بقلم : دوايت سوين
من ألطف الأشياء عن كتابة السيناريو للسينما أنها لا تكتفى بأن تدبر لك مصدرا للكسب، بل هي تهييء لك أيضا طريقة للحياة تسمح لك بأن تستغل كل إمكانياتك .
وبالإضافة إلى هذا ، يمكنها أن تسبب لك متعة هائلة إذا ما تفرغت لها .
والسؤال التالي : ما الذي تحتاجه لكي تصبح كاتب سيناريو للسينما؟
سبعة أشياء:
1 - ذلك النوع من الجلد الصلد لوحيد القرن وعزيمته الحديدية التي لا تقبل «لا» كإجابة لطلبها .
2- القدرة على أن يثير أى موضوع إهتمامك في ظرف عشرة دقائق ، وبدون أى إخطار سابق .
3- المرونة بالقدر الذي يمكنك من أن تتلقى أسوأ ضربة في أسنانك أو سكينا في ظهرك فيما يتعلق باعتزازك بنفسك، وتبدو مع ذلك مبتسما أنيسا .
4- ضمير من ذلك النوع الذى يملى عليك أن تتفانى لعمل أفضل ما يمكنك عمله من مهمة سيئة ، حتى ولو كانت كل ذرة فيك تغلى من الإستياء وخيبة الأمل .
5 - فهم لكيف تستفيد من موهبتك الإبداعية إلى أقصى حد .
6- قرار باختيار المجال الذي تحب أن تعمل فيه .
7-إلمام بمبادئ العمل الإجرائية والوسائل التقنية لكاتب السيناريو . هل يعنى هذا أنه إذا توفرت لك هذه الصفات سيكون النجاح حليفك تلقائيا ؟ مهلا ! يجب أن تعرف أنه كى تصبح كاتب سيناريو فهذا شأن، وكي تصبح كاتب سيناريو ناجحا فهذا شأن آخر مختلف .
وكما تعرف يوجد في هذه الحياة عنصر اسمه المنافسة، هناك أشياء معينة تلوح لك كما تتمناها، مثل الأجر المرتفع، والعمل الملائم، والإرضاء الذاتي . ويتبع هذا أن هناك عددا من الناس الذين يريدون الحصول على هذا أكثر من عدد الناس الذين يمكنهم الحصول عليه .
والنتيجة : البقاء للأصلح . وهذا حال غير سعيد للكثيرين، حيث أن حقيقة تعبير الأصلح» قد تعنى أى شئ من الموهبة الخالصة إلى أن يكون لك عم أو خال له في مسالك الأمور من الداخل. ولكن هذا هو حال الدنيا كما يقولون، والمقدرة على مواجهة هذا والتغلب عليه هي جزء من الصلابة والمرونة التي ركزنا عليها فى بندى ١، ٣ السابقين . ومن جهة أخرى، قد لا تحملك الفرص إلى أبعد من هذا، فيما يختص بكتابة السيناريو . أما ما يمكنك أن تحرزه من نجاح فى المدى الطويل فهذا يتوقف كثيراً على قدراتك الخاصة ككاتب .. قدراتك ، مضافا إليها النقاط السبع التي ذكرناها منذ قليل . فماذا . عن هذه النقاط ؟ لنفحص كلا منها على حدة.
1-ذلك النوع من الجلد الصلد لوحيد القرن وعزيمته الحديدية التي لا تقبل «لا» كإجابة لطلبها.
لو كان والدك نجماً سينمائيًا ، أو مخرجاً كبيراً ، أو مساهماً بمبلغ يتكون من 7 أعداد في شركة سينمائية أو شركة تشترى أفلاماً ، لكان من الممكن أن تلقى رغبتك في أن تصبح كاتب سيناريو قبولاً حارًا. سوف يرحب المندوبون بقراءة محاولاتك، وسوف يدردش معك المنتجون أثناء تناول بعض المشروبات، وقد يتمادى أحد المخرجين فيضمك تحت جناحه، بأن يتعاقد معك على القيام بمهمة بسيطة بحيث يتيح لك أن تشهد عن قرب عملیات صناعة الفيلم ومشاكله .
هل فهمتني ؟ إنهم لم يشتروا سيناريوهاتك بعد، ولم يتعاقدوا معك ككاتب سيناريو، إلا إذا كانت سيناريوهاتك المشار إليها على قدر عال من الجودة، وترقى لوحدها إلى مستوى المنافسة إن الإنتاج السينمائى عمل باهظ التكاليف ولا يمكن أن تسير أموره إلا على هذا المنوال، ولكنك تكون قد فتحت لنفسك ثغرة من نوع ما في الجدار العالي الذي يحيط بعالم السينما.
ولكن أغلبنا ، لحسن حظهم أو لسوء حظهم، لا يملكون مثل هذا التصريح بالدخول، وبالتالي فليس أمامنا خيار غير اقتحام هذه التحصينات بمفردنا .
صدقني هناك مهام أسهل من هذا، إلا أن السيناريوهات التي ترسل بالبريد تعاد إلى أصحابها دون أن يفتحها أحد .
وبالتالى عليك أن تغير الزاوية وتبدأ من جانب مختلف تماما ، قد يعنى هذا أن تصنع أفلاما بمفردك، من مقاس سوبر ۸مم أو ما إلى ذلك، على أمل أن يعترف شخص ما بموهبتك . أو أن تلتحق بدورة سينمائية في إحدى المدارس التي تدعو بعض المشتغلين بهذه الصناعة لكي يلقوا بعض المحاضرات أو أن تشق طريقك في خلق علاقات مع العاملين في أحد الأستوديوهات على أمل أن تلتقى إن أجلا أو عاجلا بشخص له حق شراء سيناريوهات، أو أن تقبل القيام بعمل أحد السعاة أو بالكتابة على الآلة الكاتبة أو بأعمال النظافة لكي تكون بعض العلاقات المماثلة .
وكنت أتمنى أن يكون في أحد هذه الاقتراحات الإجابة على سؤالك ، إلا أنها للأسف لا تحقق هذا إن كتابة السيناريو مجال شاق يصعب اقتحامه، وكما قال لي أخيرا أحد المسئولين في إتحاد الكتاب «ثلاثمائة من أعضائنا لديهم عمل أكثر مما يمكنهم ملاحقته.
بينما يقوم الـ . ۳۰۰۰ عضو الباقون بالعمل بعض الوقت فى محطات خدمة السيارات». ونصل من هذا إلى أنه لو تعلمت القواعد والمبادئ ، ولو ثابرت وأصررت، ولو توفرت لديك القدرة على الكتابة، عندئذ قد - وأكرر كلمة (قد) - تصل إلى نقطة البداية .
هل كلامي هذا لا يشجعك ؟ حسن، إذا كان كلامى لا يشجعك ويثنيك عن رغبتك ، فمن الأفضل لك ألا تبدأ. أما إذا كانت كتابة السيناريو السينمائي تسحرك بحيث لن يثنيك شئ عن المضى في طريقك، فتقدم وارتبط بهذا المجال.
٢- القدرة على أن يثير أى موضوع اهتمامك فى ظرف عشرة دقائق، وبدون أى إخطار سابق.
في أحد الأيام قال لي أحد أصدقائى، وهو يكون مع زوجته ثنائيا مؤتلفا بارزا في مجال الكتابة للسينما والتليفزيون : «أنا متأكد من أمر معين. إن الاهتمام، في مهنتنا هذه، بأن تؤدى المهمة بسرعة يفوق كثيرا الاهتمام بأن تؤديها بإتقان » . ثم أضاف: «لا يمكنك أن تتصور عدد المهام التي ضمناها لأنفسنا، لأننا كنا نغادر قاعة الاجتماعات لنختلي سويا في حجرة الاستقبال لمدة خمس دقائق نتبادل فيها الأفكار، ثم نعود إليهم بزاوية أو وجهة نظر جديدة».
إن خبرتي في مجال الأفلام التسجيلية تؤكد هذه الحقيقة بكل وضوح . لقد اكتشفت في مناسبات عديدة بمجرد دخولى قاعة الاجتماعات، إن شخصا ما قد دون اسمى مسبقا على أنني مستعد لأن أقدم سيناريو عن صيد طائر السمان ، أو عن معالجة آبار البترول بالأحماض ، أو عن ترويج لإحدى كليات البنات . وما هو أغرب، أن التليفون رن مرة في منزلى فلما أجبت وجدت أن المتحدث هو طبيب نفساني يطلب منى سيناريو لفيلم يعتمد على جزء مقتطف من نص طبي . وفى مرة أخرى وضع منتج أفلام روائية رسما تجريديا أمامى وكانت صدمة بالنسبة له عندما اختلف تصورى لما توحى به هذه الصورة لى عن تصوره هو .
المقصود؟عليك يا صديقى أن تكون متحفرًاً دائما وواقفا على أطراف أصابع قدميك، فليس هذا المجال للمفكرين السلبيين .
3- المرونة بالقدر الذى يمكنك من أن تتلقى أسوأ ضربة في أسنانك أو سكينا في ظهرك فيما يتعلق باعتزازك بنفسك، وتبدو مع ذلك مبتسما أنيسا.
نحن فى صباح يوم ما بعد أن قضيت أسبوعا قاسيا تعمل لكي تصل إلى زاوية أو وجهة نظر لها جاذبيتها لتعرضها على المنتج الجديد اللامع لفيلم من أفلام الخيال العلمي ، وهو يصغي إليك . .. وأنت تحاول أن تبيع أفكارك ... ثم يخبرك بأن «عملك الذي سبق ظهور كثير من أمثاله» ... أو أن خيوط أفكارك لا تثير اهتمامه، ثم يمارس حقه في إبعادك عن المهمة .
وقد يتهمك المستشار الفنى لفيلم عن العلاقات الصناعية بأنك متعصب عنصرى لعين» لأنك قد فرقت بين شخصيتين في السيناريو بأن وصفت الأول بأنه صربي والثاني بأنه إيطالي .
وقد تجد نجمة الفيلم الروائى أن مجرد وجودك أمر مناف للذوق وتطلب من المخرج أن يبعدك إلى خارج مكان التصوير. وتفصح لك بديلتها في طريقك للخروج بأن السبب الحقيقي وراء هذا التصرف هو أن نجمة الفيلم تعتقد أنك قد كتبت جمل حوار أفضل الممثلة الدور الثانوى عما كتبته لها في أحد المواقف التي قد لا تستغرق أكثر من نصف دقيقة ! نعم، أنت في حاجة إلى المرونة وسهولة التكيف .
4- ضمير من ذلك النوع الذى يملى عليك أن تتفانى لعمل أفضل ما يمكنك عمله من مهمة سيئة حتى ولو كانت كل ذرة فيك تغلى من الإستياء وخيبة الأمل
فيلم عن صيد الغزال ويشتبك رجل فى حوار معك مصرا على أن تضيف لقطة لسكين وهى تفتح بطن أنثى غزال تم صيدها خارج موسم الصيد ... وتوضح الأيدى وهى تخرج من داخل الحيوان الميت جنينا تتساقط منه الدماء . وتوضح للرجل أن هذه اللقطة سوف تجعل نصف المتفرجين يحسون بالغثيان، ولكن بلا جدوى.
فيلم عن التخلف العقلى لحساب إحدى الوكالات القومية، ويتخوف موظف بيروقراطي صغير مما قد يجره الموضوع من آثار ومشاكل فيما بعد، فيصر على استبعاد كل ما في الفيلم من جرأة في التفكير، خوفًا من الإساءة لإحدى المنظمات الصحية في الدولة .
فیلم روائى مخرجه ضعيف بشع . ويواصل بطل الفيلم الاعتراض على الخطوط الرئيسية للموضوع، وعندما تحتج أنت بقول الممثل : لم يطلب مني جورج كاوفمان ( كاتب سيناريو آخر) قط أن أستعيد جوانب دورى . إشمعنى انت؟»
عليك أن تتخذ قرارا في كل من هذه الحالات، وحيث أنك لست القائد المسئول فلا يمكنك أن تتحكم فى الموقف. فهل تتراجع من جانبك وتقول ليذهب الفيلم إلى الجحيم» ، أم تستمر فى طريق الجهد والعرق، محاولا أن تجعل الفيلم في أحسن ما يمكنك من حال ، داخل حدود هذا المأزق ؟ .
وإذا كان جوابك ليذهب الفيلم إلى الجحيم ، فالرجاء أن تترك هذه المهنة قبل أن تبدأ ، ففى مهنة كتابة السيناريو ما يكفيها من النماذج السيئة . وأنا لا أقصد أولئك الذين يطلبون استبعاد أسمائهم من قائمة الأسماء المذكورة فى بداية الفيلم في مثل هذه الحالات . وإنما أنا أعترض على الشخص الذى يستمر فى المهنة وقد توقف عن محاولة النضال
5- فهم لكيف تستنفيد من موهبتك الإبداعية إلى أقصى حد.
غنى عن الذكر أن نقول أن كاتب السيناريو يجب أن يكون مبدعا قبل أى شئ آخر . إن الإبداع من أهم أدواته، إن لم يكن أهمها جميعا ، التي يحملها معه في حقيبة هذه الحرفة . وبعض الناس بطبيعة الحال أكثر قدرة على الإبداع من غيرهم.
وإنها لحقيقة أيضا أن أكثرنا يمكنه أن يزيد من قدرته الإبداعية عما هو عليه الآن بلا حدود لو تعلمنا كيف نستفيد من قدراتنا إلى أقصى حد.
والشخص المبدع هو الشخص الذى أصبح في وضع يجعله يحس بردود أفعال متعددة تجاه حافز مثير واحد أى أنه تتوفر لديه ردود أفعال متنوعة تجاه كل ما يراه ويدركه . وهو في أغلب الأحوال لا يدرك أنه يفعل هذا ، لأن هذه الإستجابات أصبحت جزءا عاديا وتلقائيا من الشكل العام لسلوكه .
وعلى هذا فلنتخيل شمعدانا . إن غير المبدع منا سوف يراه على ما هو عليه لا أكثر ، أى مجرد نوع من الحامل الذي يتوسطه تجويف تثبت فيه شمعة .
أما الشخص المبدع فإنه ينظر إليه فيما وراء هذه الوظيفة الواضحة، بحيث يدرك الإمكانات الأخرى فى هذا الشمعدان، والتي تعتمد على حجمه وشكله ومادته ومكوناته وعلاقته بالحجرة وأثاثها، وما إلى ذلك . وإذا طلبت منه أن يدبر عشرة طرق لقتل شخص بشمعدان، فسوف يقدم لى إن عاجلا أو آجلا شيئا جديدا مبتكرا لأنه قد كون عادة تصور أكثر من احتمال في كل موقف . ويمكنك أيضا من خلال الممارسة أن تدرب نفسك على تطبيق نفس هذه القاعدة في كل مرحلة من مراحل كتابتك . فإذا بدت لك إحدى الشخصيات على أنها واضحة لا جديد فيها ، أكتب قائمة بخمسة طرق أو ستة يمكنك بها أن تزيد من سماته الفردية بفضل .
مشهد من فيلم الأب الروحي
أن تختار له أهدافًا فريدة في نوعها ، وخلفية ومواقف ومظهراً وسلوكيات وطريقة كلام وكل ما يخطر على بالك . أنظر إلى ما فعله تيرى سوذرن مع شخصية «كاندى» بأن عکس کل ردود أفعال الشخصية الأصلية البراءة الحلوة عما نتوقعه عادة . أو إعادة تكوين شخصية الرجل الحديدي بجعله رجلا في مرحلة النقاهة يجلس على مقعد متحرك ... وتصوير بوزو للمافيا على أنها جمعية خيرية في فيلم «الأب الروحي» وفيلم الراكب السهل وما يضمه من متعاطى المخدرات الـسـعـداء وهم يركبون موتوسيكلاتهم عبر البلاد إلى مصيرهم المحتوم. هل يبدو أحد مشاهد الحوار مملا وكئيبا؟ فكر فى جمل حوار أخرى .. عشرات منها ! دع السيدة العجوز تحمل موس حلاقة (من النوع القديم الذى يشبه السكين المطوى) فى حقيبة يدها الصغيرة . دع زوجة الواعظ تغط في نومها وهى تستمع لزوجها في الكنيسة. وما رأيك فى الوحش الآدمي الذي يغمى عليه عندما يرى دما ؟ السابحة الفاتنة التي تخشى الماء ؟ الطاغية الذي لا يمكنه أن يقرأ ؟ لا تؤاخذني ، فمن الأفضل أن تنسى هذه الأخيرة : لأن سمرست موم بني إحدى قصصه القصيرة النموذجية حول هذه الفكرة .
وبالمثل قد يكون الموقف الرئيسى فى فيلمك مملا أو كئيبا أو مثيرا للغضب أو صعب الفهم). إن ذوقك الخاص وحكمك الشخصى هو العنصر الفاصل . وإذا كان كل ما تعرفه کسؤال رئيسى هو " ماذا عن حفل سوزی شينكلفريتز ؟» فقد تخرج من هذا بعدة أجوبة تتراوح من حضر الحفل سبعة من أصدقائها المقربين » إلى «يمكن لأى حفل أن ينقلب إلى كارثة مادامت سوزى هي التي أعدت التورتة !
ولتذكر أنه تلزمك خبرة وممارسة معينة لكى تغير من النماذج المعتادة . انتقل إلى مرحلة التفكير الخلاق قبل أن تستجد ضرورة ماسة لتطبيقه . ولتنفيذ هذا، إبحث عن الوجوه في تشكيلات السحب . قارن بين الناس والحيوانات من حيث السلوك أو المظهر . دبر إجابات مفرطة في الخيال لأسئلة الأفكار الرئيسية، حتى ولو لم تكن لديك الشجاعة لكى تنطق بها. أترك مشاهدة أى فيلم بعد ثلثي مدة عرضه . وأقترح خمسة نهايات محتملة من بنات أفكارك ، ثم عد إلى العرض التالى للفيلم نفسه لترى إذا كان كاتب السيناريو الأصلي قد حل الموقف بنفس براعتك . واحتفظ بلياقة الأشياء ومناسبتها في ذهنك أيا كان الأمر، أي أن تتأكد من أن شخصياتك - سواء كانت أشخاصا أو منتجات أو مبادئ - تحافظ على شخصيتها طوال الوقت . لا تخرج بفيلمك عن انتظامه بإحداث صدمة لمجرد الرغبة في إحداث صدمة . سوف يكون لديك متسع من المجال الذى تتحرك خلاله إذا ما تعلمت كيف تدبر العديد من المعالجات الجديدة لكل حالة فى هذه الدنيا، وذلك بتدوين قوائم بهذه المعالجات .
6- قرار باختيار المجال الذى تحب أن تعمل فيه.
لقد اتسع مجال الانتاج السينمائى فى أيامنا هذه إلى حد يصعب تصديقه ، وكل جزء من هذا المجال يحتاج إلى كاتبى سيناريو أكفاء . وعليك أنت أن تقرر أى طريق تريد أن تسلكه . وهناك أفلام الفن وأفلام الأعمال والأفلام التعليمية والأفلام الترفيهية والأفلام التجريبية والأفلام العلمية وأفلام الشرائح التوضيحية والأفلام السياحية ومزيد من الأنواع الأخرى. وكل منطقة منها لها قوتها وضعفها، ومزاياها وفرصها ومتاعبها التي تسبب الصداع .
وعليك أن تبحث عن الصفات المميزة لكل منها ما تشترطه من مطالب وما تمنحه من فائدة . ويلزمنا هنا ألا نكتفى بمجرد محاولة عشوائية لفحص هذا الموضوع، فإنه يستحق منا كل أنواع الدراسة .
وأهم شئ فيما يخصك ألا تقع ضحية للأحكام المتعجلة والقرارات المتهورة ، ولتعلم أن هوليوود ما هى إلا مجرد قمة الكتلة الجبارة لصناعة السينما في العالم . وهناك أنواع كثيرة من كتابة السيناريو قد تكون أكثر ملاءمة لطبيعتك ومزاجك.
7-إلمام بمبادئ العمل الإجرائية والوسائل التقنية لكاتب السيناريو
تنقسم الأفلام إلى قسمين رئيسيين أيا كان نوعها : الأفلام التسجيلية المخصصة أصلا للإعلام والأفلام الروائية التي تهدف أساسا إلى الترفيه . وإن كان هناك تداخل كبير بين هذين المجالين الرئيسيين، إلا أن الفروق بينهما واضحة جلية مما يستوجب أن يستقل كل منهما بمعالجة منفصلة.
ومادام الأمر كذلك فقد قسمت هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية :
القسم الأول يختص بكيفية كتابة السيناريو للأفلام التسجيلية .
القسم الثانى يتناول كتابة السيناريو للأفلام الروائية . القسم الثالث مخصص لما آمل أن يكون اقتراحات عملية لكيف تستمر وتنجح ككاتب سيناريو ، خاصة أثناء تلك الفترة الحرجة التى تحاول فيها أن تشق طريقك .
وأقترح عليك أن تبدأ دراستك بتغطية الكتاب جميعه، حتى تحصل على فكرة عن محتويات كل فصل وأرجو ألا تستهين بالفصول الخاصة بالأفلام التسجيلية إذا كان اهتمامك الأصلى هو بالأفلام الروائية أو العكس . وإلا فاتتك أشياء أنت في حاجة إلى معرفتها . وليكن في ذهنك أيضا أن لدى، مثل أى كاتب ،آخر مفهومى الخاص لكيف أعرض مادة موضوع هذا الكتاب . وعليه فالطريقة التقليدية لكتابة السيناريو تبدو وكأن كل السيناريوهات تتبع نموذجا ثابتا منظما للتطوير التخطيط الأولى ثم المعالجة ثم السيناريو ثم السيناريو التنفيذى . وإن كنت أتفق مع هذا بصفة عامة، إلا إنني أرى أن هناك قدرا كافيا من المرونة والإنسياب، مما يجعلنى أتناول الموضوع بهذه الطريقة في الصفحات التالية . ويكفى هذا القدر من التمهيد .. ولنبدأ الآن في طريقنا ، لنفحص كيف يتم تنظيم الأفلام التسجيلية خطوة تلو أخرى .
مراجع-كتابة السيناريو للسينما -داويت سوين -ص15-ص16-ص17-ص18-ص19-ص20-ص21


0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً