هل يشفي القرآن الجسد أم الروح؟ قراءة علمية في مفهوم العلاج بالقرآن

تاريخ العلاج بالقرآن

🕌 تاريخ العلاج بالقرآن

✍️ بقلم: محمد شبل


📘 مقدمة

يُعد موضوع العلاج بالقرآن من أكثر القضايا الدينية والفكرية إثارة للجدل، لما يحمله من دلالات عميقة تتعلق بفهم النص القرآني بين الحقيقة والخرافة.
فقد أدى سوء فهم بعض الناس لكتاب الله إلى انتشار التفسيرات الغيبية والخرافية للظواهر الطبيعية والإنسانية على مر العصور.


🌍 التفسير الخرافي للظواهر الطبيعية

من أبرز الأمثلة على التفكير الخرافي في الماضي:

  • كان البعض يعتقد أن الزلزال يحدث لأن “الثور الذي يحمل الأرض على قرنه” يُبدّل موقعها من اليمين إلى الشمال.

  • وكانوا يفسرون خسوف القمر بأنه بسبب الملائكة التي تمسك بالقمر، فيقوم الناس بدق الطبول والإنشاد حتى “تتركه”!

تلك المعتقدات الغريبة تكشف كيف كان الإنسان القديم يبحث عن تفسير لكل ما يعجز عن فهمه بالعقل أو العلم.


🧠 الفهم المغلوط لمسألة “المسّ الشيطاني”

انتقلت الخرافة أيضًا إلى تفسير الصرع والاضطرابات النفسية، فاعتقد البعض أن المريض “مسّه شيطان” أو “ركبه عفريت”!

🔹 واستدلوا بقول الله تعالى:

“الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس” (البقرة 275)

لكن الفهم الصحيح للآية يتضح عند مقارنة النصوص القرآنية بعضها ببعض، حيث ورد في قوله تعالى:

“إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” (الأعراف 201)

👉 والمعنى هنا أن المسّ هو الوسوسة فقط، فالشيطان لا يملك من الإنسان إلا الإغراء والتزيين، كما قال عز وجل:

“وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي...” (إبراهيم 22)


📖 تفسير الآيات المتعلقة بالشفاء

استند أصحاب فكرة “العلاج بالقرآن” إلى آيات الشفاء، ولكن الفهم الصحيح لها يوضح أن المقصود هو شفاء القلوب والصدور من الضلال، وليس شفاء الأجساد.

🔹 من هذه الآيات:

  1. “قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور” (يونس 57)

  2. “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” (الإسراء 82)

  3. “قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء” (فصلت 44)

أما الآية الوحيدة التي تتحدث عن شفاء الأجساد فهي قوله تعالى:

“يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس” (النحل 69)

📌 والمقصود هنا عسل النحل الذي ثبت علميًا أنه يحتوي على خصائص علاجية عظيمة.


🪄 السحر في القرآن الكريم

تناولت بعض الآيات موضوع السحر، لكن يجب فهمها في إطارها التاريخي والديني الصحيح.
فالسحر كان ظاهرة محدودة في عصر النبي سليمان عليه السلام فقط، كما جاء في قوله تعالى:

“واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان...” (البقرة 102)

أي أن السحر كمعجزة قد انتهى بانتهاء زمن النبوة، ولا سلطان له بعد ذلك.

أما قوله تعالى:

“ما جئتم به السحر إن الله سيبطله” (يونس 81)

فهو إشارة إلى سحر العيون والخداع البصري، كما أوضح سبحانه في قوله:

“سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم” (الأعراف 116)


✝️ المعجزات والنبوّات

مثلما اختص الله نبيه عيسى عليه السلام بمعجزة إحياء الموتى، كانت تلك آية موقوتة بزمنه فقط، وانتهت بوفاته.
لذلك فإن الادعاء بقدرة بعض الأشخاص اليوم على “إحياء الموتى” أو “إخراج الجن” إنما هو وهم وخرافة لا أصل له في الدين ولا في العقل.


💡 خلاصة القول

إن العلاج الحقيقي بالقرآن هو علاج للنفس والعقل والروح بالإيمان والذكر والتدبر، وليس طرد الجن أو “النفث على الجسد”.
فالقرآن الكريم كتاب هداية وتشريع وإصلاح، وليس كتاب تعاويذ أو وصفات سحرية.


🟢 إعداد فريق موقع الشمس اليوم

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم