ريا وسكينة : القتل المخطط والذهب المسروق في مصر الحديثة

 

اكتشف القصة الحقيقية لريا وسكينة، أول سيدتين يُعدمَان في مصر، من بداياتهما في الدعارة إلى جرائمهما البشعة في القتل وسرقة الذهب. حقائق صادمة تختلف عن السينما والمسرح.

☠️ ريا وسكينة: أول سيدتين يُعدمَان في مصر ووقائع صادمة وراء الأسطورة

كتب : حسين زومان

قد تكون قضية ريا وسكينة من أكثر الجرائم التي أثارت اهتمام الجمهور في تاريخ مصر الحديث، ولها زخم غير مسبوق، لأسباب عدة، أهمها حداثة الفكرة على المجتمع المصري آنذاك، إضافة إلى استغلال السينما والمسرح والتلفزيون لقصة الجريمتين في عدة أعمال فنية. حتى أن هناك مسرحية كويتية بعنوان "ريا وسكينة" تناولت قصتهما بالكامل.

لكن، هل كانت ريا وسكينة أول من ارتكب جرائم من هذا النوع؟ الواقع يقول لا. قبل خمسين سنة تقريبًا من جرائمهما، كانت هناك عصابة آني دياموند وليليان روز في إنجلترا، تتكون من 40 امرأة، تورطت في القتل والسرقة.

🏡 البدايات الحقيقية لريا وسكينة

مفاجأة للعديد أن ريا وسكينة لم تُولدا في الإسكندرية كما يظن الكثيرون. ريا ولدت في قرية الكلح بمركز إدفو بمحافظة أسوان عام 1875، بينما ولدت سكينة في كفر الزيات عام 1885، أي بفارق عشر سنوات تقريبًا.

انتقل الأخوان مع والديهما إلى كفر الزيات، ثم إلى الإسكندرية في بداية القرن العشرين. هناك، اشتغلت ريا وسكينة في جمع القطن، ثم تزوجت ريا من حسب الله سعيد مرعي وأنجبت منه ابنتها بديعة وطفلًا آخر توفي بعد ولادته، وهو ما جعل قلب ريا أكثر قسوة. أما سكينة فتزوجت محمد عبد العال بعد طلاقها، وانتقلت للعيش في حي اللبان بالإسكندرية.

⚔️ الحرب والفقر والتحول للجريمة

مع ظروف الحرب العالمية الأولى (1914–1918) والفقر المدقع، لجأت الأختان للعمل في الدعارة، وهي مهنة كانت قانونية في مصر حتى عام 1949، وكانت السلطات تمنح تراخيص رسمية لفتح بيوت الدعارة.

  • ريا كانت "عايقة" أي القوادة المشرفة على النساء العاملات.
  • سكينة يُقال إنها بدأت فترة في النشاط الفعلي قبل أن تصبح عايقة.

لاحقًا، تحولت أعمالهما من الدعارة إلى السرقة والقتل. كانتا تجلبان النساء الثريات إلى المنزل، يشربن الخمر الثقيل، فتفقد الضحية القدرة على الحركة. يقوم الزوجان عبد العال وحسب الله بتثبيت الضحية، بينما تتولى ريا وسكينة عملية الاختناق باستخدام قطعة قماش مبللة بالماء حتى الموت، ثم يتم سرقة الذهب ودفنه تحت المنزل، فيما كانا يبيعانه لاحقًا لصاغة معينين.

🕵️‍♂️ تفاصيل الجرائم

دور كل فرد في عمليات القتل كان محددًا:

  • عبد العال: شل قدمي الضحية.
  • حسب الله: شل ذراعي الضحية.
  • ريا أو سكينة: تثبيت الرأس.
  • الرابع (ريا أو سكينة): كتم النفس بالمنديل المبلل بالماء حتى الموت.

وما أن تموت الضحية، يتم نزع الذهب ودفنه تحت المنزل، ثم يُباع لاحقًا عبر صاغة محددين.

📄 أول بلاغ رسمي

في يناير 1920، تقدمت السيدة زينب حسن (40 عامًا) ببلاغ إلى حكمدار شرطة الإسكندرية بعد اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل (25 عامًا)، التي كانت ترتدي ذهبًا. شكوكها كانت أن ابنتها قد تعرضت للقتل وسرقة الذهب، إلا أن الشرطة في البداية حفظت التحقيق، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الوقائع المرعبة التي صدمت مصر كلها.

⚖️ الاستعداد للتنفيذ والإعدام

ريا وسكينة كانتا أول سيدتين يتم إعدامهُما في مصر الحديثة،  إذ كان الإعدام مقتصرًا على الرجال فقط قبل ذلك. حكاياتهما ألهمت السينما والمسرح، لكن الحقيقة أكثر رعبًا مما قدمته الأعمال الفنية، حيث كانت الواقعية القاسية والحسابات الدقيقة للقتل تضع القارئ أمام مأساة وأهوال المجتمع في تلك الفترة.

لحظة القبض على عصابة ريا وسكينة بحي اللبان : الأسكندرية

إرسال تعليق

0 تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الشمس اليوم