📚لص يوم السبت One Day After Saturday
✍️غابريال ماركيز
القصة الحائزة على جوائز أدبية من إتحاد الفنانين الكولموبيين
" أوغو" لص يسرق نهاية كُل أسبوع فقط .. تسلل ليلة السبت إلى أحد المنازل ، فضبطته " آنا " ثلاثينية جميلة ودائمة السهر، متلبسا بجريمته .. بعد أن هددها بالمُسدس سلمته حُليها وأشيائها الثمينة متوسلة إليه أن لا يقترب من طفلتها "باولي" ذات الثلاث أعوام ، ومع ذلك فقد لمحته الصبية التي أسرتها بعض حيله السحرية ، فكر أوغو لماذا علي أن أرحل باكراً ما دام الوضع جيد هنا ؟
فبإمكانه البقاء طيلة نهاية الأسبوع والأستمتاع كليا بالأجواء.. إذ أن الزوج لن يعود من سفره إلا مساء الأحد .. يعلم بالأمر بعد أن تجسس عليهم ..لم يفكر اللص طويلا ، أرتدى ملابس رب البيت وطلب من " آنا " أن تطبخ له وتجلب النبيذ من القبو وتضع شريط الموسيقى أثناء تناولهم العشاء فبالنسبة له لا حياة دون موسيقى
كانت " آنا " منشغلة البال بطفلتها "باولي" بينما كانت تحضر وجبة العشاء خطرت لها فكرة للتّخلص من هذا الشّخص لكن ليس بأستطاعتها فعل الكثير فأوغو كان قد قطع أسلاك الهاتف والمنزل منعزل وكان الوقت ليلا ولا أحد سيأتي .
فقررت " آنا " أن تضع قرصاً منوماً في قدح " أوغو" أثناء تناول العشاء اكتشف اللص الذي كان يعمل باقي أيام الأسبوع كـ حارس لأحد البنوك أن " آنا " هي مقدمة برنامج الموسيقى الشعبية الذي يستمع إليه كل ليلة وبدون انقطاع ، فهو من المعجبين بها ، بينما كانا ينصتان إلى العملاق " بيني " يغني أغنية " Como fue " تحدثا عن شؤون الموسيقى والموسيقيّين ، ندمت " آنا" على تنويمه بما أنه يتصرف بهدوء وليس في نيته أذيتها أو التهجم عليها .. لكن فات الأوان فالمنوم في القدح واللص قد تجرعه كاملا وهو في قمة السّعادة ، ومع ذلك وقع خطأ ما ، فمن شرب من القدح التي بها المنوم كانت هي وعلى أثرها استسلمت للنوم بسرعة .
في اليوم الموالي استيقظت " آنا " وهي بكامل ملابسها وعليها لحاف يدثرها بشكل جيد في غرفتها ، كان أوغو و باولي في الحديقة يلعبان بعد أن أتم تحضيرالإفطار ، أندهشت " آنا " من منظرهما وهما في قمة الإنسجام كما بهرتها طريقة هذا اللص في الطبخ .. كان جذابا بما يكفي فبدأت " آنا " تحس بسعادة غير عاديه
في تلك اللحظات قدمت احدى صديقاتها تدعوها لتناول الغذاء معا ، فتوتر " أوغو " لكن " آنا " رفضت الدعوة متعللة بمرض الأبنة فودعت صديقتها على الفور.. هكذا بقي الثلاثة في المنزل مجتمعون للأستمتاع بعطلة يوم الأحد
كان أوغو يترنم مطلقا صفيرا وهو يفوم بإصلاح النوافذ وأسلاك الهاتف التي عطلها في الليلة الماضية، أنتبهت " آنا " إلى أنه يتقن رقصة الدانثون ،أنها رقصتها المفضلة ، لكنها لم تستطع ممارستها مع أي شخص فاقترح عليها أن يرقصا معا هذه الرقصة .. فالتحما وبدؤا في الرقص إلى أن حل المساء .. كانت " باولي " تراقبهما وتصفق إلى أن نامت في آخر المطاف بعد أن نال التعب من الراقصين استلقيا على إحدى الأرائك في مدخل المنزل.
في تلك الأثناء لم يجدا ما يقولانه وقد نسيا أن وقت قدوم الزوج قد حان، فأعاد لها أوغو المسروقات رغم اصرارها على عدم استردادها وأعطاها بعض النصائح حتى لا يتمكن اللصوص من التسلل إلى منزلها .. ودع المرأة وابنتها وهو حزين بائس
بينما كانت " آنا " تنظر إليه وهو يبتعد رويداً رويداً فنادته بأعلى صوتها قبل أن يختفي عن بصيرتها:
-أوغو
عاد إليها سريعاً وأخبرته أن زوجها سيعاود السفر مُجدداً نهاية الأسبوع القادم .. فعاد ادراجه سعيدا وهو يتراقص في شوارع الحي .. بينما بدأ الظلام يرخي سدوله .
تمت..
📚
ملاحظة
تم جلب نص السيناريو بواسطة مشهد 12 على أنه برخصة المشاع الابداعي أو
أن المؤلف موافق على نشره وأنه في حالة الاعتراض على النشر بواسطتنا الرجاء
التواصل معنا
إعداد فريق موقع الشمس اليوم


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً