حكاية أسوأ فيلم قدّمه فؤاد المهندس… الحكاية الكاملة لفيلم «نحن الرجال طيبون»

أفيش فيلم نحن الرجال طيبون - فؤاد المهندس


🎬الحكاية الكاملة لفيلم «نحن الرجال طيبون»

كتب : بهاء حجازي

يُعتبر فؤاد المهندس واحداً من أهم رموز الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح العربي، لكن رغم تاريخه الكبير، كان له فيلم واحد كلما تذكره كان يمسك رأسه ويقول: «إيه اللي أنا عملته في نفسي ده!».
الفيلم هو «نحن الرجال طيبون»… الحكاية التي أصبحت نادرة وغريبة في مسيرة «الأستاذ».

بداية الأزمة… مخرج “دارس في أمريكا”!

القصة بدأت حين جاء شاب اسمه إبراهيم لطفي إلى فؤاد المهندس، وقدم نفسه على أنه دارس إخراج في أمريكا ويحمل شهادات عديدة.
فؤاد انبهر بالشهادات وقال له:
«والله يا واد… جاتلك العالمية!»

أعطاه إبراهيم قصة الفيلم ليقرأها… المهندس لم يفهم شيئاً، فظن أن هذا هو العمق والعبقرية، وأن الفيلم الجيد «لازم يتفهم بصعوبة».
وافق فوراً واصطحب معه مجموعة من كبار النجوم:
شويكار، سيد زيان، السيد راضي، إبراهيم خان، وفادية عكاشة.

التصوير… والانهيار

بدأ التصوير، لكن في أول أيام العمل لم يفهم فؤاد شيئاً من الأحداث.
في منتصف الفيلم لم يتحمل أكثر… انفجر في المخرج قائلاً:
«اقطع دراعي… انت لا دارس هنا ولا في أمريكا… انت بتتعلّم فيّا!»

ورفض تكملة الفيلم، وذهب بنفسه إلى مؤسسة السينما متوسلاً:
«أبوس إيديكم… مشّوْه أو شيلوني… اعملوا أي حاجة!»

لكن المؤسسة سألته عن المتبقي من التصوير، ولما عرفوا أنه ليس كثيراً طلبوا منه أن يكمل حتى لا يخسر المنتج.
وقالوا جملتهم الشهيرة:
«وهو فيلم يفوت ولا حد يموت.»

عرض يوم واحد… ثم الاختفاء

أُكمل التصوير بالفعل، ونزل الفيلم إلى السينمات.
لكن الجمهور لم يفهم منه شيئاً، فتم رفعه بعد يوم واحد فقط، في واقعة تُعد من أغرب ما حدث لفيلم بطولة فؤاد المهندس.

قصة الفيلم نفسها… جيدة على الورق

الحكاية الأساسية كانت لطيفة:
شويكار مخرجة عائدة من التلفزيون العربي لتصوير أعمال في مصر، وفؤاد المهندس فنان يرسمها، ويدّعي أنه أعمى حتى تستعطفه وتساعده.
فكرة يمكن أن تصنع كوميديا ممتعة… لكنها لم تنجح على الشاشة إطلاقاً.

الغريب… من هو إبراهيم لطفي؟

الأغرب من قصة الفيلم، هو أن نفس هذا المخرج كتب وأخرج أحد أجمل الأفلام الكوميدية:
فيلم «لصوص لكن ظرفاء» بطولة أحمد مظهر وعادل إمام.
الفيلم الذي انتشر بعده فتح الشقق فوق محلات الذهب والحفر بالأزميل!

ولم يقدم بعدهما إلا هذين الفيلمين… ثم اختفى تماماً.
لا أحد يعرف إلى اليوم:
أين ذهب؟
هل غادر مصر؟
هل اعتزل الفن؟
هل لا يزال على قيد الحياة؟
لا أحد يعرف شيئاً.

ختاماً… عالم السينما مليء بالغرائب

قصة فيلم «نحن الرجال طيبون» تظل واحدة من أغرب الحكايات في تاريخ السينما المصرية… فيلمٌ بطولة نجم كبير، قصته ضاعت بين طموح مخرج مجهول وصبر فنان لم يكن يتوقع النهاية.

غريبة السينما دي… فعلاً غريبة.

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم