📺 النصوص الكاملة والنصوص غير الكاملة
يُطلق على النص التليفزيوني أسم سيناريو scenario أو سكربت script كما هو متبع في السينما ، ويعرف السيناريو التليفزيوني بأنه مشروع البرنامج أو التمثيلية مكتوبا على الورق.فإذا كانت الرواية تكتب لكي تطبع في كتاب ،والمقالة تكتب لكي تنشر في جريدة أو مجلة، والمسرحية تكتب لكي تعرض على المسرح بواسطة ممثلين، فإن السيناريو يكتب لكي يترجم بواسطة الكاميرا إلى صور متحركة تعرض على الشاشة سواء في التليفزيون أو السينما .
والعنصر الأساسي للكتابة للتليفزيون مثل الكتابة للسينما هو الصورة ويليها الصوت،فيجب أن تكون الصورة هي المنطق الأساسي للتفكير عند الكتابة للتليفزيون لأن أساس الكتابة هنا هو المرئيات.فهي ليست كتابة مجموعة من الكلمات يلقيها ممثلون،أومذيع أو متخصص.بل يجب على الكاتب قبل أن يبدأ كتابته أن يفكر أولا في كيفية ظهور مايكتبه هذا على الشاشة
وليس معنى هذا أن ننكر أهمية الكلمة والحوار وعناصر الصوت عامة.فالصوت له أهميته القصوى أيضاً وهو من عناصر اللغة التليفزيونية واللغة السينمائية.بل إن الصوت في التليفزيون يكتسب أبعاد أخرى غير السينما.ولكننا عندما نفكر في الكتابة للتليفزيون أو السينما يجب أن نفكر أولا في اللقطات والمشاهد أكثر مما نفكر في الكلمات ،أو بمعنى آخر أن نضع في أعتبارنا أننا نكتب للكاميرا.وأن هناك كاميرا ستقوم بتصوير مانكتبه وهذا يقتضي أن نحدد دائماً الصور التي سننقل من خلالها مانريد نقله إلى المشاهد من كلام ومعانٍ ومضامين وبمعنى آخر أن تكون كتابتنا عبارة عن شرح صور وحركات نرى أنها تعبر في مجموعها وفي أشكالها عن المضمون الذي نعالجه،وليس شرحاً لمعانٍ مجردة،ولايستثني من ذالك حتى البرامج أو الفقرات التي تعتمد اعتماداً أساسيا على الأحاديث المباشرة التي لاتضمن شرحاً مع استخدام وسائل إيضاح .فينبغي بالنسبة لهذه البرامج ايضا الاهتمام بشرح الصورة التي سيظهر عليها المتحدث.وهل يظهر جالساً أو واقفاً...وهل يجلس على مقعد أو خلف ستارة...إلخ...وذالك لأن الخلفية لابد وأن تكون مناسبة للحديث الديني أو ديكوراً على شكل معمل بالنسبة للأحاديث العلمية وهكذا ..والأمر هنا متروك لتصور الكاتب بطبيعة الحال.. وإن كان لابد وأن يوليه الأهمية اللازمة عند كتابة النص .
وقد جرت العادة أن يكتب السيناريو في شكل عمودين ..فتقسم الصفحة إلى قسمين أو عمودين على النحو التالي :
🎞️القسم الأول أو العمود الأول
يقع على يمين الصفحة ويشمل ثلث المساحة فقط ويخصص للصورة او المرئيات ..أي كل مايمكن رؤيته بالعين وبالتالي فإن هذا القسم يشتمل عادة على العناصر التالية:
1- المناظر والديكورات
2- الأشخاص وسائر الكائنات الحية
3- الأكسسوارات
4- شرح مايجري من أحداث وحركة
5- الأفلام "المادة الفيلمية"
6- الشرائح
7- اللوحات
8- كافة وسائل الإيضاح المرئية
🎥القسم الثاني أو العمود الثاني
يقع على يسار الصفحة ويشغل المساحة المتبقية وهي ثلثي الصفحة ويخصص للصوتيات أي كل مايسمع بالآذان ويشمل على العناصر التالية:
1- الحوار
2- التعليق
3- المؤثرات الصوتية
4- الموسيقى التصويرية
5- كافة وسائل الإيضاح الصوتية
🎬أشكال السيناريو التليفزيوني
🎭 يعرف كُتاب ومعدو البرامج التليفزيونية شكلين للسيناريو التليفزيوني
هما : النصوص الكاملة .. والنصوص الغير كاملة
أما النصوص الكاملة فهي التي تستخدم في البرامج الدرامية ، حيث يكون بوسع الكاتب أن يتحكم في كل عناصرها ويحدد كافة تفاصيلها من البداية حتى النهاية ،وعلى العكس من ذالك تماما تكون النصوص الغير كاملة والتي تمثل الغالبية العظمى من برامج التليفزيون،ففي هذا النوع من البرامج لايستطيع الكاتب أن يتحكم في كل عناصر البرنامج ومن ثم يقتصر المطلوب منه "في كثير من الأحيان"على مجرد تحديد الخطوط الرئيسية للبرنامج والنقاط أو الجوانب التي يلتزم بها الأشخاص المشاركون فيه.
💡أولا: النصوص الغير كاملة
ويبدأ هذا النوع من البرامج بمقدمة مناسبة يكتبها معد البرنامج عادة ويمهد بها للدخول إلى الموضوع .. وعلى هذا ينبغي أن تأتي قوية وموجزة ومؤثرة ،كما ينبغي أن تشير إلى الموضوع وتلفت النظر إلى اهميته وضرورة تقديمة،وفي كل الحالات يكون من الضروري "التسلل السريع"إلى جوهر الموضوع وتفاصيله.
إن هذا النوع من البرامج وأن بدأ سهلا إلا أنه في حقيقة الأمر يتطلب مجهودا كبيرا من الكاتب أو "المُعد" حيث يكون عليه أن يبحث عن الأفكار ويدرسها ويجمع المعلومات حولها ويتصل بالمختصين وأصحاب الخبرة ،ويحدد المادة المصورة التي ينبغي عرضها .. أو الأشياء التي ينبغي تصويرها.
أما عن خطوات الإعداد ،فإن هذا النوع من البرامج مثله مثل غيره يبدأ أولا بالبحث عن الفكرة أو الموضوع وهناك بطبيعة الحال العديد من المصادر التي يمكن أن تمد الكاتب بعشرات الأفكار المهمة والجيدة،فهناك الكتب والمجلات والنشرات والمواقع الإلكترونية وغيرها وهناك المعايشة الواعية للواقع ومايجري فيه من أحداث ومايفرضه على الناس من قضايا وموضوعات تتصل بحياتهم اتصالا مباشراً وهناك المتابعة الدؤوب للتخصص الذي يكون الكاتب قد أختاره..إلخ .
وبعد العثور على الفكرة المناسبة تبدأ إجراءات تحويلها إلى برنامج تليفزيوني وتبدأ هذه الإجراءات عادة بدراسة إمكانيات الموضوع الذي تدور حوله الفكره ..وهنا يواجه الكاتب بعدد من الأسئلة التي لابد أن يجد إجابة محددة لها.ولعل اول وأهم هذه الأسئلة هو "لماذا نتعرض لهذا الموضوع في برنامج تليفزيوني ؟" أو بتعبير آخر ما هو الهدف من ذالك ؟ "
فلا بد أن يكون هناك هدف وإلا تنتفي الحاجة لتقديم البرنامج أصلا
أما السؤال الثاني " إلى من نوجه هذا الموضوع او البرنامج ؟"
وبتعبير آخر من هو الجمهور المستهدف الذي سنقدم له هذا البرنامج ؟
فلا بد لنا أن نعرف سلفا نوع وطبيعة الجمهور الذي سيقدم له البرنامج ولابد أن يحدد هذا الجمهور تحديدا دقيقا
والسؤال الذي يأتي بعد ذالك هو كيف يتأتى لنا توصيل هذا الهدف إلى الجمهور المقصود عن طريق التليفزيون ؟ وبعد تحديد الهدف والجمهور المستهدف يصبح من الضروري تحديد شكل البرنامج الذي نقدمه لتحقيق هذا الهدف وهنا ينبغي علينا أن نتعرف على الأشكال المختلفة لبرامج التليفزيون ذات النصوص غير الكاملة التي نحن بصددها الآن وهذه النصوص يصل عددها إلى أحد عشر شكلا تضم كافة القوالب ذات النصوص غير الكاملة التي تعرفها برامج التليفيزيون ،وهذه الاشكال يطلق عليها البعض نماذج او إطارات أو "فورمات " إشارة إلى الهيكل النمطي الذي يتخذه البرنامج ، وهذه النماذج أو القوالب أو الأشكال أو كما يطلقون عليها حديثا "الفورمات " هي :
1- فورمات الحديث أو برنامج الشخصية
2- فورمات المقابلة
3- فورمات الوصف أو الشرح
4- فورمات الندوة
5- فورمات المسابقة
6-قالب جمهور المشتركين
7- فورمات المحاكمة
8- فورمات الفيلم المقدم
9- فورمات المجلة
10- فورمات المنوعات
11- فورمات البرنامج التسجيلي
هذه هي القوالب او الفورمات الأحدى عشر المعروفة وسنتحدث عنها بالتفصيل في مقالات قادمة
🧩ثانياً " السيناريو الكامل " الفورمات الكاملة "
هي النصوص التي تكتب للتمثيليات التليفزيونية أي للبرامج الدرامية ، وعندما نقول تمثيليات أو برامج درامية فمعنى هذا أن البرنامج يعتمد على رواية أو قصة كامله لها بداية ووسط ونهاية، وكل العناصر فيها معروفة لكاتب النص التليفزيوني ويمكنه أن يضمنها النص بكل التفاصيل فيكون النص التليفزيوني هنا بمثابة إعادة صياغة للقصة في القالب التليفزيوني ، أي ترجمتها وسردها على المشاهدين بواسطة الصور والأصوات.
ويعتبر السيناريو من أهم مراحل اعداد التمثيلية التليفزيونية ، إذ أن أختار القصة وإعدادها للتليفزيون في سهرة أو في حلقات مسلسلة ، أي تحويلها إلى سيناريو كامل أو إلى عدة سيناريوهات كاملة يعتبر العمود الفقري الذي تقوم عليه التمثيلية أو الحلقات التليفزيوينة ويعتمد نجاحها على نجاح كاتب السيناريو في إرضاء الجمهور .
والحقيقة أن إرضاء الجمهور يعد مُعضلة كبيرة فالجمهور خليط من ذوى العادات والثقافات والمعتقدات والأعمار المختلفة ومقاييس الأشياء لديه تختلف وتتعدد . وما تفضله فئة قد تنفر منه فئة أخرى ، وعلى هذا فإن مهمة كاتب السيناريو تعد من المهام الصعبة والشاقة ومن ثم فإن دراسة نفسية الجمهور وميوله تعد من أهم المسائل التي يجب على كاتب السيناريو مراعتها واعطائها الكثير من اهتمامه .
ومن الضروري أن تكون الفكرة التي يعتمد عليها السيناريو جيدة ،بمعنى أن تكون القصة جيدة ، وتثير إعجاب الناس ، ومع ذالك فإن القصة الجيدة لاتعطي بالضرورة سيناريو جيد ،فالسيناريو عبارة عن قصة ومعالجة ،والقصة الجيدة يلزمها معالجة جيدة لكي يكون السيناريو جيدا.
ومن الخطأ اعتبار السيناريو قصة أدبية تعتمد على الألفاظ والتعبيرات في شرح الحوادث ، لأن هذا يعد تجاهلاً تاما لإمكانيات التليفزيون الآلية والفنية .
إن كتابة السيناريو تعتمد أولا على معالجة الحوادث في القصة معالجة مرئية وهذا يقتضي أن يقوم كاتب السيناريو بترجمة أحداث القصة إلى صور متتابعة تعبر عن كل عناصر الدراما ، وهذا يقتضي من السيناريست أن يكون ملماً بأصول الدراما وقواعدها..وأن يكون ملما بجميع المراحل الفنية للعمل التليفزيوني ..وينبغي له إيضاً أن يلم بالأسباب والوسائل التي تسهل للمخرج أداء عمله في حدود الإمكانيات المتاحة حتى يستطيع المخرج أن يقوم بواجبيه على أحسن صورة ممكنة، لأن السيناريو الجيد يسهل للمخرج عمله ويتيح له فرصة الإجادة مع الاقتصاد في المال والجهد والوقت .
✍️إعداد فريق موقع الشمس اليوم
المراجع: فن الكتابة للراديو والتليفزيون:د.كرم شلبي :دار الشرق:1987

.png)
0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً