تجذب أعمال الروائي العالمي ستيفن كينغ قرّاءً بالملايين في مختلف أنحاء العالم، ولم يكن هذا الانتشار الواسع بلا مقابل، إذ تدر عليه كتاباته وحدها عائدًا سنويًا يُقدَّر بملايين الدولارات.
في كتابه الشهير «عن الكتابة» لا يتحدث كينغ من برجٍ عاجي، بل يقدّم خلاصة تجربته الطويلة بصدقٍ قاسٍ أحيانًا، كاشفًا ما يعنيه حقًا أن يكون المرء كاتبًا جيدًا. فهو لا يجمّل الواقع، ويصرّح بوضوح: لا يمكن الادعاء بعدم وجود كتاب سيئين… فالحقيقة أن عددهم كبير.
والسؤال هنا: هل تريد أن تكون واحدًا منهم؟
في السطور التالية، نستعرض مجموعة من أفكار ستيفن كينغ وتوجيهاته الجوهرية التي تساعدك على فهم الكتابة بشكل أعمق، وتفتح أمامك الطريق لتطوير أسلوبك وصوتك الخاص ككاتب.
🌊 توقّع الشكوك والإخفاقات… واستمر رغم كل شيء
يرى ستيفن كينغ أن كتابة الرواية تشبه عبور محيط واسع في مساحة ضيقة؛ تجربة مرهقة ومليئة بالقلق والارتباك. الشك في الذات سيكون حاضرًا بقوة، ولن يأتي منك وحدك، بل من المحيطين بك أيضًا. فكل من يحاول الإبداع سيجد دائمًا من يقلّل من جهده أو يشكك في موهبته.
ومع ذلك، يشدد كينغ على أن التوقف عن الكتابة بسبب الصعوبة النفسية أو الذهنية خطأ شائع. فالعمل الإبداعي لا يسير دائمًا بسلاسة، لكن الاستسلام في اللحظات الصعبة يقطع الطريق قبل أن يتضح. وعندما تفشل، وهو أمر لا مفر منه، فإن أفضل رد فعل هو التمسك بالتفاؤل ومواصلة المحاولة دون الانشغال بإرضاء الآخرين.
📺 ابتعد عن التلفاز… واجعل القراءة ركيزة أساسية
ينصح كينغ كل من يبدأ رحلته في الكتابة بأن يضع التلفاز جانبًا، لأنه يرى فيه عنصرًا يشتّت الخيال ويضعف القدرة على الغوص في العوالم الداخلية. فالكاتب، في رأيه، يحتاج إلى مساحة ذهنية صافية تسمح للأفكار بالنمو والتشكل.
ولهذا تصبح القراءة عنصرًا لا غنى عنه. فالاطلاع المستمر على مختلف الأنواع الأدبية يوسّع الأفق ويصقل الحس اللغوي. يحرص كينغ على القراءة في كل وقت ممكن، مؤكدًا أن الإكثار من القراءة، بالتوازي مع الكتابة المتواصلة ومراجعة النصوص، هو الطريق الحقيقي لبناء أسلوب متماسك وصوت مميز.
🧠 لا تشغل بالك بإرضاء الجميع… واكتب بصدق
يرى ستيفن كينغ أن القلق من المجاملة أو الظهور بمظهر “المهذب” يجب ألا يكون ضمن اهتمامات الكاتب. فحين تختار أن تكتب بصدق كامل، عليك أن تتقبل أن صورتك في أعين الآخرين لن تبقى آمنة دائمًا. الصراحة في الكتابة غالبًا ما تضع صاحبها في مرمى الانتقاد وسوء الفهم.
مرّ كينغ نفسه بتجارب قاسية، إذ وُجّهت إليه اتهامات حادة بسبب ما كتب، وصلت أحيانًا إلى التشكيك في نواياه أو سلامته النفسية. ومع مرور الوقت، أدرك أن كل كاتب جاد لا بد أن يُتَّهم يومًا ما بقلة الموهبة أو إساءة الاختيار. وعند هذه النقطة، حسم موقفه: الاعتراضات موجودة، لكن الالتفات إليها ليس واجبًا.
الفكرة الجوهرية هنا بسيطة: من المستحيل أن ترضي جميع القرّاء في كل مرة. لذلك، ينصح كينغ بأن تكون الكتابة موجهة أولًا إلى نفسك، لا إلى توقعات الآخرين. اكتب لأن الكتابة تمنحك المعنى والبهجة، لا لأنها وسيلة للقبول الاجتماعي. فالكتابة التي تنبع من المتعة الصادقة هي وحدها القادرة على الاستمرار.
ويجد هذا الطرح صدىً لدى الكاتب كورت فونيجت، الذي يشدد على أهمية اختيار موضوع يهمك بصدق، وتشعر في داخلك أن الآخرين يجب أن يهتموا به أيضًا. فالشغف الحقيقي بالفكرة — لا الزخرفة اللغوية — هو ما يجعل النص مقنعًا ومؤثرًا.
⛏️ واجه أصعب ما في داخلك… فهناك تولد الكتابة الحقيقية
يؤكد كينغ أن أكثر الأفكار أهمية هي تلك التي يصعب التعبير عنها. فهي غالبًا مرتبطة بمشاعر معقدة أو مناطق نخجل من الاقتراب منها، لأن اللغة تبدو عاجزة عن احتوائها. ومع ذلك، فإن جوهر الكتابة يتشكل في تلك اللحظات الطويلة من التفكير والصراع الداخلي.
في نظره، الكتابة ليست مجرد نقل للأفكار، بل عملية تهذيب للتفكير نفسه. وعند التعامل مع الموضوعات الشائكة، لا يكفي المرور السطحي، بل يجب الغوص بعمق. يشبّه كينغ القصص بالآثار المدفونة؛ موجودة مسبقًا في طبقات الزمن، تنتظر من يكتشفها.
الكاتب، وفق هذا التصور، أشبه بعالم آثار: ينقّب، يصبر، ويزيل الغبار طبقة بعد أخرى، حتى تظهر القصة في شكلها الحقيقي. وكلما كان التنقيب أعمق، كانت النتيجة أكثر صدقًا وقوة.
🚪 اعزل نفسك أثناء الكتابة
يؤمن ستيفن كينغ بأن الكتابة فعل خاص لا يحتمل الضجيج. لكي تنغمس حقًا فيما تكتب، عليك أن تنفصل مؤقتًا عن العالم من حولك. اختر مكانًا هادئًا، أبعد الهاتف، أغلق النوافذ، وتخلّص من أي عنصر قد يسرق انتباهك.
ينصح كينغ بأن تتم كتابة المسودة الأولى في عزلة تامة، حيث لا وجود لأي عين أخرى غير عين الكاتب. فالنص في بداياته يكون هشًا، يحتاج إلى مساحة آمنة لينمو دون أحكام أو مقاطعات. بعد ذلك فقط، وعند المراجعة، يمكن فتح الباب للعالم الخارجي. الخصوصية هنا ليست رفاهية، بل شرط أساسي لولادة النص.
🎭 لا تتصنّع في لغتك
من أكثر الأخطاء التي يحذر منها كينغ الإفراط في تزيين اللغة. البحث عن الكلمات المعقدة والطويلة لمجرد إظهار البراعة اللغوية غالبًا ما يكون علامة على عدم الثقة، لا على القوة. اللغة المتكلفة تشبه، في رأيه، وضع أزياء مبالغ فيها على شيء بسيط؛ النتيجة محرجة للجميع.
الوضوح والبساطة لا يعنيان السطحية، بل الصدق. استخدم الكلمات التي تخدم الفكرة، لا تلك التي تحاول استعراضك. الرمزية بدورها يجب أن تأتي بشكل طبيعي، لتعميق المعنى لا لصناعة وهم العمق. كل ما زاد عن الحاجة يتحول من إضافة جمالية إلى عبء على النص.
✂️ احذر من الإطالة الزائدة
يكرر كينغ تحذيره من الإفراط في استخدام الظروف والتراكيب الثقيلة، معتبرًا أنها غالبًا ما تضعف الجملة بدل أن تقويها. فالجملة البسيطة والواضحة أكثر تأثيرًا من أخرى محمّلة بالزينة اللغوية، خاصة حين تأتي هذه الزينة بعد أفعال مباشرة لا تحتاج إلى تفسير.
الأمر ذاته ينطبق على الفقرات الطويلة. تدفق النص يجب أن يتماشى مع إيقاع القصة، لا أن يتحول إلى كتلة مرهقة للقارئ. شكل الفقرة، وطولها، وتوقيتها داخل السرد عناصر لا تقل أهمية عن مضمونها، لأنها تحدد سرعة القراءة وشعور القارئ بالاستمرار.
📐 لا تجعل القواعد هاجسك الأكبر
يرى كينغ أن الكتابة ليست تمرينًا في الدقة اللغوية بقدر ما هي فعل جذب وإغواء. اللغة لا تحتاج دائمًا إلى الرسمية الصارمة؛ الأهم أن يشعر القارئ بالترحيب، وأن ينساب مع القصة دون أن يتوقف عند القواعد أو التفاصيل التقنية.
الهدف الأساسي هو أن ينسى القارئ أنه يقرأ نصًا مكتوبًا، وأن ينغمس بالكامل في العالم الذي تقدمه له. إن خدمت القواعد هذا الهدف، فهي مرحب بها، وإن أعاقته، فلا بأس من تجاوزها بوعي.
🎨 أتقن الوصف دون إسراف
يشرح كينغ الوصف على أنه رحلة تبدأ في خيال الكاتب وتنتهي في خيال القارئ. ليست الفكرة في قول كل شيء، بل في اختيار ما يجب قوله فقط. على الكاتب أن يرى المشهد بوضوح في ذهنه أولًا، ثم ينقله إلى الصفحة بأبسط وأكثر الصور دقة.
الوصف الجيد يعتمد على الملاحظة الذكية واللغة الواضحة، لا على الإغراق في التفاصيل. عندما يملّ القارئ من نص ما، فغالبًا لأن الكاتب انشغل باستعراض قدرته على الوصف، ونسي أن الأولوية هي الحفاظ على حركة القصة واستمراريتها.
🧩 لا تُغرق النص بالمعلومات
يشدد كينغ على ضرورة التمييز بين استخدام المعرفة لخدمة القصة، وبين تحويل النص إلى محاضرة. المعلومات التي لا تدفع السرد إلى الأمام أو لا تعمّق الشخصيات، تصبح عبئًا مهما كانت دقيقة أو مثيرة للاهتمام.
حتى البحث، على أهميته، يجب أن يبقى في الخلفية. دوره أن يدعم العالم القصصي من دون أن يطغى عليه. القارئ لا يبحث عن استعراض معرفي، بل عن شخصيات حيّة وحكاية تشده للاستمرار حتى النهاية.
👥 احكِ عن البشر كما هم في الواقع
يرى ستيفن كينغ أن ضعف الكتابة لا يعود فقط إلى أخطاء لغوية أو ملاحظات سطحية، بل غالبًا ما ينبع من تجاهل حقيقة البشر كما يعيشونها يوميًا. فالشخصيات المثيرة للاهتمام ليست أحادية أو نمطية؛ الإنسان قد يجمع بين التناقضات، وقد يفعل الخير والشر في الوقت نفسه.
حين تكتب عن شخصياتك، لا تحصرها في قوالب جاهزة. امنحها عمقًا، وتعقيدًا، وتناقضًا، لأن القارئ ينجذب قبل كل شيء إلى الإنسان بكل أبعاده، لا إلى الفكرة المجردة.
🎢 غامر ولا تختبئ في المنطقة الآمنة
يشدد كينغ على أن الخوف هو العدو الأول للكتابة الجيدة. ومن أبرز علاماته الإفراط في استخدام الأساليب المراوغة التي تحاول إخفاء الفاعل أو تخفيف وقع الفعل. الكتابة الجريئة تبدأ حين يتوقف الكاتب عن الاحتماء، ويواجه نصه بشجاعة.
لا تخشَ التجربة. اكتب ما يخطر ببالك مهما بدا صادمًا أو عاديًا أو غريبًا. إن نجحت الفكرة، فقد ربحت، وإن فشلت، يمكنك التخلي عنها ببساطة. الركود الحقيقي هو في عدم المحاولة.
🚫 الإبداع لا يحتاج إلى مخدرات
يفنّد كينغ الأسطورة الشائعة التي تربط الإبداع بتعاطي المخدرات أو الكحول. في نظره، هذه الفكرة ليست سوى تبرير زائف لسلوك إدماني لا علاقة له بالكتابة الجيدة.
الكاتب لا يحتاج إلى مواد منشطة ليكون حساسًا أو مبدعًا. الوضوح الذهني، والانضباط، والصدق مع الذات، هي الأدوات الحقيقية التي تصنع نصًا قويًا وقادرًا على التأثير.
🎤 لا تسرق صوت غيرك
يحذر كينغ من محاولة تقليد أسلوب كاتب آخر بهدف الظهور بمظهر احترافي. فالتقليد لا ينتج إلا نسخة باهتة، لأن الأسلوب ليس مجرد كلمات أو حبكة، بل هو طريقة خاصة في رؤية العالم والتفاعل معه.
يمكنك التعلم من الآخرين، لكن صوتك الحقيقي لا يُستعار. لا أحد يستطيع أن يكتب بالطريقة التي تشعر بها أنت أو ترى بها الواقع، وهذه هي القيمة الحقيقية لما تكتبه.
🧠 الكتابة عملية نقل ذهني
يصف كينغ الكتابة على أنها شكل نقي من التخاطر؛ عملية يتم فيها نقل الأفكار والمشاعر من عقل الكاتب إلى عقل القارئ. الكلمات ليست الهدف بحد ذاتها، بل الوسيلة التي يتم عبرها هذا الانتقال.
المهمة الأساسية للكاتب هي أن يجعل القارئ يرى ما رآه، ويشعر بما شعر به، دون أن يحس بالجهد المبذول خلف النص. فالكتابة الناجحة هي تلك التي تصل بسلاسة وتترك أثرها.
🎯 تعامل مع الكتابة بجدية حقيقية
يمكنك الاقتراب من الكتابة بأي شعور: حماسة، قلق، أمل أو حتى يأس. المهم أن تتعامل معها باعتبارها فعلًا جادًا يستحق الالتزام. فالكتابة ليست لعبة عابرة، بل اختيار واعٍ.
إن لم تكن مستعدًا لمنحها هذا القدر من الجدية، فالأفضل أن تبحث عن طريق آخر. النصوص القوية تولد من إحساس حقيقي بالمخاطرة والانخراط الكامل.
🗓️ اكتب بانتظام مهما كانت الظروف
يؤمن كينغ بأن الاستمرارية هي العمود الفقري لأي مشروع كتابي. التوقف الطويل يضعف العلاقة بين الكاتب وشخصياته، ويجعل الحبكة تفقد تماسكها وإيقاعها.
حين تغيب الكتابة، تفقد الفكرة بريقها، ويتحول المشروع إلى عبء ثقيل. لذلك ينصح كينغ بالتركيز على التقدم خطوة بخطوة، كلمة بعد كلمة. فالاستمرارية، لا السرعة، هي ما يقود النص إلى نهايته.
⏱️ أنجز المسودة الأولى بسرعة معقولة
يؤمن ستيفن كينغ بأن المسودة الأولى لا يجب أن تتحول إلى مشروع بلا نهاية. الكتابة اليومية المنتظمة، بعدد ثابت من الصفحات، تساعد على الحفاظ على الزخم حتى تكتمل القصة في فترة زمنية محدودة. فكلما طال أمد الكتابة، زادت احتمالات أن يفقد النص روحه الأولى ويبدأ في الشعور بالغربة عن صاحبه.
في نظره، المسودة الأولى مهما كانت طويلة يجب أن تُكتب بطاقة متدفقة، لا بتردد مفرط. الإطالة الزائدة تمنح الشك فرصة للتسلل، بينما السرعة المعقولة تحفظ للقصة حرارتها وحيويتها.
🔭 ابتعد قليلًا بعد الانتهاء من الكتابة
بعد إغلاق الصفحة الأخيرة، ينصح كينغ بالتوقف التام لفترة، كنوع من الاستشفاء الذهني. هذا الابتعاد يمنح الكاتب عينًا جديدة قادرة على ملاحظة العيوب الواضحة في البناء والشخصيات، وهي عيوب قد لا تظهر أثناء الانغماس في الكتابة.
يشبّه كينغ هذه المرحلة بالانتقال من التركيز على التفاصيل الدقيقة إلى رؤية الصورة الكاملة. فخلال الكتابة يكون اهتمامك منصبًا على الجملة والمشهد، أما بعد التراجع خطوة إلى الخلف، يمكنك أن ترى العمل كله كوحدة واحدة، دون قسوة على الذات أو جلد غير مبرر. فالأخطاء جزء طبيعي من أي تجربة إبداعية.
✂️ تحلَّ بالشجاعة واحذف بلا تردد
المراجعة تضع الكاتب أمام اختبار صعب: التخلي عن مقاطع أحبّها وتعب في كتابتها. ومع ذلك، يشدد كينغ على أن التمسك الزائد بالنصوص الجميلة ظاهريًا قد يضر بالقصة ككل.
القوة الحقيقية في المراجعة تكمن في القدرة على الحذف. أي جزء لا يخدم السرد أو لا يضيف معنى جديدًا، مهما بدا متقنًا، يجب الاستغناء عنه. فالتكثيف والوضوح هما ما يدفعان القصة إلى الأمام، لا التراكم العاطفي للكلمات.
⚖️ عِش حياة متوازنة خارج الكتابة
يربط كينغ استمراره الإبداعي بوجود حياة مستقرة خارج الكتابة، سواء على المستوى الصحي أو الإنساني. الجسد السليم والعلاقات المتوازنة يمنحان الكاتب طاقة وقدرة على الاستمرار دون استنزاف.
الكتابة لا يجب أن تبتلع الحياة كلها. الانخراط مع الناس، زيارة الأماكن، عيش التجارب اليومية، كلها عناصر تغذي الخيال وتمنح النص صدقه. فالأدب لا يولد في العزلة التامة فقط، بل في التفاعل الحي مع العالم.
ستيفن كينغ (بالإنجليزية: Stephen King) كاتب وروائي أمريكي وُلد في 21 سبتمبر عام 1947، ويُعد واحدًا من أبرز الأسماء التي شكّلت ملامح أدب الرعب الحديث. اشتهر بأعماله الروائية التي تنتمي إلى هذا النوع الأدبي، والتي تركت تأثيرًا واسعًا على القرّاء وصنّاع السينما على حد سواء.
نال كينغ ميدالية مؤسسة الكتاب الوطنية تقديرًا لإسهاماته المميزة في الأدب الأمريكي، كما تجاوزت مبيعات كتبه مئات الملايين من النسخ حول العالم، ليصبح واحدًا من أكثر الكتّاب انتشارًا في العصر الحديث.


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً