يهود مصر -عائلة سموحه اليهودية المصرية وأكبر دليل على تشويه و طمس وسرقة التاريخ -Jews of Egypt

عائلة سموحه اليهودية المصرية


يهود مصر-عائلة سموحه اليهودية المصرية وأكبر دليل على تشويه و طمس وسرقة التاريخ

من أكبر مُفاجآت حياتي معرفتي أن واحد من اليهود المصريين قد أنشأ مدينة جديدة كاملة مثل مُدن السادس من أكتوبر و الشروق وهى مدينة سموحه فى الاسكندرية وهى الحى الذى وقعت فى عشقة منذ مايقرب من أربعين سنة هو و مدينة كينج مريوط ، و لكن من هو هذا المصري اليهودي المحب لبلدة و ماهى قصتة أنه " جوزيف سموحة "

جوزيف سموحة

🎭 حياته ونشأته

وُلدّ "جوزيف سموحة " في بغداد بالعراق في الأول من يناير عام م1878، وتوفي في 22 سبتمبر 1961م في باريس، وما بين التاريخين سّجل الرجل اسمه في تاريخ مصر من خلال أحد احياء مدينة الإسكندرية.

انتقل جُوزيف في عمرالرابعة عشر مع عائلته إلى مدينة مانشستر البريطانية سنه 1892م ، حيث حصل على تعليمه وبدأ مهنة مُزدهرة في مجال تجارة الأقمشة ، ولكن في عمر السادسة والثلاثين ومع اندلاع الحَرب العالمية الأولى أغلق عمله وعرض نفسه للخدمة العامة .. وما أغراه وأبعده عن عمله في الحكومة وأعاده إلى القطاع الخاص كان حلماً " رؤية " لم يحققه في بلده الأم ولا في بريطانيا العظمى ،لكنه استطاع تحقيقه في مصر.

وفي عام 1923م ، أثناء زيارته لمصر بالنيابة عن الحكومة البريطانية، وّجد نفسه يَركب القطار من القاهرة إلى الإسكندرية، على طول مُستنقعات يملؤها البعوض كانت تلوث بحيرات دلتا النيل، ولاحظ أن المستنقعات تمنع التوسع في الإسكندرية والذي سيكون ضرورياً لاستيعاب اقتصادها المزدهر والنمو الديموغرافي الطبيعي .

عرض الأمر مع أصدقائه والمسؤولين السكندريين الذين رحبوا باهتمامه بمشكلة المستنقعات وعرضوا عليه ملكية 700 فدانٍ من الأراضي الملوثة المعروفة بأسم "بحيرة الحضرة او ملاحة " مجاناً "  لكنّ "جوزيف " أصر على دفع سعر تجاري للمنطقة .. كان من الممكن أن يستغل الظروف ويقوم بشراء الأرض لفترة ثم يقوم بتجويفها وبيعها ومن ثم يستولي على الأمول ويهرب إلى مسقط رأسه ، لكنه لم يقم بهذا الفعل الذي فعلوه بعض رجال الأعمال المصريين أصحاب البلد والوطن مراراً وتكراراً!

قام " جوزيف سموحة " بانشاء الحي الذي سيحمل اسمه حتى اليوم، وانتقل مع زوجته وأطفاله الثمانية إلى مدينة الإسكندرية القديمة للبدء بتنفيذ مشروع حياته . وفي ذلك الوقت كان سبعة في المائة من سكان الإسكندرية " 24 ألف شخص " كانوا يهوداً (بلغ عدد السكان اليهود في مصر حينها 80 ألف نسمة) وكانت الجالية اليهودية السكندرية بارزة في كل مجال تقريباً من مجالات النشاط الإنساني ـ كان اليهود من بين الأطباء والمحامين الأكثر شهرة، وأسهموا بشكل مُنتظم في المناقشة العامة، وعملوا في قطاع التعليم وعلموا عشرات الآلاف من الطلاب المصريين، ومن بين كبار المصرفيين والممولين، على سبيل المثال كانت "عائلة منشه " التي وصلت مصر أيضاً من العراق في العام 1795م واستثمر أفراد العائلة في التنمية البشرية للإسكندرية من خلال إنشاء مدارس للأطفال الفقراء.

جوزيف سموحة  مؤسس مدينة سموحة وزوجته

تسمية المدينة

أقترح "سموحة" على الملك فؤاد تسمية الحي باسم "فؤاد سيتي" لكن جلالة الملك رفض ذلك و أصّر على تسميته باسم صاحبة اليهودي جوزيف سموحة " أو " مدينة سموحة " إلا أنّ "جوزيف سموحة" لم يتصور أبدًا مشروعه لبناء المدينة على أنه موجه لأي عرق أو طائفة معينة، بل على العكس، تصوره توسعا عضويا للإسكندرية الجامعة للأجناس التي من شأنها أن تجسد أفضل التقاليد في المدينة من التنوع والتعايش. ودعا سموحة المهندسين المعماريين في مصر وعبر القارة الأوروبية للتنافس على الحصول على ميزة المساعدة في تصميم المنطقة الجديدة، وتضمنت الخطة كافة معالم المدينة - مناطق سكنية ومدارس ومستشفيات ومنطقة صناعية ومركز شرطة ومكتب بريد ، فضلاً عن الكنيسة للمسيحيين والمعبد لليهود والمسجد للمسلمين .

وكان جوهر هذا المشروع تحويل الإسكندرية إلى ما يطابق مفهوم " الجاردن سيتي " التي بدأت تظهر في بريطانيا العظمى، حيث يتم بناء نظام بيئي حضري كامل في وقت واحد على قطعة منفصلة من الأرض ولقد أصر "جوزيف" على إنشاء الشوارع المخططة الفسيحة والمساحات العامة المفتوحة و الحدائق وملعبين للجولف والسباق وكذلك أنشأ ناديا رياضيا بنفس الاسم الذى مازال يحمل اسم "سموحة" إلى الآن .

وأصبحت هذه المدينة حياً سكنيًا راقياً، و تدريجيًا سَكنها العَديد من الشخصيات المرموقة ومنهم أفراد كثيرين من العائلات الملكية الأوروبية السابقة بمَن فيهم ملك إيطاليا السابق " فيكتور إيمانويل " الذي كان في المنفى وعاش ومات هناك النهاية الحزينة " جزاء سنمار"

مدينة سموحة بالاسكندرية

🕹️وداع سموحة 

رأى جوزيف سموحة إسكندريته العزيزة للمرة الأخيرة عام 1957م، وهو العام الذي أطاح فيه  المُلهم بالأرمن واليونانيين ومجموعة فرعية من النُخب القبطية المصرية من الإسكندرية و معهم كل شيء جميل وحضاري فى مصر.عندما قدم المواطن السويسري ريتشارد سموحة مؤخراً جواز سفره إلى رجل أمن من أصل مصري في مطار في أمستردام، سأله الضابط: هل تعلم أن شهرتك مأخوذة من اسم مكانٍ في مصر؟

إلا أن جواب الرجل فاجأ الضابط لأنه قال له: في الواقع تمت تسمية المكان في مصر على أسم جدي

🌟 تقول " جان نجار " 

حفيدته كان جدي رجلاً مٌتدينًا وطنياً مٌحبًا للخير و لوطنه مصر و قد تزوج هو و جدتي في مانشستر بإنجلترا و مع بداية الحرب العالمية الأولى وفدا إلى مصر و في مصر وقع فى هواها وأحبها حتى النخاع و اكبر دليل على ذلك أن المدينة التى انشئها و حملت اسمة كانت لكل الأديان و لكل سكان مصر و كان من الممكن أن يستغل خونة من أعاد احياء هذه القطعة من الأراضي و انتزعها من المستنقعات أن يحولها اخى يهودي خاص باليهود أو باليهود والأجانب .

جان نجار

⚖️و أضافت  “جان نجار” 

أنه بعد أزمة السويس أجبرت الحكومة المصرية عائلة سموحة على مغادرة مصر شأنها شأن كل العائلات اليهودية في ذلك الوقت الذين أجبروا على ترك وطنهم و حياتهم و منازلهم و تجارتهم و أصدقائهم إلى الأبد ، و تقول الحفيدة أيضا : و حيث أن اليهودية بالنسبة لنا كانت مجرد ديانة و ليست توجه سياسي لم نفكر بالهجرة إلى إسرائيل و كنا نفضل الاتجاه ناحية أمريكا و أوروبا .

و تعيش " جان نجار" حاليا بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية مع أبنائها و احفادها و دائما ما تحن إلى الإسكندرية أرض الذكريات و الوطن الأم .

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم