقه، بعضهم سافر، وبعضهم تزوج، ولم تعد هناك تلك اللقاءات الدافئة كما في السابق. الزمن فرقهم، وأصبحت المسافات حاجزًا بين القلوب ، شعرت بمرارة تملأ قلبها. كم كانت تتمنى في طفولتها أن تكبر سريعًا، وها هي الآن تتمنى لو أن الزمن توقف هناك، حيث كان كل شيء بسيطًا ومليئًا بالحب.لكن الذكريات لم تنتهِ بعد . 

🎬فلاش باك آخر – ليلة لا تُنسى

كانت أرين تجلس مع شقيقها في بيت عمها، إذ كانت والدتها في المستشفى تستعد للولادة. لم يشعرا بالوحدة أبدًا، فقد كان أبناء عمومتهم معهم، والمرح لا يتوقف. قضوا اليوم بأكمله في اللعب والضحك حتى حلّ الليل. وحينما بدأوا يركضون ويلعبون بصخب، قرر عمهم أن يوقف هذه الفوضى، فحاول الإمساك بهم. لكنهم كانوا أسرع منه! ركضوا إلى غرفة النوم وأغلقوا الباب خلفهم، ثم انفجروا ضحكًا على نجاح خطتهم الصغيرة في التملص منه . 

استمر اللعب داخل الغرفة، ولم تتوقف الضحكات أو المزاح. كانوا يعلمون أن هذه اللحظات لا تتكرر كثيرًا، ولهذا استمتعوا بها إلى أقصى حد، وكأنهم يحاولون تخزينها في ذاكرتهم للأبد ، لكن الزمن لم ينتظره .

موقع الشمس اليوم

اللعب

🎬العودة إلى الحاضر

رفعت أرين رأسها عن دفتر ملاحظاتها، وتنهدت بعمق، شاعرةً بثقل الذكريات. كم تغيرت الحياة؟ وكم تغيرت هي؟ لم يعد الماضي سوى شريط ذكريات يمر في ذهنها، لكنها أدركت الآن قيمته الحقيقية

ابتسمت بخفة، ربما تفرقت العائلة، وربما لم تعد الأمور كما كانت، لكن الذكريات ستظل دائمًا حية… محفورة في قلبها، لا يمكن للزمن أن يمحوها .

العودة إلى الماضي – لحظات الفقد

🎬العودة إلى الماضي – لحظات الفقد

جلست أرين في زاوية الغرفة، تنظر إلى والدتها التي لم تتوقف عن البكاء منذ عودتها من المستشفى. لم تكن تدرك تمامًا معنى الموت آنذاك، لكنها كانت تعلم أن أمرًا جللًا قد حدث. كان الجو مشحونًا بالحزن، والبيت يعج بالمعزين، لكن أكثر ما آلَمها كان رؤية والدتها بهذا الانكسار..اقترب منها شقيقها وجلس بجوارها بصمت، تبادلا نظرات حزينة دون أن ينطق أي منهما بكلمة. كانا صغيرين جدًا ليفهما هذا الكم من الألم، لكن الحزن كان جليًا في عيون الجميع .

همس شقيقها بصوت خافت :

"أرين… أهو لن يعود أبدًا؟"

نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالحيرة، ثم هزت رأسها ببطء :

"أمي تقول إنه ذهب إلى الله… لكنني لا أفهم لماذا أخذه منا "

لم يُجب شقيقها، بل أشاح بوجهه نحو والدتهما التي كانت جالسة على الأرض، تحتضن قطعة من ملابس الرضيع وتبكي بحرقة .

في تلك اللحظة، تحرك والدهما بهدوء، وخرج من الغرفة دون أن يلاحظه أحد، لكن أرين لاحظته. دفعها فضولها إلى تتبعه بخطوات مترددة، حتى وصلت إلى باب غرفته. كان الباب مواربًا، ومن خلال الفتحة الصغيرة، رأت مشهدًا لم تنسه قط .. كان يجلس على السرير، يدفن وجهه في كفيه، ويبكي بصمت

تجمدت أرين في مكانها، واتسعت عيناها دهشة. لم ترَ والدها يبكي من قبل، لطالما كان قويًا، سندًا للعائلة، الرجل الذي لا ينكسر أبدًا… لكنه الآن كان منهارًا

تقدمت خطوة إلى الأمام دون وعي، لكن صوت جدتها ناداها فجأة، فتراجعت بسرعة .

"أرين، تعالي إليّ، صغيرتي"

استدارت نحو جدتها التي كانت تمسح دموعها بصمت، فاتجهت نحوها وجلست بجانبها. احتضنتها الجدة بحنان، ومسحت على رأسها قائلة :

"الموت حق يا ابنتي… لكن الألم الذي نشعر به هو نصيبنا، ليس من السهل على أم أن تفقد ابنها، ولا على أب أن يرى حياته تنهار أمام عينيه"

نظرت أرين إلى جدتها بعينين دامعتين، وسألتها بصوت متردد :

"أكان سيكون معنا؟ أكان سيكون أخي الصغير؟"

موقع الشمس اليوم

أومأت جدتها بحزن :

"نعم يا حبيبتي، وكان سيملأ البيت فرحًا… لكن الله له حكمته في كل شيء."

في تلك الليلة، جلست أرين وشقيقها بجوار والدتهما، التي لم تكف عن البكاء. أمسكت أرين بيدها الصغيرة، ومسحت بها دموع والدتها بحنان، ثم همست بصوت طفولي بريء :

"أمي… هو الآن في الجنة، أليس كذلك؟"

نظرت إليها والدتها بعينين دامعتين، ثم هزت رأسها بخفة، واحتضنتها بقوة .

"نعم يا حبيبتي… في الجنة"

لكن رغم كلماتها، ظل الحزن يملأ المكان، ولم تستطع أرين نسيان هذه الليلة أبدًا

حزينة على مرض ماما

🏛️الفصل الثاني: صدى الذكريات

عاد صوت المكتبة من جديد إلى أذن أرين، وكأن الزمن أعادها فجأة إلى الحاضر. رفعت رأسها ببطء، تنهدت، وأغلقت دفتر ملاحظاتها. أمامها جلست صديقتها مريم، تتحدث بحماس كعادتها، تلوح بيديها في الهواء وهي تروي ذكرياتها عن طفولتها :

"بجد أيام ابتدائي كانت أحلى أيام حياتي! كنا دايمًا مع بعض، لا في مشاكل ولا ضغوط، حتى المدرسين كانوا بيحبونا، كانوا بيشوفونا أطفال أبرياء، مش زي دلوقتي، العيال بقت مستفزة بطريقة غريبة!"

ضحكت أرين بخفة وقالت :

"إنتِ لسه فاكرة كل حاجة كأنها حصلت امبارح"

"طبعًا! مش قادرة أنسى أصحابنا، ولا المدرسة، ولا حتى حصص الألعاب اللي كنا بنهرب فيها من الفصل ونستخبى عند شجرة الحديقة!"

ابتسمت أرين، لكن عقلها بدأ يسحبها مرة أخرى إلى الماضي، إلى أيام ابتدائي، حيث كانت طفلة مليئة بالحيوية، لا تحمل همًا للحياة، وكانت مدرستها هي عالمها الصغير الذي تشعر فيه بالأمان والسعادة .

🎬فلاش باك – أيام الابتدائي

كانت أرين تدخل بوابة المدرسة وهي تمسك يد صديقتها المقربة، تضحك وتثرثر بلا توقف. المدرسون كانوا يعرفونهم جيدًا، يحفظون أسماءهم، وكانوا يعاملونهم بحب .

في الفصل، كانت هناك قواعد واضحة: احترام المعلم واجب، والصداقة كانت حقيقية، لا مكان للخذلان أو الغدر. عندما كان أحدهم يخطئ، لم يكن يجد من يشجعه على التمرد، بل يجد من يوجهه بلطف .

وفي أحد الأيام، دخلت المعلمة إلى الفصل، تحمل في يدها دفتر العلامات، ونظرت إلى الأطفال بحب قائلة : أنا فخورة بيكم كلكم، حتى اللي لسه بيتعلم، كل واحد فيكم عنده حاجة مميزة !"

ضحكت أرين مع صديقاتها، كان الجميع يشعر بأن المدرسة هي بيتهم الثاني، حيث يجدون التشجيع والدعم، لا السخرية والتحقير .

موقع الشمس اليوم

أنا وصديقتي في المدرسة

🎬العودة إلى الحاضر – عالم مختلف

توقفت أرين عن التفكير عندما سمعت صوت مريم وهي تقول بانزعاج :

"بس بجد يا أرين، العيال دلوقتي بقت غريبة! أنا لما بشوف أولاد ابتدائي دلوقتي مش بصدق إن إحنا كنا في سنهم كده!"

سألتها أرين: " إزاي يعني؟"

تنهدت مريم وقالت :

"النهاردة شفت ولد في ابتدائي ماسك سيجارة إلكترونية، ولما المدرس مسكها منه، الولد رد عليه بطريقة قلة أدب! إحنا زمان لو المدرس رفع صوته علينا، كنا بنترعب، دلوقتي الأطفال بتقل أدبها عادي وكأنهم عايشين في الشارع ! "

شعرت أرين بصدمة، لم يكن هذا هو العالم الذي نشأت فيه. كيف تغير كل شيء بهذه السرعة؟ كيف فقد الأطفال براءتهم بهذا الشكل؟

همست لنفسها :

"زمان كانوا بيشوفونا أطفال أبرياء… دلوقتي الأطفال شايفين نفسهم أكبر من سنهم، بيفتكروا التمرد قوة، وعدم الاحترام حرية ."

لكن قبل أن تكمل حديثها مع نفسها، وقع أمامها مشهد جعلها تدرك الفرق الحقيقي بين جيلها وجيل اليوم

حدث فارق بين أطفال الماضي وأطفال اليوم

في طرف المكتبة، كان هناك طفل صغير، لا يتجاوز العشر سنوات، يجلس على طاولة ومعه كتاب. كان يبدو غارقًا في القراءة، لكن فجأة، اقترب منه مجموعة من الأطفال في نفس عمره، وبدأوا يضحكون عليه.

"إيه ده! إنت لسه بتقرا كتب؟ مش عارف إن محدش بيعمل كده دلوقتي؟" قال أحدهم بسخرية

رد الطفل ببراءة :

"أنا بحب القراءة "

لكن بدلاً من احترام شغفه، استمروا في السخرية منه، حتى أخذ أحدهم الكتاب وألقاه بعيدًا، وسط ضحكاتهم العالية. وقف الطفل مذهولًا، بينما نظر حوله بحثًا عن شخص ينصفه، لكن الجميع كان منشغلًا أو متجاهلًا لما يحدث .

كانت أرين تراقب المشهد، وقلبها ينقبض. لو كان هذا الموقف قد حدث في زمن طفولتها، لكان أحد المعلمين قد تدخل ليعلمهم الأدب، أو ربما كان زملاؤه سيدافعون عنه، لكن الآن؟ أصبح التنمر جزءًا من الحياة اليومية، وأصبح الاحترام ضعفًا يُسخر منه .

تنهدت بعمق، ثم نظرت إلى مريم قائلة بحزن :

"عارفة إيه الفرق بين جيلنا وجيلهم؟ إحنا كنا بنحب بعض بجد، كنا أطفال بريئين، وكان الكبار بيشوفونا كده… لكن دلوقتي، الأطفال بقت بتتصرف كأنها أكبر من سنها، واللي مختلف بيتحارب بدل ما يتشجع"

أومأت مريم برأسها موافقة، ثم قالت :

"بس أرين… إحنا نقدر نغير حاجة؟ ولا خلاص، الدنيا بقت كده؟"

لم تجد أرين إجابة مباشرة، لكنها علمت أن الزمن يتغير، لكن ربما، فقط ربما، يمكنها أن تترك بصمتها في هذا العالم، أن تُعيد ولو قليلًا من ذلك الدفء والبراءة التي افتقدتها في هذا الجيل الجديد

جلست أرين صامتة للحظات، بينما استمرت مريم في الحديث. لم تكن تستمع تمامًا، فقد عادت بذاكرتها إلى الوراء، إلى ذلك الزمن الذي كان كل شيء فيه بسيطًا ونقيًا . 

🎬فلاش باك – أيام المدرسة وحوش الذكريات

ايام الطفولة

كانوا يجلسون في حوش المدرسة، مجموعة من الأصدقاء يحيطون ببعضهم، أصوات ضحكاتهم تتعالى مع كل لعبة يلعبونها. كانت الشمس مشرقة، والهواء محمل برائحة الطفولة البريئة .

قال أحمد، وهو يقلب كتابه المدرسي بين يديه :

"إحنا لازم نحفظ الجزء ده كويس، الأستاذ قال عليه مهم جدًا !"

ضحكت نور وقالت بمزاح :

" وإنت إمتى مش بتذاكر يا أحمد؟ إحنا هنا عشان نلعب ! "

تدخلت أرين وهي تبتسم :

"بس هو عنده حق، إحنا بنذاكر وبنلعب، ده أحلى حاجة في مدرستنا، إننا مش بس بنحفظ دروس، إحنا بنفهمها"

نظر إليها الجميع وأومأوا برؤوسهم موافقين. كان التعليم حينها يحمل رسالة، لم يكن مجرد كتب وحصص، بل كان طريقًا يضيء لهم المستقبل . وبينما كانوا يتحدثون، جاء أستاذ التربية الإسلامية، جلس معهم تحت الشجرة، وابتسم قائلًا :

"تحبوا أقول لكم حاجة عن النبي ﷺ ؟ "

تهلل وجه الجميع، وردوا بحماس :

"طبعًا يا أستاذ!"

ابتسم المعلم وقال :

"زمان، كان الصحابة بيحبوا النبي ﷺ حب كبير جدًا، وكانوا بيحرصوا على اتباع كلامه وأخلاقه، كانوا عارفين إن الأخلاق هي اللي بتميز الإنسان عن غيره، مش اللبس، ولا الشكل، ولا حتى المال. إنتو شايفين إيه أكتر حاجة ممكن تخلينا نكون زيهم؟"

تبادل الطلاب النظرات، ثم رفع عمر يده وقال :

"نكون محترمين مع بعض، ونساعد بعض"

 قال المعلم : ممتاز ،  ثم نظر إليهم بابتسامة دافئة ، لكن في حاجة كمان… العلم. النبي ﷺ قال: ‘طلب العلم فريضة على كل مسلم.’ لأن العلم هو اللي بيخلينا نفهم دنيتنا، ونقدر نساعد غيرنا" أومأ الجميع بحماس، وشعرت أرين بالفخر بأنها تنتمي لهذا المكان، لهذه الذكريات، لهذه الأيام التي كانت مليئة بالمعرفة والمحبة

🎬العودة إلى الحاضر – حزن الفراق


مريم حزينة

أفاقت أرين من شرودها على صوت مريم وهي تقول بحزن :

عارفة يا أرين… أنا وحيدة جدًا اليومين دول. كلنا تفرقنا، كل واحد راح في طريق، ومبقيناش حتى بنتكلم زي الأول

شعرت أرين بغصة في قلبها، فقد كانت تشعر بنفس الشعور، لكنها لم تكن تجرؤ على قوله

قالت بصوت خافت :

"أنا كمان حاسة بكده، زمان كنا مع بعض في كل حاجة، كنا بنضحك، بنذاكر، بنحلم… والنهاردة؟ كل واحد فينا بقى لوحده، والحياة خدتنا من بعض"

أغمضت عينيها للحظة، تتذكر الأيام التي كانوا يجتمعون فيها، يتبادلون الكتب، يناقشون الدروس، يحفظون القرآن معًا، يضحكون بلا سبب، يحلمون بمستقبل مشرق… لم يخطر ببالهم يومًا أنهم سيفترقون

نظرت إليها مريم بحزن وقالت :

"تفتكري لو اجتمعنا تاني… هنبقى زي الأول؟"

أطياف حنين-بين الماضي والحاضر

ابتسمت أرين ابتسامة حزينة وقالت :

"مش عارفة يا مريم، بس اللي متأكدة منه… إن الذكريات عمرها ما بتموت"

ساد الصمت بينهما، لكنه لم يكن صمتًا عاديًا… كان مليئًا بالحكايات، بالاشتياق، بالندم على الأيام التي لم يقدروها كما يجب .


تمت ...

موقع الشمس اليوم

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم