الفستان الأخضر- قصة قصيرة

 

قصص قصيرة


الفستان الأخضر - قصة قصيرة 

بقلم : منى عبداللطيف 

كانت تمشي في عجلة من أمرها..مرتديا ذالك الفستان الذي طالما اعجب الجميع بلونه الأخضر الزاهي وملاصقته لتفاصيل جسدها الممشوق ..ويبرز منه هذان النهدين النافرين كأنهما قطبين مختلفين لمغناطيس،ويتحدد وسطها بدقه متناهية كأنه رسم بريشة فنان ويغطي ركبتيها ويظهر ساقيها  ويبرز جمالهما وذالك الحذاء ذو الكعب المرتفع كأنها تمشي على سلم موسيقي ..شاهدها من بعيد واعتدل في جلسته على ذالك المقهى القديم لكي يكون في مواجهتها ويراها جيداً تمشي مسرعة ولكن في ثبات وثقة..لقد خطفت قلبه بخفة ظلها ولونها الخمري وعيونها السوداء الواسعة وشعرها القصير المرتب بعناية ..كانت تمشي بكل أنوثة وخفة ودلال وكلما اقتربت منه دق قلبه مسرعا إلى أن دخلت بيتها المتهالك..واعتدل في جلسته إنها ستفتح الآن شرفتها وتنظر إليه بابتسامتها الساحرة ..وبالفعل بدلت ثيابها وفتحت شرفتها وطلت عليه مبتسمة ثم دخلت على صوت أمها تناديها .. فمنذ طلاقها وهي تمكث مع أمها وتعمل لتساعد في المصاريف بجانب معاش والدها الذي تتقاضاه أمها ولا يكفي لشراء علاجها..كانت تعجبه ويريد أن يتزوجها ولكنها كانت ترفض دائما فهو فقير ولايستديم في عمل وهي تريد زوجا ثريا يعيلها هي وامها على الحياة الشاقة وينتشلهن من الفقر .

في احدى الليالي كان يسهر مع أصدقائه في منزل أحدهم والدخان الأزرق يملأ الغرفة وزجاجات البيرة في كل مكان وعندما توجه لبيته وجدها تمشي كعادتها بعد أن أنهت عملها في عيادة الطبيب..فاستوقفها ليتحدث معها .. لكنها وجدته ليس على طبيعته فتركته وهمت بالإنصراف لكنه جذبها من يدها واخرج مطوة من جيبه وقال لها " امشي معايا بهدوء وإلا حقتلك " خافت منه لأنه ليس في وعيه ومشت معه وهو يغرز المطواة في جنبها وحافتها تلامس جسدها وكلما شعرت بسن المطوه اسرعت معه ودار في خلدها أنه يريد أن يغتصبها .. ودخلت معه بيته وهو عبارة عن دور واحد فقط به شقة لا تصلح للأستخدام الآدمي ،وأغلق الباب وجذبها من يدها بقوة ورماها على مرتبة متهالكة في أحد الأركان ..وجلس ينهج بشدة وينظر اليها والمطواة في يده..لماذا ترفضيني ! أتريدين زوجا غنيا وأنا فقير !.. ألست انسانا له قلب .. فأنا أحبك ! وأنتي لاتشعرين بي .. بينما هي خائفة منه لاتنطق بكلمة .. ورمى المطواة ولطمها على وجها عدة لطمات نمتتالية بكلتا يديه وهي تبكي وتخاف أن تقاومه فهو ضخم البنية ،فارع الطول، له عينان خضراوتين وشعر مائل للأصفر، أحضر حبلا ولاصقا وقيدها من يدها ولصق فمها لكي لاتصرخ وشعر بألم في معتدته فدخل الحمام ليتقيىئ ماشربه من كحول وغسل وجهه ودخل عليها لقد أفاق وذهل مما رآه .

ما الذي فعلته ؟!

وكيف أفعل هذا مع حبيبتي ؟!

جرى عليها يحلها من قيودها ويزيل اللاصق ويحتضنها بحب ويمسح بقايا الكحل الأسود الذي نزل على وجنتيها مع دموعها ، وبكى في أحضانها إني أحبك .. وفتح الباب وقال لها أرجعي لبيتك ..فقامت مسرعة تضربه وأخذ يبكي فاحتضنته ووعدته إن تقدم لها في الغد ستوافق عليه ورجعت إلى بيتها وعندما ذهب إليها ليطلب يديها من والدتها .. رفضته لفقره !

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم