💥 بمناسبة ترميمه ومرور 57 عاماً على عرضه ..
تعرف على | «الرجل الذي فقد ظله».. الرواية والفيلم
القاهرة ـ الشمس اليوم »
يعرض غداً ضمن برنامج الكلاسيكيات المصرية المُرممة في مهرجان القاهرة السينمائي الـ 46، (الساعة السادسة، في سينما الهناجر بالأوبرا)، فيلم «الرجل الذي فقد ظله».. وفيما يلي نستعرض الرواية والعمل السينمائي المأخوذ عنها.
الرواية كتبها الروائي المصري فتحي غانم، معتمداً على تقنية رواية متعددة الأصوات، وتمت ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، وتتكون من أربعة أجزاء وحكايات عن انتهازي واحد، كل جزء يرويه أحد شخصيات الرواية، وهم «مبروكة الخادمة، سامية الفنانة الشابة، ناجى رئيس التحرير، ويوسف الصحفي الشاب»، الذي تدور أحداث الرواية عنه، ويدعى يوسف السويفي، الذي باع روحه ومبادئه ليرتفع ويصعد ويرتقى على حساب أصدقائه القدامى بعد أن غدر بهم، ضارباً بالقيم والمبادئ عرض الحائط، لتلامس القصة رؤية فتحي غانم عن شخصيات متسلقة سادت الفترة التي سبقت الثورة.
جاءت أحداث الرواية في غاية القوة والجرأة في الزمن الذي نُشرت فيه، ووسط الظروف التي كانت سائدة في مصر حينها «سنة 1962»، والذي لا يقل أهمية عن ذلك، أن فتحي غانم استخدم شكلاً فنياً جديداً لتقديم حكايته، عبر وجهات نظر متتابعة لعدد من شخصيات تتناقض فيما بينها من ناحية الموقف والتفسير، وبالتالي فإن ما لدينا هنا حكاية تكاد تكون بسيطة وخطّية، إذ تروى خارج الإطار الحكائي الذي اختاره لها الكاتب.
تتناول أحداث الرواية، حكاية صعود صحفي كبير، إذ يقال دائماً إن هذه الشخصية الروائية تخفي وراءها أحد أقطاب الصحافة في مصر خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات، وهذا الصعود ينطلق في الرواية من الحضيض إلى القمة، بدءاً من بدايات سنوات الأربعين.. هذا الصحفي يدعى (يوسف)، شاب في أول عمره، ابن لأستاذ بائس الحال في مدرسة متواضعة، لكن يحدث للشاب أن يدخل، من خلال تدريس أبيه لأحد أبناء عائلة ثرية ذات سلطة ونفوذ، إلى قصر وحياة تلك العائلة ليقع في هوى ابنة العائلة الحسناء، بعد أن ارتبط بصداقة مع ابن العائلة مماثله في العمر، ولأن الطبقية تفرق تماماً بين يوسف والفتاة، لم تكتمل القصة الغرامية.
يوسف لا يفلح في تحقيق ما تصبو إليه نفسه، لكن الأمور والأنباء السيئة لن تقف عند هذا الحد، ففي مقابل فشل حكاية غرامه، يتزوج أبيه المعدم من «مبروكة»، الخادمة الصبية التي كانت تعمل لدى تلك العائلة الثرية، والأدهى من هذا أن مبروكة تنجب ابناً للأب العجوز، رغم تقدمه في السن، ليكون أخاً ليوسف، ويكون أيضاً «عاره» الذي يحاول دائماً أن يتجنبه ولا يعترف به.
كان يوسف قد ترك بيت أبيه غاضباً محتجاً على الزواج في وقت كان نجمه بدأ يلمع في عالم الصحافة، الذي قيّض له أن يختاره لحياته المقبلة، ومن خلال بيئته الصحفية التي يشعر بأنها تعوّض ما فاته من حياة البؤس، يلتقي يوسف سامية الحسناء التي تحاول أن تشق طريقها في عالم الفن والشهرة، كما يلتقي أيضاً محمد ناجي، الصحفي اللامع الذي يعتبر من رجال السلطة الرابعة الكبار، وإن كان نفوذه يمتد إلى درجات السلطات الثلاث الأخرى، ليرتبط يوسف بهذين الشخصين ليكونا سلّمه نحو الصعود أكثر وأكثر.
ولكن كل هذا سوف ينتهي ذات يوم، حين تتبدل الأمور ويفقد يوسف مكانته ويسقط من فوق القمة التي وصل إليها بانتهازيته وتحطيمه للآخرين وإنكاره ماضيه وتخليه عمن ساعدوه. يدفع يوسف غالياً ثمن صعوده المدوي، سقوطاً مدوياً.
فبعد موت والده، نتفاجأ بأن يوسف يطرد مبروكة وابنها، لتبدأ في التعرف على طريق النضال، حين تنضم إلى مجموعة من شباب المقاومة، الذين يلجؤون إلى طبع وتوزيع منشورات ضد الفساد والظلم، آملة ألا يكون هناك ضحايا جدد مثلها، إلا أن يوسف يقوم بالإبلاغ عن زملائه.
الكاتب فتحي غانم، بلغته الشيقة وأسلوبه الذكي وقسوة تعبيره ورصده الواقع، يروي حكايته في أربع قصص، تدور حول «يوسف»، لتحمل كل مرة اسم الراوي: «مبروكة»، «سامية»، «محمد ناجي»، ثم «يوسف» نفسه.
رواية «الرجل الذي فقد ظله»، تحولت إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم عام 1968، بطولة ماجدة (مبروكة)، كمال الشناوي (يوسف)، صلاح ذو الفقار (شوقي)، علي جوهر (محمد ناجي)، سهير فخري (سعاد)، يوسف شعبان، محمود ياسين، ونيللي (بهية/ سامية)، سيناريو علي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ. ويُعد الفيلم من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ودارت أحداثه قبل ثورة يوليو 1952، حول شوقي المكافح وصديقه يوسف السيوفي الانتهازي، الذي يصعد في عالم الصحافة على أكتاف أستاذه محمد ناجي، متخلياً عن القيم الإنسانية. ومع زواج والد يوسف من خادمته «مبروكة» وإنجابها أخاً له، يستغل يوسف موت أبيه ويطردهما، لتنضم مبروكة إلى المناضلين من الشباب بعد أن استغاثت بشوقي، لتقع في حبه.

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً