🌟 حكايات البكوية في زمن الفن الجميل
تجمع صور وذكريات زمن الفن الجميل قصصًا نادرة عن فنانين حصلوا على ألقاب رفيعة في العصر الملكي، قبل أن تُلغى رسميًا بعد ثورة يوليو 1952. وكان منح لقب البكوية للفنانين أمرًا بالغ التميز، إذ حصل عليه عدد محدود منهم، أبرزهم سليمان بك نجيب، يوسف بك وهبي، وزكي رستم، الذين ارتبطت أسماؤهم بتاريخ السينما المصرية ووجدان الجمهور.
⭐ سليمان بك نجيب… أول فنان يُمنح لقب البكوية
ظهر سليمان نجيب في صورة نادرة مع الملك فاروق، بوصفه أول رئيس مصري لدار الأوبرا الملكية عام 1941، وأول فنان يمنحه الملك لقب البكوية.
وقد اشتهر بأداء شخصية "الباشا الطيب" صاحب الأخلاق الرفيعة والعفوية التي أحبها الجمهور.
ينحدر سليمان بك نجيب من أسرة عريقة: فوالده الأديب مصطفى نجيب، وخاله أحمد زيوار باشا رئيس وزراء مصر قبل الثورة.
بدأ حياته موظفًا بعد تخرجه من كلية الحقوق، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي وعمل قنصلًا لمصر في إسطنبول، قبل أن يعود ليشغل منصب سكرتير في وزارة العدل، ثم يصبح أول مصري يرأس دار الأوبرا الملكية.
لم يتزوج طوال حياته، وعاش وحيدًا حتى رحيله عن عمر 62 عامًا، ليبقى أحد أبرز رموز السينما المصرية.
⭐ يوسف بك وهبي… ابن الباشا الذي منحه الملك فاروق البكوية
يوسف بك وهبي، ابن عبد الله باشا وهبي مفتش الري بالفيوم، كان من القلائل الذين نالوا لقب البكوية بقرار من الملك فاروق بعد حضوره العرض الأول لفيلمه الشهير "غرام وانتقام" عام 1944.
وقد ظل يوسف وهبي من أبرز أعمدة المسرح والسينما حتى يومنا هذا.
⭐ زكي رستم… الأرستقراطي الذي هجر القصور من أجل الفن
ولد زكي رستم في أسرة ثرية وراقية، وعاش طفولة مترفة في قصر جده اللواء محمود باشا رستم بحي الحلمية. كان من المتوقع أن يلتحق بكلية الحقوق، كما جرت العادة لأبناء العائلات الأرستقراطية، لكنه فاجأ والدته برغبته في أن يصبح ممثلًا.
رفضت الأم بشدة وخيّرته بين التمثيل والعيش معها، فاختار الفن وغادر المنزل، ما تسبب في إصابة والدته بالشلل حزنًا على طريقه الصعب.
ورغم ذلك، أصبح زكي رستم أحد أعظم ممثلي السينما المصرية وصاحب حضور لا يُنسى، ليُخلّد اسمه بين عمالقة الفن.
🕊️ رحم الله فنانين الزمن الجميل… تركوا إرثًا لا يُقدّر بثمن
قصصهم تُذكّرنا بأن الفن الحقيقي كان نتاج شغف وتضحية وثقافة، وأن ألقابهم لم تكن مجرد "ألقاب ملكية" بل اعتراف بقيمة فنية وإنسانية لا تتكرر.

0 تعليقات
أترك تعليقاً ملائماً